محمد فتحي المقداد

عالَم الكتاب بطبيعته مُنفتِح على الكونْ أجمع؛ فالكاتب أيقونة مُتفرّدة في سماوات الأفكار والإبداع، ولا كتابة بلا قصديّة إصلاحيّة وتخريبيّة، بل هي رسائل مباشرة ومُشفّرة، وبتساؤل بسيط ومشروع: لماذا يلجأ كثير الكثير من الكُتّاب للترميز والأسطرة بإسقاطاتها ومحاولة مزاوجتها مع الواقع؟. بطبيعة الحال...
بين الصحو والهذيان، وبين اليقين والإدراك علاقة جدلية اتّسمت بها شخصية البطل الرئيسة "ماجد" في رواية "بقايا من خبز وكتاب"، وهو الأمر الذي انسحب عليه بجميع أحواله، وقد كان يرى في شخصية "سعدية" المرأة العجوز الجارة المُبادرة لمعاونة ومساعدة جوارها بما تستطيع رغم عجزها وضعفها الذي وسم حركتها بالبطء...
الكتابة ساخنة طازجة ما زالت تحتفظ بنكهتها يوم كُتبت قبل ثلاثة عقود ونصف. العنوان "نصوص الشوارع" لافت وجاذب لمتابعته وقراءة ما انطوى تحته. وفي دلالة العبارة هذه (الحلم أتاني، فاجأني في الشارع وحدي، قال: هي الأرصفة نخيل الصعاليك؛ فابدأ الرقص يسّاقط الحب ثمرًا جَنِيًا .. اغمس الأضلاع بالحنّاء...
واقع المعاش اليوميّ منبع أساسيّ للأفكار، وللبشر ما يشاؤون أن يلتقطوا لتسيير شؤون حياتهم. بينما الكاتب والمثقف والفنان مختلف النظرة والمسار. والقارئ مثلي يجد نفسه أمام "حميد عقبي" الذي شكل فرارًا إلى زمان قادم، كأنه يستبق الحدث ونتائجه وحيثيّاته، بسرديّته الرواية "الكبش اليماني الفحل" المُنضوية...
الكاتب والأديب يكتب ويُؤشّر إلى مواطن الجمال والخلل تصريحًا وتلميحًا، وهو غير معنيّ بالبحث عن حلول، لأنّ الأدب بهذا المنحى هو مرآة عاكسة لحال وأحوال المجتمع، من خلال مشاهدات وتعاملات ليصنع منها لوحات ناقدة، على أمل أن تصل رسائله من خلالها لأذُن واعية لمسؤول أومُخطّط لاتخاذ قراراتهم وإيجاد سبُل...
دَوَامُه يستغرقُ معظم ساعات نهاره، وجزءًا من اللَّيل. الحارسُ جالسٌ لا يتزحزح عن كُرسيِّه الحديديّ المُتهالك الصَّدِئ، الذي اِسْتبدَّت عوامل الزَّمان به، وعبثت بلونه المَمْحِيّ لم يبق من طلائه الباهتٍ إلا بُقَعًا متناثرة؛ يصعُب تحديد أو تمييز لونه الأساسيِّ. رغبته الدَّائمة في الجلوس في زاويته...
تتبدى فلسفة عنوان المجموعة الشعريَّة "عاشق وكفى"، بالتوقّف في رحاب هذا العنوان الإشكالي بأبعاده المعنويّة والفلسفيّة، لندخل من ثمّ في إشكاليّة الكفاية، والاكتفاء بأن يكون عاشقًا، وكأنّ الشاعر "إبراهيم الطيار" يخاطب مُحيطه الاجتماعيّ والعالم أجمع: "أنا عاشق، وكفى" أي، يكفيني من حياتي أن أكون...
إصاءة على ديوان "أمضي على أثر له" للشاعر. عصام الأشقر. الأردن بقلم. محمد فتحي المقداد. سوريا صدر حديثًا كتاب "أمضي على أثر له" للشّاعر عصام الأشقر. يحتوي على مجموعة من القصائد العموديّة، انتهج فيها المُباشرة التقريريّة بمحاكاتها للواقع، وهو الأسلوب المُحبّب للشّاعر، وقد نسجها بلغة سليمة...
