إذا كان الخبر فى حاجة إلى وسائط لبثه وإلى حوامل تنقله، فإن الشائعة ليس لها حوامل. الشائعة تتناقل من غير أن تُنقل.
الشائعة لا تُنقل عن مصدر معيّن. وهى تؤخذ على أنها من باب «ما يُقال»، وليس ما صرَّح به هذا المصدر أو ذاك.
الشائعة لا تخبر وإنما تدلّ وتشير، إنها «علامة على» أكثر منها «شاهدًا على».
بلانشو: «لا تتوخى الشائعة إلا الذيوع والانتشار، وهى لا تبحث عن أداة تعبير تفصح عنها، ولا عن وسيلة إثبات تؤكد صحتها».
كأنما تتولد الشائعة عن ذاتها، إنها ليست «شائعة» من ورائها فاعل، وإنما «شائعة» مستغنية عن كل ذات فاعلة.
*ليست الشائعة خبرًا كاذبًا، لكنها ليست بالخبر الصادق. إنها تتنقّل بمعزل عن الخطأ والصواب، وعن الصدق والكذب.
الردّ على الشائعة هو دومًا مساهمة فى نشرها.
لا تموت الشائعة ولا تمّحى، لكنها قد تخفت وتفتر فيتضاءل مفعولها.
*تكذيب الشائعة لا يزيدها إلا «صحة»، ولا يعمل إلا على «إنعاشها».
تتنقّل الشائعة فى فضاء يوجد «خارج الصدق والكذب». فهى ليست خبرًا كاذبًا ينتظر «تصحيحه» ليخبر عن الواقع الفعلى. بل إن أى نيّة لجرّ الشائعة إلى «المنطق» ومحاولة تصحيحها أو تكذيبها لا تعمل فى النهاية إلا على تقويتها كشائعة.
لا تُقاس الشائعة بسند تعتمد عليه، ولا بتماسك الخطاب الذى تنقله لفحص مدى «معقوليته».
كأن كل محاولة لإخضاع الشائعة لـ«المنطق» إذكاء لبعدها عنه، وزيادة فى انفصالها و«نموّها» فى فضائها الخاص.
قوة الشائعة لا تكمن فيما تنقله وعمّن تنقله، وإنما فيما تُحدثه وما يتولد عنها، وما يخلّفه ذيوعها من عواقب، فالشائعات بمفعولاتها.
لا تستمدّ الشائعات قوتها من مضمونها، وإنما من كونها تنتمى إلى فضاء كل ما يُقال فيه قد سبق قوله، وسيستمر، ولن ينفك يُقال. ما يهمّ هو ما يتولد عن ذيوعها من ردود أفعال.
مقابل «جفاف» الخبر، فإن الشائعة تتميز بنوع من الخصوبة. فهى لا تقتصر على نقل المتحقق، وإنما تكشف عن الممكن. بهذا المعنى فهى أكثر إخبارا عن الواقع الفعلى من الخبر نفسه. فإذا كان الخبر يكتفى بنقل الحدث، فإن الشائعة تجس نبض من تشيع بينهم، فتخبر، لا عن أحوالهم، وإنما حتى عن أحلامهم.
إذا كان الخبر ينقل ما تمّ وحصل، فإن الشائعة تستهدف ما سيأتى.
تُوظّف الشائعة من أجل «تحسّس» واقع الأمور، و«جسّ نبض» الأشياء.
يبدو أن كثيرًا من «النجوم» يحرصون على ترويج شائعات عن أنفسهم لفتًا للأنظار، وإثارة للاهتمام، وتكريسًا للحضور.
لا تنقل الشائعة المتحقق بل تومئ إلى الممْكن. إنها لا تحيل إلى الأفعال والمنجزات، وإنما تكشف عن الآفاق والتطلعات.
لا تكتفى الشائعات بالإخبار عن الواقع، وإنما تسهم فى تشكيله وتوجيهه، وربما حتى فى صنعه.
لم يغير تويتر وفيسبوك من بنية الشائعة، إلا أنهما زادا من مفعولها بما يسّراه من إمكانيات الذيوع والانتشار.
تسمح الوسائط الجديدة للشائعة، لا أن تتنقل فى صورة اللغة والكلام وحدهما، وإنما عن طريق الصورة كذلك، مع ما يتيحه ذلك من تركيب وتوليف وفبركة ومونطاج.
عن طريق الوسائط الجديدة اتسع فضاء الشائعات فكبرت حجمًا وازدادت توثيقًا.
تمكّن الوسائط الجديدة من «تخزين» الشائعة وتمديد عمرها بهدف إنعاشها متى اقتضت الضرورة ذلك، وتطلَّب الواقع شيئًا من الانفلات.
الشائعة لا تُنقل عن مصدر معيّن. وهى تؤخذ على أنها من باب «ما يُقال»، وليس ما صرَّح به هذا المصدر أو ذاك.
الشائعة لا تخبر وإنما تدلّ وتشير، إنها «علامة على» أكثر منها «شاهدًا على».
بلانشو: «لا تتوخى الشائعة إلا الذيوع والانتشار، وهى لا تبحث عن أداة تعبير تفصح عنها، ولا عن وسيلة إثبات تؤكد صحتها».
كأنما تتولد الشائعة عن ذاتها، إنها ليست «شائعة» من ورائها فاعل، وإنما «شائعة» مستغنية عن كل ذات فاعلة.
*ليست الشائعة خبرًا كاذبًا، لكنها ليست بالخبر الصادق. إنها تتنقّل بمعزل عن الخطأ والصواب، وعن الصدق والكذب.
الردّ على الشائعة هو دومًا مساهمة فى نشرها.
لا تموت الشائعة ولا تمّحى، لكنها قد تخفت وتفتر فيتضاءل مفعولها.
*تكذيب الشائعة لا يزيدها إلا «صحة»، ولا يعمل إلا على «إنعاشها».
تتنقّل الشائعة فى فضاء يوجد «خارج الصدق والكذب». فهى ليست خبرًا كاذبًا ينتظر «تصحيحه» ليخبر عن الواقع الفعلى. بل إن أى نيّة لجرّ الشائعة إلى «المنطق» ومحاولة تصحيحها أو تكذيبها لا تعمل فى النهاية إلا على تقويتها كشائعة.
لا تُقاس الشائعة بسند تعتمد عليه، ولا بتماسك الخطاب الذى تنقله لفحص مدى «معقوليته».
كأن كل محاولة لإخضاع الشائعة لـ«المنطق» إذكاء لبعدها عنه، وزيادة فى انفصالها و«نموّها» فى فضائها الخاص.
قوة الشائعة لا تكمن فيما تنقله وعمّن تنقله، وإنما فيما تُحدثه وما يتولد عنها، وما يخلّفه ذيوعها من عواقب، فالشائعات بمفعولاتها.
لا تستمدّ الشائعات قوتها من مضمونها، وإنما من كونها تنتمى إلى فضاء كل ما يُقال فيه قد سبق قوله، وسيستمر، ولن ينفك يُقال. ما يهمّ هو ما يتولد عن ذيوعها من ردود أفعال.
مقابل «جفاف» الخبر، فإن الشائعة تتميز بنوع من الخصوبة. فهى لا تقتصر على نقل المتحقق، وإنما تكشف عن الممكن. بهذا المعنى فهى أكثر إخبارا عن الواقع الفعلى من الخبر نفسه. فإذا كان الخبر يكتفى بنقل الحدث، فإن الشائعة تجس نبض من تشيع بينهم، فتخبر، لا عن أحوالهم، وإنما حتى عن أحلامهم.
إذا كان الخبر ينقل ما تمّ وحصل، فإن الشائعة تستهدف ما سيأتى.
تُوظّف الشائعة من أجل «تحسّس» واقع الأمور، و«جسّ نبض» الأشياء.
يبدو أن كثيرًا من «النجوم» يحرصون على ترويج شائعات عن أنفسهم لفتًا للأنظار، وإثارة للاهتمام، وتكريسًا للحضور.
لا تنقل الشائعة المتحقق بل تومئ إلى الممْكن. إنها لا تحيل إلى الأفعال والمنجزات، وإنما تكشف عن الآفاق والتطلعات.
لا تكتفى الشائعات بالإخبار عن الواقع، وإنما تسهم فى تشكيله وتوجيهه، وربما حتى فى صنعه.
لم يغير تويتر وفيسبوك من بنية الشائعة، إلا أنهما زادا من مفعولها بما يسّراه من إمكانيات الذيوع والانتشار.
تسمح الوسائط الجديدة للشائعة، لا أن تتنقل فى صورة اللغة والكلام وحدهما، وإنما عن طريق الصورة كذلك، مع ما يتيحه ذلك من تركيب وتوليف وفبركة ومونطاج.
عن طريق الوسائط الجديدة اتسع فضاء الشائعات فكبرت حجمًا وازدادت توثيقًا.
تمكّن الوسائط الجديدة من «تخزين» الشائعة وتمديد عمرها بهدف إنعاشها متى اقتضت الضرورة ذلك، وتطلَّب الواقع شيئًا من الانفلات.