محمد فتحي المقداد - زاوية الصمت (أقصوصة)

- سامر: "يُقال عن فلان أنّه يمتلكُ قميصًا من أربعين سنة، ويبوسُ الشّلنَ ويُخبّئه".
- : "وما يعني ذلك؟" .
- سامر: "هل أستطيعُ إطلاق صفة المغفّل عليك؟".
-: لكَ الحريّة في أن تفعل ولا حَرَج..".
- سامر: "أفشلتَ حماسي الشديد المُتوتّر حد الانفجار".
-: "منذ زمن مضى أدركتُ عدم الانتباه لأشياء كثيرة، لمصلحة التركيز على اهتمامات تأتي بنتائج باهرة في حياتي".
- سامر: "أوه.. يا لها من مهارة أغبطك عليها.. طريقةُ امتصاصك للصّْدمة الأولى، وتحويل الموضوع إلى خارج دائرة الاهتمام يا هشام".
-:" وصفتي بالمُغفّل، يقيني بنفسي يقولُ غير ذلك. بإمكانك الآن إخباري عن صاحب القميص والشّلِنْ".
أخذ سامر نفَسًا عميقًا، ونظراتُه ساهمةٌ في الأفق، توقّف فجأة، مُلتفِتًا للوراء بقلقٍ واضحٍ يتوجّسُ أمرًا.
استدرتُ.. لا شيء أبدًا.
جذبني من كتفي. التصقت شفتاهُ بأذُني هامسًا، فهمتُ أقلّ القليل من كلامه. تركني ومضى صامتًا قافلًا من حيث التقيْنا أمام باب الحارة.

(الروائي/ محمد فتحي المقداد)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...