في مساء يوم كان مزدحماً ببعض المهام المتعددة التي عليّ إنجازها ومتابعة سير بعضها، جاءتني رسالة على (الماسينجر) بأن أستاذتنا وأم فصلنا في السنة الخامسة بالمرحلة الابتدائية حسينة الرضي حامد، مريضة تتلقى العلاج في إحدى مستشفيات مدن وسط البلاد، وأنها رغم كل ذلك تود أن تتحدث إليّ، هذا بعد أن كفرت لها وتمنيت لها السلامة والشفاء العاجل، قال لي مرافقها وهو ابنها الأستاذ سعد أحمد المكي، إنني يمكن أن أتحدث معها بالصوت عبر الهاتف، قلت له بالحيل ولمَ لا فانا افتقدت أن أسمع صوتها الوضاح لما يزيد عن العقدين من الزمان ) ، لحسن الحظ وقتها وعلى غير العادة كانت شبكة الانترنت قوية مما مكنني أن أهاتفها، وأعود بتلك المحادثة إلى منتصف التسعينيات إلى مدرسة الرديف الابتدائية بمدينة الدلنج، سررت أيما سرور بأن اسمع صوتها بذلك التحديث القديم، فلم يتبدل سوى الزمان ولم يتغير إلا المكان وطريقة ووسيلة تلقي حديثها، كنت متحركاً فوقفت، وللمعلمين دوماً الاحترام مهما كبرنا.
عدت بالذاكرة عند سماع صوتها إلى فصلنا الذي كان يقع في الركن الشرقي من المدرسة وتحيط به الأشجار الكبيرة والمزهريات الصغيرة التي كانت توزع لكل مجموعة منا للاهتمام بها ، جالست على الفور تلك اللحظة زملائي مهندس خالد حسن البيه ومهندس إبراهيم (معتصم) علي عمار والأستاذ المحامي شاذلي عبدالباقي والاستاذ جلال دواؤد وبقية الزملاء كلباش عبدالله والاستاذ المهندس عبدالمنعم ميرغني والأساتذة النيل مكي ومالك مكي وأمين حسن وأبوزيد وأبوبكر الضوء وعبدالماجد محمد دبوكة ومتوكل حمزة وعمر أحمد وجمال الدين على حمد ومحمد دينج داتوراة والقائمة تطول حتى سبت هبوب الذي كان يتذيلها دوماً ولا يكترث .
كذلك نظرت خلفي فإذا بي أرى شقيقي الأكبر الذي طالت بناء السنون الثمانية في أن نلتقي وباعدت بيننا الظروف والمسافات، رأيت أخي مصطفى عبدالرحمن (ديسكو) ورأيت جماعته الشفاتة جالسين في الكنبة الوراء التي كنا نطلق عليها (خط مية غرب)، والتي كان يتميز أفرادها بالتقدم في العمر عن بقية أفراد الفصل، كان حينها يحرم علينا عرفاً من الاقتراب من تلك المنطقة، وإلا ستتحمل نتيجة قرارك، فإما صفعت في وجهك أو لكمت في ظهرك أو شرط بنطالك أو قطع أحد أزرار القميص الذي ترتديه، وعلى أي حال لن تخرج سليماً عند عبورك بالقرب منهم ولو لم تفعل شئ، ورغم أن أخي الأكبر كان ضمن مجموعة (خط مية غرب) ولكن لم يشفع لي إذا تخطيت قانون منطقتهم تلك، والتي كانوا يحتلونها داخل فصلنا وظلوا يحافظون عليها ونحن متنقلون من فصل إلى آخر إلى أن انتهت المرحلة الابتدائية، فقد كانوا يعتدون على أي شخص وربما بينهم، إنها كانت عدالتهم في الفوضى التي لا تعرف المحسوبية ولا المحاباة ولم تتلوث بحماية الأقرباء ورفعهم فوق سلطة القانون، ولو كان قانون الغاب.
رأيته خلفي وأنا استمع لصوت معلمتي حسينة من هاتفي وتبعدنا آلاف الكيلومترات مسافة وسنوات من الزمان، لاحظت في أخي مباديء لحيته التي بدأت بالظهور وهي التي كانوا دوماً يتفاخرون بها أمامنا ويقولون لنا أنهم قد استرجلوا أما نحن فمازلنا أطفالاً أو في عداد النساء، قال لي أحد الزملاء إن هؤلاء لايفعلون شيئاً فقط يحلقونها كثيراً بالموس لذلك تقوم مبكرة كذلك، وبإمكاننا فعل ذلك وسنرى النتيجة سريعا، حاولت ذات مرة فعلها واخذت الموس بعد أن حلق ابي لحيته ولكن كانت الكارثة أن تسببت في جرح نفسي وغضبت لتلك النصيحة التي استمعت لها دون تمحيص وتسببت لي بالألم.
