عبد القادر الأسود - أنا والربيع.. شعر

شرابُكَ ما ارتوى منه الغليلُ = وعُمرُكَ ما دنا فيه الخليلُ
نَميلُ إلى الجَمالِ،وأيُّ قلبٍ = يلوحُ له الجمالُ ولا يميلُ ؟
إذا ابتَسَم الربيعُ فكلُّ ثغرٍ = بسيمٌ والنَسيمُ به عليلُ
أحبُّكَ يا ربيعُ عَبوقَ فجْرٍ = على نَغَماتِه رقَصَ الأصيلُ
ومثلُ صباحِكَ النشوانَ حَرْفي = فأزهارٌ وأغصانٌ تميلُ
أُحِبُّك؛كم أُحبُّكَ لستُ أَدري = كما يـهوى مَنابِتَه النخيلُ

***

أحبُّكَ يا ربيعُ وأنتَ نورُ = وألحانٌ تُهَدهدُها الطُيورُ
وأنسامٌ بنشرِ الزهر ثابتْ = إلى فَنَنٍ يُثنِّيه الحُبورُ
وأطفالٌ تَرودُ السفحَ تَجْني = بَنَفْسَجةً وتَرتَعِشُ الزهورُ
أُحِبُّكَ عاشقين على فِراشٍ = من الأعشابِ نَدَّتْهُ البُكُورُ
كأَطيارِ الخميلِ إذا تَنَادى = إلى عشٍّ تَنَامُ به العُطورُ
كأهداب الصغيرةِ يومَ تَغفو = على حُلُم مَفارشُهُ السرورُ
أُحِبُّكَ؛كم أُحِبُّكَ لستُ أدري = كما يهوى مَنابعَه الغديرُ

***

أحِبُّكَ دَفْقَ نُسْغٍ في كِياني = أُحبُّكَ دِفْءَ شوقٍ في جَناني
وأفرحُ بالشتاءِ وميضَ برقٍ = ورَعداً زفَّ لي فيكَ التَهاني
أرى في مُزْنِهِ الآمالَ تَحْنو = وفي الثَلجِ الرَغيدَ من الأماني
أَشَفَّكَ يا شتاءُ الشوقُ مثلي؟ = وعانيتَ الغرامَ كما أعاني
فأبكاك الربيعُ هوًى ووجداً = كما نُثِر النِظامُ من الجُمانِ ؟
سرى بك يا ربيعُ نسيمُ خُلدٍ = فذكرُك كالصلاةِ على لساني
أُحِبُّك.. كم أُحِبُّك لستُ أدري = كما تَحْنانُ ( آدمَ ) للجِنانِ

عبد القادر الأسود

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...