لا أحبُّ سلا
فبها قد فقدتُ الذين أحبْ
وبتاريخها يفتح الليلُ غربته ويدبْ
وعلى شفة النهر، منها، حروفُ النداء تشبْ
فكأنْ لغة أخذتْ يدها، جذوة للبكاء، ولا ريحَ سوفَ تهبْ
وكأنِّيَ لستُ أحبُّ سلا كلَّما تركتني، إليها، يدايَ, وكيفَ أحبْ ؟
يخرجُ النَّهرُ منْ نهره
يتفقَّدُ أبراجَه واحدا واحدا
يترصَّدُ أمواجَه كيْ تشيِّدَ أدراجَه
للصُّعود السَّريِّ، إلى سرِّه، واردا واردا
يتعدَّدُ روحا، ومعراجَه، ليكونا، هنالكَ، أمشاجَه
وهنا جسدا، للتآويل، والنَّهرُ يشهدُ أنَّ المدينة ليستْ هنا.
منْ هنا. منْ هناكَ. منَ اللاهنا
تستبيحُ الهُويَّة أنباءَها لتنامَ على جُرحها
جرحُها اللغة المستكنَّة، في ملحها، لا تني تنظرُ
هيَ ليستْ تقولُ: أنا لوحُها المُستفزُّ، ولا هيَ تحظرُ
ما لا أقولُ. لعزلتِها الرُّمحُ يغرزُ أهبتَه، بالتنادي إلى روحها
والهُويَّة أنثى، فيا أرضَها اللغويَّة كوني سلاما وغوثا، وكونى إليها ..
وكوني إليها فما لا يُؤنَّثُ
ينكثُ غزلا، وليسَ عليه يُعوَّلُ
أمكثُ، في ورق الماء خوفا، فلا أتحدَّثُ
أعدلُ، عنِّي إليَّ، لعلَّ الهُويَّة، بينَ العَمودين، لا تقتلُ
والعَمودان يلتفتان إلى الرِّيح تنفثُ صهوتَها كلَّما تتسللُ
بين العَميدين نايا، فيا شيخَنا الأكبريَّ: أكانتْ سلا، نايَنا، إذ تؤنَّثُ ؟
يا شيخنا الأكبريَّ، وما بيننا موجة
وحدَها هيَ أوقفتِ البحرَ، ما بيننا، وحدَها
خبَّأتْ يدَها، فإذا هيَ بيضاءُ حين أباحتْ لنا يدَها
فأرحنا العَصاة، وكنَّا على سفر، وسلا تتوسَّمُ موعدَها
وحدَها، بين أمكنةٍ، وحدَها تسحبُ الظلَّ، منْ ظلِّه، إلى موجة
تتهجَّى اسمَها، بين أندلس واسميَ المغربيِّ، إذا ابنُ الخطيب أتى مهدَها.
هوَ ذا ابنُ الخطيب أناخ، هنا، ركبَه
بعدما شاخ وقتٌ، بأندلس، ثمَّ كانَ له خطبَه
وخلا بالزَّمان، وما إنْ حلا، فالمكانُ تأهَّبَ مُستفتحا غَربَه
ومنَ الماء يهتزُّ خوفا إلى الماء يرجزُ رقراقُه بالذي كانَ منه انجلى
طاويا حجبَه، هاديا سُحبَه، ساقيا نخبَه، راقيا جدبَه، واقيا ريبَه، مبقيا ما علا
حيثُ كان ابنُ الخطيب سلا كربَه، فلمَ، ابنَ الخطيب، أتيتَ مُفاخرةً بين مالقةٍ وسلا ؟
وسلا بلدةُ الطيِّبين منَ النَّاس
يستدرجُون المعاني إلى ذروة الكاس
يستخرجُون النِّداءَ منَ الخشف عند الكناس
وينبلجُون نداءً بمئذنةٍ لا تني تتوهَّجُ دون التباس
وإذ يعرجُون، بجلبابهمْ قادمين بتاريخهمْ، فسؤالُ الحواسِّ:
مَن القادمون بأزمنة البحر منَّا إلينا ؟ همُ أهلُها المُتعَبون، وهمْ طَّيِّبون ..