رأيت لمجموعة (خط مية غرب) وهم في حالتهم تلك، فرايت الزميل متوكل موسى نصر (كش) أعقلهم، ورايت أيضا شقيقه نصر موسى، أفظعهم، وعلي موسي (علكو) وعبدالله نله مامور( عبدالله هوو) ومحمد عبيد وجكون (وجك) ومجدي ميرغني اقرين (الكو) وجمعة أبوهم ومحي الدين النور وسراج رابح وآخرين ممن كانوا يأتون بعد فسحة الإفطار وعيونهم محمرة، تلك المنطقة التي كانت لا تعرف الهدوء والانضباط إلا عندما تدخل فصلنا أستاذة حسينة.
عندما رأيتهم سألت نفسي: لمَ لم يكمل أغلب هؤلاء الزملاء مشوارهم التعليمي؟ وكم منهم حالت الظروف المعيشية دون أن تجعله يستمر في تحصيله العلمي؟ كم من تلميذ في مدرسة الرديف وغيرها من مدارس المدينة بل في كل مدن وريف السودان كان خارج العملية التعليمية أو لم يواصل فيها؟ من السبب وراء ذلك؟
رغم أنني أشهد أن أغلب هؤلاء الإخوة كانوا أذكياء ويتمتعون بقدرات ومهارات أخرى فائقة، فهم نفسهم الذين كنا نكرههم في الفصل كنا نشجعهم ونعجب بهم في نفس الوقت خاصة عندما يقدمون إبداعاتهم في دوري كرة القدم في المدرسة وفي فرق المدينة وأنديتها المختلفة، مثل الهلال وأبو حبل والموردة والجيل والمريخ والجبال والحضارة والشعلة وغيرها من أندية الدرجة الأولى والثانية والثالثة؟ كم منهم يا ترى كان مبدعاً في مجالات أخرى ولم يجد الرعاية والتأهيل للاستمرار والظهور مثلما وجد هؤلاء في المجال الرياضي؟
تساءلت أيضاً لماذا كان التخطيط التنموي والتعليمي في دولتنا يركز المشرعون والحكام فيه على التعليم الأكاديمي دون غيره من أنماط التعليم الأخرى الصناعي والزراعي والمهني والرياضي والفني وغيرها، ويزودها بأدواتها اللازمة لكي ترعى وتنمي مهارات هؤلاء الزملاء وغيرهم وتوفر لها البيئة الصالحة للتنمي والارتقاء؟.
رأيت في كنبة (خط مية غرب) اختلال بنية وهيكل الدولة التنموي والسياسي ورأيت الفوارق والتهميش بعينه، رايتهم ضحايا لأنظمة حكم يسيطر فيها صفوة طفيلية على القرار ومفاصل الاقتصاد وتهمشهم ولا تهتم بهم، ولو أرادتهم فليكونوا حراساً عسكريين لسلطتهم أو عمالاً في المشاريع الزراعية والصناعية التي يمتلكونها يمتصون عرق إنتاجهم ويفسدون بثرواتهم؟ كيف لنا خلق نظام يضمن مجانية وإلزامية التعليم الابتدائي والثانوي وكذلك مجانية خدمات الرعاية الصحية وغيرها؟ كيف لنا أن نخلق دولة مستقرة ديمقراطياً خالية من الحروب تنمي المشاريع الانتاجية وتمتلكها لتكفي وتشبع حاجيات السوق المحلي وتنافس في السوق العالمي؟ كيف لنا أن نصمم نظاماً تعليمياً يتماشى مع حاجيات الأطفال ورغباتهم وميولهم حتى يخرج من كنبة (خط مية غرب) مهندسين مكيكانيكيين وكهربجية ونجارين وحدادين ومحترفي كرة قدم وفنانين وممثليين كوميديين مثل الزميل محمد عبيد وجكون (وجك)؟.
عدت من هذا الاستدراك السريع للذاكرة على وقع صوت استاذة حسينة عندما قالت لي يا إبني (خلي بالك) متى ستعود إلى السودان؟ قلت لها ضاحكاً ومتذكراً لتلك الحقبة فكانت عندما تقول تلك العبارة فهي تعنيها، رديت لها إنني سأعود عندما يحل السلام أو بالحقيقة عند سقوط هذا النظام ولأنها كانت أستاذتنا التي تدرسنا اللغة العربية والتربية الإسلامية معاً، وهي التي درستنا سورة يس وسورة الرحمن وشرحتهما لنا لم نحتاج بعدها لشرح حتى اليوم، قالت لي دون تردد وكعادتها مستدلة ببعض الآيات يا إبني " لكل أجل كتاب " وأردفت " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء " فقد جاء أجل هذا النظام يا إبني فسوف تعودون معززين وكرماء فإذا وجدتمونا فزورونا وإذا لم تجدونا فأكرموننا بحسن الإدارة وصلاح الحكم وتصريف شؤون العباد.
