سالم الشبانة

الموسيقى ليست دليلاً علي قداسة اللحظة والجمال لا يبرر ما يعتري الغرفة كل شيء علي حاله: السرير العتيق، المرآة المشدوهة، والأرق. تصعد الموسيقى أفق النشوة وتذوي... ما كان سيكون نحن راقصان على الحدّ؛ فالخيانة ليست حاضرة قَدْر ما هي محاولة للتجريب، وتوريط القلب، القلب الذي عانى من الإجهاد وعواطف...
الأغنيةُ من دمٍ، لا. وليستْ من أفولٍ، الصّباحُ زقزقةُ تكنولوجيا، وخرافةُ البعدِ تنمو أو تذوى كبندولِ السّاعةِ. أخافُ المجازَ الذي قدْ يأخذُكِ إلى حيزٍ أبيضَ، أو أذرعِ رجالٍ كثرٍ؛ لا تكترثين لهم؛ فأصنعُ متاهةً من الكلماتِ وأحبسُكِ فيها، أشاهدُكِ شبقًا، وأنتِ تعلقينَ في شراكي؛...
في هذه البقعة المباركة من أرض الرب الله ملكية خاصة لمن لا قلب له ونساء منتقبات بالكذب والطاعة العمياء لرجال غلاظ مغرورين برجولة زائفة تمشي في الوادي المقدس كل يوم والأثر القديم يلمع علي الرمل كبقايا النقود المعدنية وطيف أجداد عابرين كالفهود بأقدام مشققة مدماة إلى الأرض الحمراء الضائعة يبرق في...
1 كفانِ على الطاولةِ في الركنِ القصيِّ يحتضنان كوبًا باردًا، وينتحبان في صمت.ٍ فيما ظلان نحيلان يبتعدان.. كان دفء اليدين يشغلُ حيزًا صغيرًا، في الفراغِ البارد.ِ والمطرُ الذي يَهمِي يغسلُ الرصيف،َ من بقايا خُطواتٍ متباعدة.. 2 القصصُ القديمةُ تنثالُ أمامَ عينيهِ بشراهةٍ أصابتْهُ بالوساوسِ ذلك...
قالت لي: انزل لأكلمكَ. قالت لي: أحببتُ الله بحبكَ. قالت لي: لا ترَ سواي، فيهرعنَ إليكَ. قالت لي: أحبّ من يحببنكَ. قالت لي: جنونكَ سواني عاشقة. قالت لي: الفجر جلالكَ. قالت لي: لم أقلْ لكَ شيئًا. قالت لي: لا تذرني وحيدة. قالت لي: أحببتُ كل الرجال، لأنهم أنتَ قالت لي: تعالى إليّ. قالت لي: أنت...
لم تكن صدفة أن تزورك أمك فجأة، في هذه الليلة الطويلة. لتقول لك: تعالي لقد أوحشتني، أنا أنتظرك، وأعد مكانك جانبي، أبوك معي، ولم يعد غاضبا، فلا تحزن لم تكن صدفة أن يقول لك الطبيب ضغطك مرتفع وأن قلبك الحصان العجوز يتنظر طلقة الرحمة. لم تكن صدفة؛ فالوجود يسير بقانونه والألم ضريبة الماضي، "فالإثم...
تجلس في الظلام باسترخاء كأنك في كهف "غرنوي" بطل رواية العطر لزوسكيند، ولأن الظلام هو ما يكشف داخلك بحدة وحنان، الظلام الأصل الذي منه خرجت إلى ضوء العالم الصاخب وحيدا وكثيرا في وحدتك، يخرج من أصابعك، شفتيك، وعينيك أشخاص كثيرون، ينزعون خلايا جلدك ودمك، كل له سؤاله وقطعة منه يرميها علي كتفك بعنف ثم...
بينما الرصاصة تخترق صدري كنت أضحك بوحشية وأنت تفتشين عن رجل تبكين في حضنه وتشتكين لوعة الحب والماء السري يبلل أعماقك الرصاصة واضحة وصادقة ولا تعرف الكذب لها وقع رقصة مباغتة لرجل أعمى والحب الذي كشظايا زجاج في العاصفة يعيد تشكيل القصة القديمة حيث القتل هو الأصل والرصاصة الرشيقة ترقص في الهواء...
ربّما عمّا قريب أضع يدي علي صدري فأجد تجويفا أسود بحجم قبضة كفّ وأنني بلا ذاكرة كذبابة دائخة هل تفرحين بي حينها؟! ربما استرحتِ من هواجس تنمو ببطء حول البيت الذي زرعنا حوله القلق والحبّ والرصاص العبثيّ عما قريب يبطئ قلبي وتصاب عيني بالكلل وترتاحين من الفطريات الشرهة التي تقتات أعصابكِ وتحدبين علي...
نعم، أنا رجل كاذب، أغوص في كذب مدهش كلما كذبت؛ تلمع الهالة النورانية حول رأسي. لأن هذا الرجل البدويّ الذي ظن أن امرأة صادقة، غاضبة قد تحبه. أنا كاذب؛ ولا أخجل من كذبي، هذه كارثة الأخلاقيين حين يرونني جميلا ونقيا كوردة بلاستيكية أو حين لا أنافق الله أمامهم حين أصمت طويلا تحت عيونهم الصفراء الكذب...
كان هنا قلب اقتلع بعنف كانت هنا عين بكت حتى ابيضت من الحزن القديم كانت هنا يد أصابها الحنين فانزوت كان هنا عاشق رجع ذات يوم بقلب معطوب الحب لا يمكن أن يكون كان الحبّ مستقبليّ كالأمل يحيا في الزوابع والعواصف والمطر يحيا في الغضب والرعب الحبّ ليس رومانسية رجل وامرأة الحبّ شرف حبيبين ّيد ممدودة...
يدك البيضاء من غير سوء في يدي يمامة تنام في العش الصغير يدك النحيلة بأصابعها المسحوبة كشهقة الكمان الرقيقة كياسمينة في الفجر تدك التي عرقت في كفي ونحن نعبر الشارع الطويل ثرثرت كثيرا عن ملمس جسمي يدك التي تنقر علي الكرسي وأنت ترقصين بدلال كتبت علي صدري المرتجف وذراعك النحيل: "أحبك يا رجلي". يدك...
لماذا خلقَ الله الحبَّ إذن؟! كلُّ هذا اللفِّ والدورانِ ليقولَ رجلٌ لامرأةٍ: أريدُكِ. فأنتِ جميلةٌ، تناسبين مقاسَ روحي وجسدي الخاملِ بدونِكِ. لماذا لا تقولُ امرأةٌ لرجلٍ: أنا أشتهيكَ، لأنّكَ تحكُّ قلبي وجسدي بحجرِ العاطفةِ الملتهبِ. نظلُّ ندورُ في فلكِ اللغةِ لنخفي عن أجسادِنا الحقيقةَ رجلٌ...
سيدة النساء بروح فلاحة بدوية سروة وسط الدار تظلل الجميع كفها مفتوح للعصافير والصغار أم البنين مضوا في الأرض بعدما غرفوا غرفة من قلبها: الشاعر بعيونها الحزينة، الأكبر بطولها الفارع، ذو الكف الواسع بأصابعها وحنانها، البرئ بضحكتها الصافية، بانحناءة كتفها، وعزمها الصادق. ساروا في الحياة بأخطاء، آمال...
ترجو أن تكون لك لحية المطرب اليوناني ديميس روسوس، وعيون ضيقة مثل عيني ذئب. وأن تجيد تورية الكلام بما لا يدع مجالا لأن يصطادك أحد من لسانك. بسيارة جيب قديمة وبندقية معلقة علي كتفك، ومسدس فضيّ يطل من جرابه الجلدي الأنيق، وأن يكون لك أكثر من زوجة جميلة، وأبناء طوال القامة بوسامة بدويةيمتلكون مواهب...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث
أعلى