هلْ سلا تعبٌ ظامئٌ طارئُ ؟
أحديقتُها حقبٌ أمْ حديقتُها طربٌ صابئُ
أمْ أنا المتدثِّرُ بالطِّين، منها، صَبيٌّ بها ناشئُ
أمْ خُطايَ، إلى عُمرها، وثبة البدءِ ؟ هلْ أحدٌ بادئُ ؟
أمْ على لغتي وشمُ حنَّائها، وبصوتي بُحَّة أسمائها، أمْ أنا ظامئُ
والسَّواني عُيونٌ، بأرجائها، أمْ تعبتُ أنا، وهنا أهليَ الطَّيِّبون، وهمْ مُتعَبونْ ؟
وأهلي إذا سألوا النَّهرَ عنْ سيرةِ الطِّين
فتَّحَ أبوابه كلَّها حيثُ " بابُ الخميس " إلى اللانهائيِّ
أو حيثُما " بابُ بوحاجةٍ "، للنِّهائيِّ, لوَّحَ بالجسر للذَّاهبين
وللواهبين، هناكَ " بباب معلَّقة "ٍ, سورةَ الذِّكر تُسردُ، وللنَّاهبين
منازلَ تفردُ أوْ تتجرَّدُ عنْ طيبة الأرض منْ طيبة أهليَ البادهين
بكلِّ السُّؤال، إلى النَّهر، عنْ سيرة السُّور حين يطلُّ، سماءً، على اللانهائيْ
والنِّهائيُّ يمشي على ظلِّنا
فكأنَّ به طللا حنَّ، شعرا، إلى شكلنا
فتوحَّدَ، بالنَّقش، يرسمُ صورتنا, وكأنْ طللُ
وتعمَّدَ، كالرَّمش، يحدو ملامحنا في المرايا وينتقلُ
وكأنَّا تملَّكنا الأزرقُ اللانهائيُّ، للخدش، فانحلَّ حلمٌ إذا يصلُ
هلْ وصلنا ؟ على الأرض، منْ دمعنا، جسدٌ قامَ، إذ قامَ، يسألُ عنْ شكلنا
شكلُنا حولَ البقيَّة، منَّا يدورُ
قرأنا، على قبَّة للضَّريح، بأسمائنا
خوفَ نمنمةٍ منْ حدوثٍ يكونُ وليسَ يغورُ
وقيلَ لنا: هذه بعضُ أسمائكمْ فخذوها، فتلكَ سطورُ
وقيلَ: خذوا الكتابة. لا شيءَ يقفزُ منها إلينا، فتلكَ ثغورُ
وذلكمُ البحرُ، كيفَ القصيدة توجزُ موقفنا ؟ ثمَّ كيفَ تجوزُ الصُّدورُ ؟
الجوازُ سريرُ الإشارة
واللغزُ سرُّ المجاز إلى الماء
رقراقُ يا سفرنا البدهيَّ العبارة
هذي السِّتارة، من زبد، موقدٌ للسفارة
بين يدينا إلى خطونا ثمَّ بين نداء قراصنةٍ
جهَّزوا المنتأى بمراكبَ إنْ وقفتْ للجهادِ، فتلكَ إمارة ..
وسلا عبرتْ
فلها درَّة المشتهى
وسلا نظرتْ
فبها مقلة المنتهى
وسلا سفرتْ
فإليها سفورُ البَها
وأنا الشاعرُ
وبلاغتُه بينَ بينْ
شفَّه الناظرُ
إذ رأى رأيَ عينْ
أنَّه العاثرُ
كلَّما قلبُه قالَ: أينْ ؟
وسلا خفرتْ ذمَّتي
بمَواعيدِها
وسهتْ فأتتْ لغتي
في أخاديدها
فكأنْ يبِستْ شفتي
منْ عناقيدها
أنا لا يدَ لي
في الذي لمْ يكنْ لي
عبرتُ المرايا
إنَّما هذه لمْ تكنْ لي
أعدتُُ الزَّوايا
كأنِّي أنا لمْ أكنْ لي
لسلا خضابُ الشَّمس كانَ رداءَها = منذ القـرون العشر .. ثمَّ نداءَها
المئذنـاتُ .. حَمامُها .. وغمامُها = كقصيـدة .. هيَ تنتقي أرواءَها
هيَ تصعدُ المعنى .. بحُرِّ جلالها = وجمالها .. وكمالها .. ما راءَها
هيَ غُرَّة المعنى .. إلى أشيائهـا = بيَدٍ .. إذا قطفتْ لها .. أشياءَها
والمئذناتُ .. كمُؤمنين .. تنهَّدوا = شوقا .. وقد كانوا بها .. آلاءَها
فإذا سلا والشَّمسُ تنظرُ حولهـا = عمري الذي أرسيتُه .. إسراءَها
هيَ تسري كأنَّ بها وجعا ينظرُ
حولها شذرٌ مذرٌ يتهافتُ، لا شيءَ يُحظرُ
رقراقُها يتخبَّطُ. هلْ كان مسٌّ به أمْ أنَّه يتسوَّرُ
ذاكرة أخذوها، من الضِّفَّتين، وكانَ بأمواهها يتأطَّرُ
شيءٌ غريبٌ، ويُبحرُ بين يديه عتوًّا. مراكبُ داجنة تعبرُ
وعلى الشطِّ كانتْ عناكبُ مجدولة بالغريب، فكيفَ إذا الوجعُ الأكبرُ ؟
أتصوَّرُ الرقراقَ شيخا يخرجُ = منْ مائه الفضِّيِّ .. لا يتلجلجُ
زبدٌ بجبَّته .. إذا .. مُتضرِّجا = بزمانه .. يأتي .. وقدْ يتأرَّجُ
ويعوجُ مُختلجا ,, بكلِّ مكانه = والماءُ يلهثُ، بالمكان، ويعرجُ
يهتاجُ ملتفتا .. إلى .. نسيانه = متعرجـًا، عندَ الحمى، يتهدَّجُ
ما هذه بسلا .. وأطرقَ بغتة = فكأنَّ .. حَينـًا .. حوله يتموَّجُ
وكأنَّه .. ما كانَ ساكنَها سلا = وكأنَّهـا .. لمْ .. تأته .. تتغنَّجُ
هكذا. لا أحبُّ سلا
فبها قد فقدتُ الذين أحبْ
وعلى أرضها، منْ دمي، تاجُه
يتجذَّرُ ماءً عميقا ويعلو، بصدريَ، معراجُه
فبحقِّ المَحبَّةِ يا أيَّها السائرون، على الأرض، عند سلا
خفِّفوا الوطءَ. قلبي بأرض سلا، منذ سبع خلونَ. لذاكَ أحبُّ سلا ..
مصطفى الشليح
فبها قد فقدتُ الذين أحبْ
وبتاريخها يفتح الليلُ غربته ويدبْ
وعلى شفة النهر، منها، حروفُ النداء تشبْ
فكأنْ لغة أخذتْ يدها، جذوة للبكاء، ولا ريحَ سوفَ تهبْ
وكأنِّيَ لستُ أحبُّ سلا كلَّما تركتني، إليها، يدايَ, وكيفَ أحبْ ؟
يخرجُ النَّهرُ منْ نهره
يتفقَّدُ أبراجَه واحدا واحدا
يترصَّدُ أمواجَه كيْ تشيِّدَ أدراجَه
للصُّعود السَّريِّ، إلى سرِّه، واردا واردا
يتعدَّدُ روحا، ومعراجَه، ليكونا، هنالكَ، أمشاجَه
وهنا جسدا، للتآويل، والنَّهرُ يشهدُ أنَّ المدينة ليستْ هنا.
منْ هنا. منْ هناكَ. منَ اللاهنا
تستبيحُ الهُويَّة أنباءَها لتنامَ على جُرحها
جرحُها اللغة المستكنَّة، في ملحها، لا تني تنظرُ
هيَ ليستْ تقولُ: أنا لوحُها المُستفزُّ، ولا هيَ تحظرُ
ما لا أقولُ. لعزلتِها الرُّمحُ يغرزُ أهبتَه، بالتنادي إلى روحها
والهُويَّة أنثى، فيا أرضَها اللغويَّة كوني سلاما وغوثا، وكونى إليها ..
وكوني إليها فما لا يُؤنَّثُ
ينكثُ غزلا، وليسَ عليه يُعوَّلُ
أمكثُ، في ورق الماء خوفا، فلا أتحدَّثُ
أعدلُ، عنِّي إليَّ، لعلَّ الهُويَّة، بينَ العَمودين، لا تقتلُ
والعَمودان يلتفتان إلى الرِّيح تنفثُ صهوتَها كلَّما تتسللُ
بين العَميدين نايا، فيا شيخَنا الأكبريَّ: أكانتْ سلا، نايَنا، إذ تؤنَّثُ ؟
يا شيخنا الأكبريَّ، وما بيننا موجة
وحدَها هيَ أوقفتِ البحرَ، ما بيننا، وحدَها
خبَّأتْ يدَها، فإذا هيَ بيضاءُ حين أباحتْ لنا يدَها
فأرحنا العَصاة، وكنَّا على سفر، وسلا تتوسَّمُ موعدَها
وحدَها، بين أمكنةٍ، وحدَها تسحبُ الظلَّ، منْ ظلِّه، إلى موجة
تتهجَّى اسمَها، بين أندلس واسميَ المغربيِّ، إذا ابنُ الخطيب أتى مهدَها.
هوَ ذا ابنُ الخطيب أناخ، هنا، ركبَه
بعدما شاخ وقتٌ، بأندلس، ثمَّ كانَ له خطبَه
وخلا بالزَّمان، وما إنْ حلا، فالمكانُ تأهَّبَ مُستفتحا غَربَه
ومنَ الماء يهتزُّ خوفا إلى الماء يرجزُ رقراقُه بالذي كانَ منه انجلى
طاويا حجبَه، هاديا سُحبَه، ساقيا نخبَه، راقيا جدبَه، واقيا ريبَه، مبقيا ما علا
حيثُ كان ابنُ الخطيب سلا كربَه، فلمَ، ابنَ الخطيب، أتيتَ مُفاخرةً بين مالقةٍ وسلا ؟
وسلا بلدةُ الطيِّبين منَ النَّاس
يستدرجُون المعاني إلى ذروة الكاس
يستخرجُون النِّداءَ منَ الخشف عند الكناس
وينبلجُون نداءً بمئذنةٍ لا تني تتوهَّجُ دون التباس
وإذ يعرجُون، بجلبابهمْ قادمين بتاريخهمْ، فسؤالُ الحواسِّ:
مَن القادمون بأزمنة البحر منَّا إلينا ؟ همُ أهلُها المُتعَبون، وهمْ طَّيِّبون ..
هلْ سلا تعبٌ ظامئٌ طارئُ ؟
أحديقتُها حقبٌ أمْ حديقتُها طربٌ صابئُ
أمْ أنا المتدثِّرُ بالطِّين، منها، صَبيٌّ بها ناشئُ
أمْ خُطايَ، إلى عُمرها، وثبة البدءِ ؟ هلْ أحدٌ بادئُ ؟
أمْ على لغتي وشمُ حنَّائها، وبصوتي بُحَّة أسمائها، أمْ أنا ظامئُ
والسَّواني عُيونٌ، بأرجائها، أمْ تعبتُ أنا، وهنا أهليَ الطَّيِّبون، وهمْ مُتعَبونْ ؟
وأهلي إذا سألوا النَّهرَ عنْ سيرةِ الطِّين
فتَّحَ أبوابه كلَّها حيثُ " بابُ الخميس " إلى اللانهائيِّ
أو حيثُما " بابُ بوحاجةٍ "، للنِّهائيِّ, لوَّحَ بالجسر للذَّاهبين
وللواهبين، هناكَ " بباب معلَّقة "ٍ, سورةَ الذِّكر تُسردُ، وللنَّاهبين
منازلَ تفردُ أوْ تتجرَّدُ عنْ طيبة الأرض منْ طيبة أهليَ البادهين
بكلِّ السُّؤال، إلى النَّهر، عنْ سيرة السُّور حين يطلُّ، سماءً، على اللانهائيْ
والنِّهائيُّ يمشي على ظلِّنا
فكأنَّ به طللا حنَّ، شعرا، إلى شكلنا
فتوحَّدَ، بالنَّقش، يرسمُ صورتنا, وكأنْ طللُ
وتعمَّدَ، كالرَّمش، يحدو ملامحنا في المرايا وينتقلُ
وكأنَّا تملَّكنا الأزرقُ اللانهائيُّ، للخدش، فانحلَّ حلمٌ إذا يصلُ
هلْ وصلنا ؟ على الأرض، منْ دمعنا، جسدٌ قامَ، إذ قامَ، يسألُ عنْ شكلنا
شكلُنا حولَ البقيَّة، منَّا يدورُ
قرأنا، على قبَّة للضَّريح، بأسمائنا
خوفَ نمنمةٍ منْ حدوثٍ يكونُ وليسَ يغورُ
وقيلَ لنا: هذه بعضُ أسمائكمْ فخذوها، فتلكَ سطورُ
وقيلَ: خذوا الكتابة. لا شيءَ يقفزُ منها إلينا، فتلكَ ثغورُ
وذلكمُ البحرُ، كيفَ القصيدة توجزُ موقفنا ؟ ثمَّ كيفَ تجوزُ الصُّدورُ ؟
الجوازُ سريرُ الإشارة
واللغزُ سرُّ المجاز إلى الماء
رقراقُ يا سفرنا البدهيَّ العبارة
هذي السِّتارة، من زبد، موقدٌ للسفارة
بين يدينا إلى خطونا ثمَّ بين نداء قراصنةٍ
جهَّزوا المنتأى بمراكبَ إنْ وقفتْ للجهادِ، فتلكَ إمارة ..
