سالم الشبانه - رصيف في الظهيرة.. شعر

في هذا الخراب الغويط،
بلا تاريخ قديم يتكاثر كالقُمّل،
ألوي عنق الأغنية المخنثة
بلا مبالاة،
وأحقن قلب الحب
بالمنشطات، ورائحة القمامة،
والأمل المريض في الوادي.
أكشط الشوارع بمخاوف
وحذاء يسفّ ترابا
يولول في فم الريح الزانية،
كل نهار أشواك سامة
تتمدد بلا رادع
كل ليل بكاء أسود
يصلح لترميم الأصابع
وشفاه شوهتها القبل العميقة..
أغضب،
حين لا أفصّد جسدك
بشفتي المشقوقة
وأكاذيب بيضاء
هي فضيلة العصر
المغسول بدم متخثر
ليس ذلك سبب كآبتي
التي أحبها كأبنة لقيطة
أهش عليها بدمي المغسول
في وحل الوجود
فقط، هذا العالم المترهل
كأرملة بدينة
حفار قبور بيد مبتورة
هذا الكذب الراسخ
وجثة الحب ما زالت رطبة
كجدار بائس
يريد أن ينقض
في خراب ينمو أعشابا مرة
في مرارة أصابعك الباردة
ها أنت تنامين في هاتفي
فضيحة مدوية
وجمالا وحشيا متصدعا
كبكاء صامت مريح.
الدموع التي نحتتها خطواتي
علي ظهرك المصقول
لم تفلح في شحذ الهواء السري
الذي عري روحكِ في الظهيرة
ثلاث مرات
في خمس ساعات
في سرير رثّ ودموع مبتكرة
كنت أتصالب، أتكور
وأعوي في ممرات روحك
وجسدك الضيق يشقني
بسكين الشهوة
كحجر يلتئم تحت الشمس
والنيازك تتصادم في صلبي
إن هذا الخراب الراسخ
تاريخي الذي أحدب
علي جوعه
كميت علي الرصيف
بلا جريدة تداري عورته.

27 مايو 2019

سالم الشبانه
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...