و لكم تجدونني أبحث عن فضاء كهذا كي أعبر فيه عمّا يختلج داخل صدري الكئيب..، أنا الهاربة من عبث الحياة، من هشاشتها، أنا الهاربة من هذا الذي يسمى إنسان ، أقصد إنسان اللا إنسان، و لأنني مجبرة على العيش وسطه أحاول أن أرسم ابتسامة حتى لا يقال عني متشائمة، هي ابتسامة عذراء رسمت ببراءة كبراءة طفل وديع، أهز كتفي بازدراء و أقول : هكذا الحياة..، كل شيئ أراه من حولي.. الرّياء، الإزدراء، اللامبالاة ، اللا ضمير، اللاإنسان، اللاوطن.. ابتسم، أضحك بل ربنا أقهقه..
و لأن القهقهة تعبير على اللامبالاة و اللامبالاة عندي هي اللاوجود، اللاحياة، افتعل الأشياء، أخادع نفسي و أقول في عبث: هكذا الحياة..، ولأنني أخدع نفسي أبحث عبثا عن الحياة، أقف وسط جسر المدينة المعلق، أطلق يدي كطير يفرش جناحيه في الفضاء، أدير وجهي يمينا و شمالا ، أبحر في ذلك الأفق البعيد، لا أجد غير السماء، زرقاء صافية تزينها سحابة بيضاء، يعود بي البصر إلى أسفل، إلى قاعِ الوادي، إلى تلك الهُوَّة، أشعر بدوار عنيف، يكاد يغمي عليّ...أكاد أسقط، و أنا التي تكره السقوط ، أمسك بالجسر ، حينها أتنفس الصّعداء..
أنا الآن في أمان، أحتضن الحياة أو ربما هي تحتضني ، الحياة مثل أمّ تحتضن طفلها في حنوٍّ و دلال، أشعر أني أمتلك العالم و أقول في عبث: أنا الحياة.. الحياة أنا.. كلانا واحدٌ، أحرك رأسي، أحلق تارة نحو الأفق و تارة أخرى أعيد النظر نحو السفل، أرى فضاءات، فضاء بيني و بين السماء و آخر بيني وبين الوادي، أتساءل كم من فتى و فتاة اختار تلك النهاية، الإرتماء من أعالي الجسور، آهٍ منكِ سيرتا، و ألف آهٍ ، هكذا يموت أبناؤك ، هي طبعا مأساة..لا يحسها إلى من تجرّع كأس الشقاء، الجسر معلق، تشده حبال فولاذية ..، نحن أيضا معلقون، أتعلمون ذلك؟، معلقون بحبال المادّة ، مكبلون بسلاسلها، لا الأرض سعتنا و لا السماء غطتنا..
"المادة" ما أوحش هذه الكلمة أفقدتنا إنسانيتنا، قتلت فينا كل ما هو جميل و مقدس، فصرنا وجوه بلا صور و نقول في عبث: هكذا الحياة..، في الوادي لوحة أخرى تختلف عن اللوحات التي رسمتها أنامل الإنسان، في الوادي حياة أخرى، وطن آخر.. الماء و الحجارة، الماء يسير في تدفق مستمر، و الحجارة قابعة لا تتحرك، من هنا كانت معادلتي: " الماء الحياة و الإنسان حجارة"، هي طبعا لوحة تحكي عن مأساة إنسان، الماء ينجرف في و هدوء، أسمع خرير الماء و هو يضرب الحجارة في وقار.. وقار لا تصفه الكلمات، لكن الحجر لا يتحرك، هو كذلك الإنسان لا يريد التغيير، يرضى بكل شيئ، هو مقتنع بكل شيئ حتى لو كان ضد إنسانيته، أو ضد حريته..
الحياة تسير في اللامنتهى و الإنسان قابع في مكانه كالصخر الأصم، و لو أن الحجر يتكلم، و لو تكلم لأشعل نارا، هكذا أتخيل الإنسان أو يبدو لي -الإنسان حجارة- و ربما لا يستحق هذا الوصف، للحجارة لغة و صوت، فحين يبرعم الرفض تتكلم الحجارة فيسمع صوتها و ينتقل صداها، أما الإنسان فهو كالموت.. جمود و برودة .. أعود بحثا عن الفضاء.. لا أرى شيئا، هو إذن غير موجود، أدركت حينها أنني أبحث عن اللاشيئ عن السّراب، الفضاء هو اللاشيئ، يا لغباوة الإنسان، أبتسم من جديد، و أقول في عبث: هكذا الحياة، قد تكون الحياة فكرة، قد تكون مبدأ و قد تكون موقف أو كلمة، قد تتحول الكلمة إلى مرآة نرى فيها وجوهنا بوضوح، أبتسم في عبث و أقول : هكذا الحياة..
علجية عيش
و لأن القهقهة تعبير على اللامبالاة و اللامبالاة عندي هي اللاوجود، اللاحياة، افتعل الأشياء، أخادع نفسي و أقول في عبث: هكذا الحياة..، ولأنني أخدع نفسي أبحث عبثا عن الحياة، أقف وسط جسر المدينة المعلق، أطلق يدي كطير يفرش جناحيه في الفضاء، أدير وجهي يمينا و شمالا ، أبحر في ذلك الأفق البعيد، لا أجد غير السماء، زرقاء صافية تزينها سحابة بيضاء، يعود بي البصر إلى أسفل، إلى قاعِ الوادي، إلى تلك الهُوَّة، أشعر بدوار عنيف، يكاد يغمي عليّ...أكاد أسقط، و أنا التي تكره السقوط ، أمسك بالجسر ، حينها أتنفس الصّعداء..
أنا الآن في أمان، أحتضن الحياة أو ربما هي تحتضني ، الحياة مثل أمّ تحتضن طفلها في حنوٍّ و دلال، أشعر أني أمتلك العالم و أقول في عبث: أنا الحياة.. الحياة أنا.. كلانا واحدٌ، أحرك رأسي، أحلق تارة نحو الأفق و تارة أخرى أعيد النظر نحو السفل، أرى فضاءات، فضاء بيني و بين السماء و آخر بيني وبين الوادي، أتساءل كم من فتى و فتاة اختار تلك النهاية، الإرتماء من أعالي الجسور، آهٍ منكِ سيرتا، و ألف آهٍ ، هكذا يموت أبناؤك ، هي طبعا مأساة..لا يحسها إلى من تجرّع كأس الشقاء، الجسر معلق، تشده حبال فولاذية ..، نحن أيضا معلقون، أتعلمون ذلك؟، معلقون بحبال المادّة ، مكبلون بسلاسلها، لا الأرض سعتنا و لا السماء غطتنا..
"المادة" ما أوحش هذه الكلمة أفقدتنا إنسانيتنا، قتلت فينا كل ما هو جميل و مقدس، فصرنا وجوه بلا صور و نقول في عبث: هكذا الحياة..، في الوادي لوحة أخرى تختلف عن اللوحات التي رسمتها أنامل الإنسان، في الوادي حياة أخرى، وطن آخر.. الماء و الحجارة، الماء يسير في تدفق مستمر، و الحجارة قابعة لا تتحرك، من هنا كانت معادلتي: " الماء الحياة و الإنسان حجارة"، هي طبعا لوحة تحكي عن مأساة إنسان، الماء ينجرف في و هدوء، أسمع خرير الماء و هو يضرب الحجارة في وقار.. وقار لا تصفه الكلمات، لكن الحجر لا يتحرك، هو كذلك الإنسان لا يريد التغيير، يرضى بكل شيئ، هو مقتنع بكل شيئ حتى لو كان ضد إنسانيته، أو ضد حريته..
الحياة تسير في اللامنتهى و الإنسان قابع في مكانه كالصخر الأصم، و لو أن الحجر يتكلم، و لو تكلم لأشعل نارا، هكذا أتخيل الإنسان أو يبدو لي -الإنسان حجارة- و ربما لا يستحق هذا الوصف، للحجارة لغة و صوت، فحين يبرعم الرفض تتكلم الحجارة فيسمع صوتها و ينتقل صداها، أما الإنسان فهو كالموت.. جمود و برودة .. أعود بحثا عن الفضاء.. لا أرى شيئا، هو إذن غير موجود، أدركت حينها أنني أبحث عن اللاشيئ عن السّراب، الفضاء هو اللاشيئ، يا لغباوة الإنسان، أبتسم من جديد، و أقول في عبث: هكذا الحياة، قد تكون الحياة فكرة، قد تكون مبدأ و قد تكون موقف أو كلمة، قد تتحول الكلمة إلى مرآة نرى فيها وجوهنا بوضوح، أبتسم في عبث و أقول : هكذا الحياة..
علجية عيش