محمد عمار شعابنية - بِـرَكٌ لضفادعَ عرْجـاءَ.. شعر

تـنـفـَّسْ تـرابًـــــا فالهَــــــــــوَاء ثـقـيــلُ
فـمـا لك فـي ما أنت فــيـــه حـــــلـولُ
لقدْ خُـرّبــتْ آثار قرطـــــــــاج بَـغـْـتـةً
وبـانـَتْ بـحـِـصْــن القـــيـروان فـُلــولُ
ولم يبق في" مطمور" روما وما حَـوَى
ســوى سُـنـْـبـلات قـًمْـحـهــنّ نـَحِـيـــلُ
قـبـائــلُ نـَمْــل أبّــنـَـتـْهـــــا وودّعـــــتْ
فــنـادَت خـُـطــاهــا هِـجـرة ورحـيــــلُ
ولا زيْـتَ فـي داري ولا فـي ديـاركـم
فـزيـتـونـنـا هــــذا الـنـّهـار بــخيـــــلُ
نـُـغـَذّيـه مـن أتـعابـنـا كـلّ لحظــــــــة
ونـَـسْـقِـيــه مــن آلامــنــا فـــَيـَطـُـــول
وإذْ يَـسْـتـوي صلـْـبـا ويـنـْضج مُـثمـرا
إلـى غـيـر سُـوق فـي الـبـلاد يـمـيــلُ
فـلا تـحـتـرقْ غـُبْـنًـا فـهـذي حيـاتـُنــــا
تـُواسِـيـك فـيـهـا جـمْـرة وفـَـتِـيـــــــلُ
ولا تـنـفجرْ إنْ هـدّك العُـمْــرُ هـا هنــــا
فـكـم لك مـن قــلـــب وأنـت عـلـيـــــــلُ
وكـمْ أقـفـرتْ مـن خـَيْـلـهـا كــلّ ضيْـعة
فـحـلــتْ خـنـازيـــرٌ بــهـا ووعــــــولُ
وكـمْ هـُـرِّبـتْ أحـلامُــنــا من رؤوسـنــا
وكـمْ ودّعَـتْ هـذا الـتّـرابَ عُــقـُـــولُ
وكـمْ"حـارقٍ" فـي الـبحْـر غازل نجـمـةً
فـبـاغـتــهــا بـعــد الضيــاء أفـٌــــــــولُ
وكـم نـاحْـت الـغـابـات عـنــد احـتراقـهـا
وولـْوَلــت الأشـجـــار وهْـــي تــــزول
وحُــرّاسهـا فـي سـَكـْرة النــوم كُــلـّهــــم
وإنْ طــال نــوْم فــالظـــلام يــطـــــــول
وإن مَـــرّ يــومٌ يـركــبُ الـوقـتَ هـاهـنـا
لـسـانٌ طـــويــلٌ والـعـطــاء قــلــيــــــــلُ
ومــا ثـوْرة نـحْـيــا ولـكـنْ غـَــنـِيـــمــــة
تــداعــى عـلـيهــا جــاهــلٌ وجَــهُــــــولُ
وأشـبـعَـهـا نـهْـشـــا عـِتِــلٌّ مُـثـــــــــوْرجٌ
فــبـات كـظـيـمًــا شاعـرٌ ورســـــــــولُ
وهـُـرّبـت الأحــلام .. مَــن ذا يُـعـيـدهـا
ويـتـركـهــا بـيـن العــبـــاد تجُــــــــول؟
ومَـن ذا يُـريـح الشـّمـسَ مِـن زيْغ أعْيـنٍ
لـهــا نـظــرٌ عـنــد الـضيــاء ثـقـيــــــلُ
ضفـادعُُ عـرجـاءُ انـتهـتْ في نـقـيـقِهــا
إلـى بـِـرَكٌ فــيـهـا تـعُـــوم وُحُـــــــولُ
صبـاحًـا مـسـاءً صـار بـيتـي صدى لها
وهـلْ تـخـتـفـي أصواتُـها فـألِــِيـــــلُ ؟"×"
وأصْـحُـو خـفـيـفـًا حين إبني يـقول لـي
نـهـارك وردٌ عـاطــر وجـمـيـــــــــــلُ
ومن أين يأتي الورد والـرّوض ظـامئٌ
ومِـن عـطـَش تـحـيـى الجـفـافَ حقولُ
وأنـظـرُ فــي المـرآة حِـيـنــًـا فــلا أرى
سـوى أنّ وجْـهـي شـاحِـبٌ ونـَحـيــــــلُ
ولـي بـلـَـد يقـتـات مـِن نـُصـف تـَـمْــرة
كأنْ لـيـس فـي أرض الجــنـوب نـخيلُ
كأنْ لـيـس تـحـت الأرض كنْـزٌ وفـَوْقها
ولـكــنَّ أكـْفـافَ اللـّصوص تـَطــــــول
وأنـي إلـيـهـم لا تـٌرى لـي حـقـيـبَـــــــةٌ
وإنّـي بـبَـيْـتِ الـعـاشـقـيــن نـزِيـــــــلُ
فـهـل أنـت تـَدري ما الذي سوْف نجتني
إذا امـتــَدَّ وهْــــم كـــاذبٌ وذهــــــولُ
ولـم يـَبْـقَ للثّــوّارِ مــن ذاتِ ثــــــــوْرة
ســوى ذكـريــات مَـسّــهـــنّ ذُبــــــــولُ
فـكـُن واقـفـا جَـنـْبـي فـَقـربـُكَ يــا أخــي
إلـى خــطــوَة فـي سَــيْـــرنـا سَـيَـــؤول
لـِيـدخـلَ فِــيـلُ الصّـبْـر من ثــُقـب إبـرَة
ومـن إبْـرتـي العَــوْراءَ يَـخـرج فِــيـــل
فـلا ذاكَ آتٍ بـالــــــذي أنــا أرتجــــــي
ولا ذا بـما لا أرتـضـيــه عَـجــــــــولُ
إذنْ خُـذ فـمِـي واصـرخْ فصوْتك متـْعبٌ
وصوتـي إذا طـال الصّـراخ يــطـــولُ
لأقــرَأُ ما يُـمْــلـيــهِ صَـمْـتـُـكَ مـُـنـْصِـتًـا
لأنـّكَ حـتـّى فـــي السّـكـُــوتِ سَــــــؤُولُ
وقـُـل مـثـْلـمـا أنـْوي كـلامـا أقـُـولـُـــــــه
وقــد تـلـتـقـي أصواتـُنــا فـنـقــــــــــول:
أيــا وطـَن العُـشـّـــاق إنّــا حَــــمـــــــائم ٌ
نـجـِـنُّ إذا تـُهْـنــا وضـــــــاع دلـيــــــلُ
ولـيـس لـنـا إلاّكَ فــي مــــا أصــابَـنـَـــا
وقـد زاغ ظــرْف مـُـتـْعـبٌ وكـَـســـولُ


محمد عمار شعابنية
المتلوي ( تونس) 24 و25 أكتوبر 2017

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألِـيلُ : أنام الليل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...