اهتمامي برواية "الوردة الحمراء" ل"ريبيكا ونترز"؛ تولّد من مشاهد مُتكرّرة في أغاني ومقاطع بنفس الصيغة: (شاب يهدي حبيبته وردة حمراء). - "بابا نويل" اللباس والقبعة والحذاء باللون الأحمر. - عيد الحب " الفالانتاين"، تنقلب شوارعنا إلى اللّون الأحمر، محلات الورود، وبطاقات المعايدة، ومحلات الألبسة،...
إضاءة على رواية "المتشابهون" للروائي أحمد طايل. مصر بقلم الروائي محمد فتحي المقداد. سوريا الواقعية الاجتماعية مدرسة نهل منها جميع الكتاب والأدباء، وهي ميدان فسيح يلتقطون منه الأفكار، وهو مصدر إيحاءاتهم الإبداعيّة بكافَّة صنوفها الأدبية. رواية "المُتشابهون" للروائي "أحمد طايل" أنموذج جدير...
المقدمة: بالفنون على اختلافها تتّسع دائرة الرُّؤى لتشكيل شبكة علاقات اجتماعيَّة مُتماهِيَة حدّ التوحُّد والاِنْدماج، ومُتشابِكة من الصَّعب الفصل بينها. الشّعوب لا تنسجم إلّا مع معتقداتها وفنونها وعاداتها وتقاليدها. وبذلك تكون الفنون بمختلف أنواعها وأشكالها لوحة تعبيريّة عن حالة اجتماعيّة، فتعكس...
كتب نهاية الفصل بأنّ: "البطلة كانت عصبيّة المزاج خلال تلك اللّحظة، حينما رشقَتْ ماء الكأس بعد أن رطّبتْ شفتيْها". وقبل أن يُغلق الروائيّ دفتره شهَقَ بعُمقٍ.. راح يمسحُ وجهه، ويحاول تجفيف قميصه المُبلّل بجزء كبير من صدره. وقف طويلًا أمام النافذة قُبالة قُرص الشّمس عند الغروب. اِرْتسمَ وجه أمّه...
عماد المقداد: شخصيَّة بحقٍّ تُعتَبر نادرةً على المُستوى المعلوم بالضَّرورة، بأنَّه رسَّام ولفترة طويلة كان ومازال معرفًا بعماد الرَّسام، لكن لا بدَّ من كلمة تعريفيَّة، فهو إنسانيُّ الطَّبع بشفافيَّة بلا مُنازعٍ، وفنَّان تشكيليِّ، خاض غِمار المدارس الفنيَّة التَّشكيليَّة بمختلف توجُّهاتها...
مقدمة: الكتابة في الفنّ القصصيّ تحتاج لقدرات يتمتّع بها من يتصدّر الكتابة في هذا اللون الأدبي، الصعب قليلًا. وبرأيي أنّ الصُّعوبة نابعة من إشكاليّة إدارة الفكرة؛ لإخراجها من طابع الحكاية البسيطة المباشرة، المُتناقلة على الألسنة بشكل مُجرّد بعيدٍ عن الخيال الأدبيّ، والصور الفنية، وملاحظة...
إضاءة على رواية (صداع في رأس الزمن) للروائي (عواد جاسم الجدي) بقلم الروائي محمد فتحي المقداد. لا يستقيم أمر أي كاتب أو مفكر إلا بذاكرة متوقدة، سيّالة بسخاء كما عند الروائي "عواد جاسم الجدي"، وهو المصاب بنزيف ذاكرته: (فمن يسعفني بعلاج يداوي نزيف الذاكرة؛ إذ كلما استيقظت صباحاً وجدتُ ياسميناً...

هذا الملف

نصوص
107
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى