محمد بشكار - أخْرَس كالحِكاية تَنْقُصُني شَهْرزادْ.. شعر

تُرَانِيَ
كَمْ لَيْلَةً
نِمْتُ كَمْ
لَيْلَةً لَمْ
أنَمْ سَوَّدَتْنِي
اللَّيَالِي فَكَيْفَ
نَهَارِي سَيَطْلَعُ
مِنْ عُرْيِهَا وَأنَا
فِيهِ مِثْلَ التَّمِيمَةِ
خَلْفَ حِجَابٍ
أنَا فِيهِ مِثْلَ
الحِكَايَةِ أخْرَسَ
تَنْقُصُنِي شَهْرَزَادُ
فَكَمْ لَيْلَةً لَمْ أنَمْ، قَدْ
سَهَرْتُ وَنَامَتْ
بِلَادُ
فَكَمْ لَيْلَةً
لَمْ أنَمْ، قَدْ حَرَثْتُ
الشَّوَارِعَ حَتَّى إذَا
نَبَتَتْ فِي خُطَايَ
السَّنَابِلُ عَاثَ
الجَرَادُ
فَكَمْ لَيْلَةً
لَمْ أنَمْ. أنَا
صَالِحٌ حِينَ أنْحُتُ
مِنْ صَخْرَةِ الحُلْمِ فِي
وَاقِعِي نَاقَتِي لَا
يُصَدِّقُ فِي القَوْمِ
مُعْجِزَتِي لَا ثَمُوُدُ
وَلَا عَادُ
كَمْ لَيْلَةً لَمْ
أنَمْ. لَيْتَ مَا
لَمْ أنَمْهُ يُحَوِّلُ لَيْلِي
نَهَاراً لَعَلِّيَ مِنْ
رَحِمِ الشَّمْسِ
أزْدَادُ
كَمْ لَيْلَةً
لَمْ أنَمْ. نِصْفُ
عُمْرِيَ فِي النَّوْمِ
ضَاعَ وَنِصْفٌ
قَضَيْتُهُ كَالنَّارِ أمْشِي
عَلَى شَمْعَةٍ فِي
الفَتِيلِ، أذُوبُ
وَفِي آخِرِي يَتَبَقَّى
السُّهَادُ
فَكَمْ لَيْلَةً
لَمْ
أنَمْ. عِشْتُ
أزْمِنَةً فِي دَقَائِقَ
مَوْؤُودَةٍ،عِشْتُ فِي
الفَصْلِ
كُلَّ الفُصُولِ، فَلَا
مَطَرٌ في البُكَاءِ وَلَا
حَرُّ يَعْبُرُ بِالشَّفَتَيْنِ عَلَى
النَّحْرِ كَالسَّيْفِ فِي
الصَّيْفِ، لَا
زَهْرَةٌ قَدْ تُنَادِي
إلَى عِطْرِهَا فِي
الرَّبِيعِ
وَلا
شَجَرٌ يَتَعَرَّى
خَرِيفاً، أكَادُ أُجَنُّ
فَكَيْفَ أُعِيدُ لِرُشْدِيَ
مَا لَا يُعَادُ..؟


* (من القصائد الجديدة، المنشورة في ملحق "العلم الثقافي" ليومه الخميس 18 يوليوز 2019)



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...