سالم الشبانه - الحركة الأخيرة..

الموسيقى ليست دليلاً
علي قداسة اللحظة
والجمال لا يبرر ما يعتري الغرفة
كل شيء علي حاله:
السرير العتيق،
المرآة المشدوهة،
والأرق.
تصعد الموسيقى
أفق النشوة وتذوي...
ما كان سيكون
نحن راقصان على الحدّ؛
فالخيانة ليست حاضرة
قَدْر ما هي محاولة للتجريب،
وتوريط القلب،
القلب الذي عانى من الإجهاد
وعواطف ساذجة
والمحبة.
نحن الآن صوت واحد
لا نقدر على كتمه،
الحقيقة،
إننا منافقان،
كاذبان،
ومخادعان
رغم صدقنا الأرعن
وهفواتنا
ابتكرتِ أشكالا حداثية
لصياغة أكاذيب تبرؤ روحكِ
من هواجس الليل
الذي شغلناه بالثرثرة عن البيت،
وتعليق همز الجيران
على حبال الغسيل.
فأنتِ المبتسمة رغم الغليان،
المتسامحة،
الحاقدة،
الغافلة،
ومدبرة المكائد،
لم تفلتي من المصير
تلك اللعنة التي ضربت أصل العائلة.
وترددكِ
أفادك في التلاعب بالعواطف
كعرائس التهمت أصابعكِ
فيما بعد...
كنت تضيئين روحي
بكنوز تصرين صدركِ عليها
وتفقدين الخطى على حافة الليل
.. يا لخيبتي!
لم أرَ قبحك خلف الجمال
ربما كنتُ أنصفت نفسي،
ولم أتجنَ عليك
كان يمكن إزالة البقع
بقليل صبر ٍ
والكشط لعاداتك الميتة.
تصوري لم أثق بامرأة؛
لذلك رميتك بهن
أحد أخطائي القاتلة،
لم أرعَََ تجاربك القديمة،
وأنقذ روحي من فتنة الشك
والأمومة.
نزعتكِ من محيطكِ
وصببت على تاريخك أحماضًا
لإزالة الكلس،
والترّهات
لم أقصد إدانتكِ،
كنت رومانطيقيا؛
فامتلأتُ بالتوجس.
الحرب التي خضناها
جعلتنا عطيل وديدمونة،
أنا عطيل!
السمّاع،
المخدوع،
لم أصرخ: يا عاهرة.
تُرى، سيتندى رمشكِ المكحل!
أم أن الدموع
تعثر على طريقها أخيرًا؟
الموسيقى تخفت رويدًا..
ر
و
ي
ا
الضربة القوية على البيانو،
حركة أخيرة تذوي.

سالم الشبانه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى