محمد بشكار - آمُرُنِي وَلا أُطِيعْ..!.. شعر

عُدْ
لِقَلْبِكَ أَنْصِتْ لِخَفْقِهِ قُلْ
مَا يَقُولُ فَإِنْ كَانَ
حُبّاً فَقُلْهُ
بِصَوْتِ الطُّيُورِ
لِتَأْتِيكَ دُونَ جَنَاحٍ
سَمَاءٌ وَطِرْ فَرَحاً فَإذَا
لَمْ تَطِرْ امْشِ
عَلَى حَدِّ سِكِّينِهَا
أُفُقاً
لا يُهِمُّكَ أنْ تَتَرَاقَصَ
ذَبْحاً..!

فَعُدْ..
عُدْ لِقَلْبِكَ أَنْصِتْ
لِمَا لا يَقُولُ فَإنَّ الحِجَارَةَ
تَرْدِمُ بِئْرِي وَلَكِنَّهَا
لَيْسَ تُخْرِسُنِي
مِنْ صَدَى. سَأُدَوِّي
بِمَاءٍ وَمِنْ دُونِ
مَاءٍ إذَا صَارَ
قَلْبِيَ بِئْراً، أَصِيحُ
فَيَرْتَدُّ صَوْتِي
إلَيَّ يَصِيحُ فَأعْلَمُ
أنَّ هُنَالِكَ آخَرَ يُشْبِهُنِي
فِي الفَرَاغْ..!

لَسْتُ
وَحْدِي وَأَشْغُلُ
بَعْضَ المِسَاحَاتِ
فِي الكَوْنِ لَنْ
يَسْتَطِيعُوا
مَنْعَ ظِلِّيَ أنْ يَتَمَدَّدَ
فِي الأَرْضِ طُولاً
وَعَرْضاً وَلَوْ كَانَتِ
الأَرْضُ
مِلْكاً لِغَيْرِي،
وَلَنْ يَمْنَعُوا
قَمَراً
أَنْ يُزَوِّدَنِي
الضَّوْءَ مِنْ دُونِ
فَاتُورَةِ الكَهْرَبَاءِ. وَلَنْ
يَمْنَعُوا غَيْمَةً
بَضَّةً أَنْ تُرَافِقَنِي
للِسَّرِيرِ لتُمْطِر فِيَّ وَأُمطِرَ
فِيهَا وَتَأْنَفَ
أنْ تَتَقَاضَى عَلَى
حُبِّهَا ثَمَناً..!

عُدْ لِقَلْبِكَ وَافْتَحْهُ
بَيْنَ يَدَيْكَ
كِتَاباً
لِتَقْرَأَ أبْيَاتَ
شِعْرٍ حَكِيمٍ وَرَتِّلْهُ
فِي اليَوْمِ مِيلَاْ..!

وَكُنْ ..
لا تَكُنْ كَالَّذِي
رَكِبَ الرِّيحَ فِي
حَافِرٍ
فَاكْتَسَاهُ الغُبَارُ
لِيَفْقِدَ بَيْنَ القَطِيعِ
الوُضُوحَ، وَكُنْ..
لا تَكُنْ كَالَّذِي عَاشَ
فِي الْمَجْدِ
مَا عَاشَ
حَتَّى إذَا شَيَّعُوهُ
غَدَاْ فِي المَرَاثِيَ
قٍيلَاْ..!

أنَا لا أزَالُ
هُنَا
لا أزَالُ عَلَى
الأرْضِ لَيْسَتْ
عَلَيَّ. فَمَنْ قَالَ
لَسْتُ هُنَا
وَأنَا لا أزَالُ
هُنَا
مُنْذُ أنْ
كُنْتُ طِفْلاً إلَى
أنْ كَبُرْتُ وَعُدْتُ
لِقَلْبِيَ طِفْلاً
جَمِيلَاْ..!

ارْفَعْ
ذِرَاعَكَ سَارِيَةً
للِسَّمَاءِ، أخَافُ إذَا
سَقَطَتْ أَفْقِدُ
السَّقْفَ فِي بَلَدِي..!

مُدَّ عَرْضَ
جَبِينِكَ أُفْقاً،
أَخَافُ إذَا قَبَّلَتْهُ
الغُيُومُ يُبَلِّلُنِي عَرقٌ
فِي جَبِينِكَ يَا
وَلَدِي..!

وَلا تَدَعِ
الحُبَّ يُصْبِحُ
حَبْلاً
فَمَهْمَا مَضَيْتَ
بَعِيداً بِقَلْبِكَ تَبْقَى
قَرِيباً
مِنَ الوَتَدِ..!

كُنْ كَمَا أنْتَ.
نَفْسَكَ كُنْهَا
سَوَاءً وَجَدْتَ الحَبِيبَ
وَلَمْ تَجِدِ..!

وَلا تُضِعِ الوَقْتَ تُحْصِي
قَطِيعَ الحُرُوفِ المَسُوقَ
لِمَجْزَرَةٍ فِي نَزِيفِ
الكِتَابَةِ، مَاذَا
سَيُجْدِيكَ أنْ
تَضَعَ اليَدَ فِي
اليَدِ؟


محمد بشكار


( ملحق"العلم الثقافي" ليومه الخميس 18 أبريل 2019)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...