كنت أتلقى حصتها تلك بعد انقطاع دام لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، وكنت أتخيل هيبتها وشخصيتها الممتلئة رهبة ووقاراً من خلال الألياف الضوئية للهاتف، سألتني عن أطفالي وعن زوجتي وحياتي، أنهينا اهم مكالمة طال انتظاري لمثل تلك المحادثات.
شفاءً عاجلاً نتمناه لك معلمتي وإن شاء الله نلتقي عما قريب.
طاب مساؤك معلمتي وأستاذتنا حسينة الرضي حامد....
عدت بالذاكرة عند سماع صوتها إلى فصلنا الذي كان يقع في الركن الشرقي من المدرسة وتحيط به الأشجار الكبيرة والمزهريات الصغيرة التي كانت توزع لكل مجموعة منا للاهتمام بها ، جالست على الفور تلك اللحظة زملائي مهندس خالد حسن البيه ومهندس إبراهيم (معتصم) علي عمار والأستاذ المحامي شاذلي عبدالباقي والاستاذ جلال دواؤد وبقية الزملاء كلباش عبدالله والاستاذ المهندس عبدالمنعم ميرغني والأساتذة النيل مكي ومالك مكي وأمين حسن وأبوزيد وأبوبكر الضوء وعبدالماجد محمد دبوكة ومتوكل حمزة وعمر أحمد وجمال الدين على حمد ومحمد دينج داتوراة والقائمة تطول حتى سبت هبوب الذي كان يتذيلها دوماً ولا يكترث .
كذلك نظرت خلفي فإذا بي أرى شقيقي الأكبر الذي طالت بناء السنون الثمانية في أن نلتقي وباعدت بيننا الظروف والمسافات، رأيت أخي مصطفى عبدالرحمن (ديسكو) ورأيت جماعته الشفاتة جالسين في الكنبة الوراء التي كنا نطلق عليها (خط مية غرب)، والتي كان يتميز أفرادها بالتقدم في العمر عن بقية أفراد الفصل، كان حينها يحرم علينا عرفاً من الاقتراب من تلك المنطقة، وإلا ستتحمل نتيجة قرارك، فإما صفعت في وجهك أو لكمت في ظهرك أو شرط بنطالك أو قطع أحد أزرار القميص الذي ترتديه، وعلى أي حال لن تخرج سليماً عند عبورك بالقرب منهم ولو لم تفعل شئ، ورغم أن أخي الأكبر كان ضمن مجموعة (خط مية غرب) ولكن لم يشفع لي إذا تخطيت قانون منطقتهم تلك، والتي كانوا يحتلونها داخل فصلنا وظلوا يحافظون عليها ونحن متنقلون من فصل إلى آخر إلى أن انتهت المرحلة الابتدائية، فقد كانوا يعتدون على أي شخص وربما بينهم، إنها كانت عدالتهم في الفوضى التي لا تعرف المحسوبية ولا المحاباة ولم تتلوث بحماية الأقرباء ورفعهم فوق سلطة القانون، ولو كان قانون الغاب.
رأيته خلفي وأنا استمع لصوت معلمتي حسينة من هاتفي وتبعدنا آلاف الكيلومترات مسافة وسنوات من الزمان، لاحظت في أخي مباديء لحيته التي بدأت بالظهور وهي التي كانوا دوماً يتفاخرون بها أمامنا ويقولون لنا أنهم قد استرجلوا أما نحن فمازلنا أطفالاً أو في عداد النساء، قال لي أحد الزملاء إن هؤلاء لايفعلون شيئاً فقط يحلقونها كثيراً بالموس لذلك تقوم مبكرة كذلك، وبإمكاننا فعل ذلك وسنرى النتيجة سريعا، حاولت ذات مرة فعلها واخذت الموس بعد أن حلق ابي لحيته ولكن كانت الكارثة أن تسببت في جرح نفسي وغضبت لتلك النصيحة التي استمعت لها دون تمحيص وتسببت لي بالألم.
رأيت لمجموعة (خط مية غرب) وهم في حالتهم تلك، فرايت الزميل متوكل موسى نصر (كش) أعقلهم، ورايت أيضا شقيقه نصر موسى، أفظعهم، وعلي موسي (علكو) وعبدالله نله مامور( عبدالله هوو) ومحمد عبيد وجكون (وجك) ومجدي ميرغني اقرين (الكو) وجمعة أبوهم ومحي الدين النور وسراج رابح وآخرين ممن كانوا يأتون بعد فسحة الإفطار وعيونهم محمرة، تلك المنطقة التي كانت لا تعرف الهدوء والانضباط إلا عندما تدخل فصلنا أستاذة حسينة.
عندما رأيتهم سألت نفسي: لمَ لم يكمل أغلب هؤلاء الزملاء مشوارهم التعليمي؟ وكم منهم حالت الظروف المعيشية دون أن تجعله يستمر في تحصيله العلمي؟ كم من تلميذ في مدرسة الرديف وغيرها من مدارس المدينة بل في كل مدن وريف السودان كان خارج العملية التعليمية أو لم يواصل فيها؟ من السبب وراء ذلك؟
رغم أنني أشهد أن أغلب هؤلاء الإخوة كانوا أذكياء ويتمتعون بقدرات ومهارات أخرى فائقة، فهم نفسهم الذين كنا نكرههم في الفصل كنا نشجعهم ونعجب بهم في نفس الوقت خاصة عندما يقدمون إبداعاتهم في دوري كرة القدم في المدرسة وفي فرق المدينة وأنديتها المختلفة، مثل الهلال وأبو حبل والموردة والجيل والمريخ والجبال والحضارة والشعلة وغيرها من أندية الدرجة الأولى والثانية والثالثة؟ كم منهم يا ترى كان مبدعاً في مجالات أخرى ولم يجد الرعاية والتأهيل للاستمرار والظهور مثلما وجد هؤلاء في المجال الرياضي؟
تساءلت أيضاً لماذا كان التخطيط التنموي والتعليمي في دولتنا يركز المشرعون والحكام فيه على التعليم الأكاديمي دون غيره من أنماط التعليم الأخرى الصناعي والزراعي والمهني والرياضي والفني وغيرها، ويزودها بأدواتها اللازمة لكي ترعى وتنمي مهارات هؤلاء الزملاء وغيرهم وتوفر لها البيئة الصالحة للتنمي والارتقاء؟.
رأيت في كنبة (خط مية غرب) اختلال بنية وهيكل الدولة التنموي والسياسي ورأيت الفوارق والتهميش بعينه، رايتهم ضحايا لأنظمة حكم يسيطر فيها صفوة طفيلية على القرار ومفاصل الاقتصاد وتهمشهم ولا تهتم بهم، ولو أرادتهم فليكونوا حراساً عسكريين لسلطتهم أو عمالاً في المشاريع الزراعية والصناعية التي يمتلكونها يمتصون عرق إنتاجهم ويفسدون بثرواتهم؟ كيف لنا خلق نظام يضمن مجانية وإلزامية التعليم الابتدائي والثانوي وكذلك مجانية خدمات الرعاية الصحية وغيرها؟ كيف لنا أن نخلق دولة مستقرة ديمقراطياً خالية من الحروب تنمي المشاريع الانتاجية وتمتلكها لتكفي وتشبع حاجيات السوق المحلي وتنافس في السوق العالمي؟ كيف لنا أن نصمم نظاماً تعليمياً يتماشى مع حاجيات الأطفال ورغباتهم وميولهم حتى يخرج من كنبة (خط مية غرب) مهندسين مكيكانيكيين وكهربجية ونجارين وحدادين ومحترفي كرة قدم وفنانين وممثليين كوميديين مثل الزميل محمد عبيد وجكون (وجك)؟.
عدت من هذا الاستدراك السريع للذاكرة على وقع صوت استاذة حسينة عندما قالت لي يا إبني (خلي بالك) متى ستعود إلى السودان؟ قلت لها ضاحكاً ومتذكراً لتلك الحقبة فكانت عندما تقول تلك العبارة فهي تعنيها، رديت لها إنني سأعود عندما يحل السلام أو بالحقيقة عند سقوط هذا النظام ولأنها كانت أستاذتنا التي تدرسنا اللغة العربية والتربية الإسلامية معاً، وهي التي درستنا سورة يس وسورة الرحمن وشرحتهما لنا لم نحتاج بعدها لشرح حتى اليوم، قالت لي دون تردد وكعادتها مستدلة ببعض الآيات يا إبني " لكل أجل كتاب " وأردفت " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء " فقد جاء أجل هذا النظام يا إبني فسوف تعودون معززين وكرماء فإذا وجدتمونا فزورونا وإذا لم تجدونا فأكرموننا بحسن الإدارة وصلاح الحكم وتصريف شؤون العباد.
كنت أتلقى حصتها تلك بعد انقطاع دام لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، وكنت أتخيل هيبتها وشخصيتها الممتلئة رهبة ووقاراً من خلال الألياف الضوئية للهاتف، سألتني عن أطفالي وعن زوجتي وحياتي، أنهينا اهم مكالمة طال انتظاري لمثل تلك المحادثات.
شفاءً عاجلاً نتمناه لك معلمتي وإن شاء الله نلتقي عما قريب.
طاب مساؤك معلمتي وأستاذتنا حسينة الرضي حامد....