وسلا عبرتْ
فلها درَّة المشتهى
وسلا نظرتْ
فبها مقلة المنتهى
وسلا سفرتْ
فإليها سفورُ البَها
وأنا الشاعرُ
وبلاغتُه بينَ بينْ
شفَّه الناظرُ
إذ رأى رأيَ عينْ
أنَّه العاثرُ
كلَّما قلبُه قالَ: أينْ ؟
وسلا خفرتْ ذمَّتي
بمَواعيدِها
وسهتْ فأتتْ لغتي
في أخاديدها
فكأنْ يبِستْ شفتي
منْ عناقيدها
أنا لا يدَ لي
في الذي لمْ يكنْ لي
عبرتُ المرايا
إنَّما هذه لمْ تكنْ لي
أعدتُُ الزَّوايا
كأنِّي أنا لمْ أكنْ لي
لسلا خضابُ الشَّمس كانَ رداءَها = منذ القـرون العشر .. ثمَّ نداءَها
المئذنـاتُ .. حَمامُها .. وغمامُها = كقصيـدة .. هيَ تنتقي أرواءَها
هيَ تصعدُ المعنى .. بحُرِّ جلالها = وجمالها .. وكمالها .. ما راءَها
هيَ غُرَّة المعنى .. إلى أشيائهـا = بيَدٍ .. إذا قطفتْ لها .. أشياءَها
والمئذناتُ .. كمُؤمنين .. تنهَّدوا = شوقا .. وقد كانوا بها .. آلاءَها
فإذا سلا والشَّمسُ تنظرُ حولهـا = عمري الذي أرسيتُه .. إسراءَها
هيَ تسري كأنَّ بها وجعا ينظرُ
حولها شذرٌ مذرٌ يتهافتُ، لا شيءَ يُحظرُ
رقراقُها يتخبَّطُ. هلْ كان مسٌّ به أمْ أنَّه يتسوَّرُ
ذاكرة أخذوها، من الضِّفَّتين، وكانَ بأمواهها يتأطَّرُ
شيءٌ غريبٌ، ويُبحرُ بين يديه عتوًّا. مراكبُ داجنة تعبرُ
وعلى الشطِّ كانتْ عناكبُ مجدولة بالغريب، فكيفَ إذا الوجعُ الأكبرُ ؟
أتصوَّرُ الرقراقَ شيخا يخرجُ = منْ مائه الفضِّيِّ .. لا يتلجلجُ
زبدٌ بجبَّته .. إذا .. مُتضرِّجا = بزمانه .. يأتي .. وقدْ يتأرَّجُ
ويعوجُ مُختلجا ,, بكلِّ مكانه = والماءُ يلهثُ، بالمكان، ويعرجُ
يهتاجُ ملتفتا .. إلى .. نسيانه = متعرجـًا، عندَ الحمى، يتهدَّجُ
ما هذه بسلا .. وأطرقَ بغتة = فكأنَّ .. حَينـًا .. حوله يتموَّجُ
وكأنَّه .. ما كانَ ساكنَها سلا = وكأنَّهـا .. لمْ .. تأته .. تتغنَّجُ
هكذا. لا أحبُّ سلا
فبها قد فقدتُ الذين أحبْ
وعلى أرضها، منْ دمي، تاجُه
يتجذَّرُ ماءً عميقا ويعلو، بصدريَ، معراجُه
فبحقِّ المَحبَّةِ يا أيَّها السائرون، على الأرض، عند سلا
خفِّفوا الوطءَ. قلبي بأرض سلا، منذ سبع خلونَ. لذاكَ أحبُّ سلا ..
مصطفى الشليح