إضاءة على رواية
"المتشابهون" للروائي أحمد طايل. مصر
بقلم الروائي محمد فتحي المقداد. سوريا
الواقعية الاجتماعية مدرسة نهل منها جميع الكتاب والأدباء، وهي ميدان فسيح يلتقطون منه الأفكار، وهو مصدر إيحاءاتهم الإبداعيّة بكافَّة صنوفها الأدبية.
رواية "المُتشابهون" للروائي "أحمد طايل" أنموذج جدير...
المقدمة:
بالفنون على اختلافها تتّسع دائرة الرُّؤى لتشكيل شبكة علاقات اجتماعيَّة مُتماهِيَة حدّ التوحُّد والاِنْدماج، ومُتشابِكة من الصَّعب الفصل بينها. الشّعوب لا تنسجم إلّا مع معتقداتها وفنونها وعاداتها وتقاليدها. وبذلك تكون الفنون بمختلف أنواعها وأشكالها لوحة تعبيريّة عن حالة اجتماعيّة، فتعكس...
كتب نهاية الفصل بأنّ: "البطلة كانت عصبيّة المزاج خلال تلك اللّحظة، حينما رشقَتْ ماء الكأس بعد أن رطّبتْ شفتيْها". وقبل أن يُغلق الروائيّ دفتره شهَقَ بعُمقٍ.. راح يمسحُ وجهه، ويحاول تجفيف قميصه المُبلّل بجزء كبير من صدره. وقف طويلًا أمام النافذة قُبالة قُرص الشّمس عند الغروب.
اِرْتسمَ وجه أمّه...
عماد المقداد: شخصيَّة بحقٍّ تُعتَبر نادرةً على المُستوى المعلوم بالضَّرورة، بأنَّه رسَّام ولفترة طويلة كان ومازال معرفًا بعماد الرَّسام، لكن لا بدَّ من كلمة تعريفيَّة، فهو إنسانيُّ الطَّبع بشفافيَّة بلا مُنازعٍ، وفنَّان تشكيليِّ، خاض غِمار المدارس الفنيَّة التَّشكيليَّة بمختلف توجُّهاتها...
مقدمة:
الكتابة في الفنّ القصصيّ تحتاج لقدرات يتمتّع بها من يتصدّر الكتابة في هذا اللون الأدبي، الصعب قليلًا. وبرأيي أنّ الصُّعوبة نابعة من إشكاليّة إدارة الفكرة؛ لإخراجها من طابع الحكاية البسيطة المباشرة، المُتناقلة على الألسنة بشكل مُجرّد بعيدٍ عن الخيال الأدبيّ، والصور الفنية، وملاحظة...
إضاءة على رواية
(صداع في رأس الزمن) للروائي (عواد جاسم الجدي)
بقلم الروائي محمد فتحي المقداد.
لا يستقيم أمر أي كاتب أو مفكر إلا بذاكرة متوقدة، سيّالة بسخاء كما عند الروائي "عواد جاسم الجدي"، وهو المصاب بنزيف ذاكرته: (فمن يسعفني بعلاج يداوي نزيف الذاكرة؛ إذ كلما استيقظت صباحاً وجدتُ ياسميناً...
المرأة أمٌّ بطبيعتها؛ فإذا كانت شاعرة فهي وطنٌ، ابتسام الصمادي وطنٌ تحكيه بكلمات موجوعة، وعيون مدموعة، وقلب مُدمىً على وقع لحن جنائزي أوجزته ببيت شعر. وفي صفحة الإهداء تتضح هوية ديوان شعر "والشوق شأنك"؛ فتقول: "من يليق به الحزن، يليقُ به الفرح. الحزن مادة ثمينة، سترٌ لا نهتكه مع أحد" ص5.
وإذا...
قوَّة الأدب عُمومًا تأتي من مادَّته وموضوعاته التي تُعالج قضايا النّاس، وبما يفتح أمامهم آفاق رُؤاهم المختلفة لمعاينة الزَّوايا المعتمة، أو بمحاكاة المسكوت عنه ليس سهوًا بل قصدًا، وبما يُقدِّم من محاولات لحلول ربَّما تكون جزئيّة، أو بما يُلامس مشاعرهم وأحاسيسهم.
ومن هذا الباب تأتي رواية...
مقدمة:
للمكان الروائيِّ أهميَّة مختلفة عند الكاتب الروائيِّ، ولا تتفجَّر الحوادث والمفاجآت وعُقدة مشروعه الروائيِّ، إلَّا في مكان فسيح يتَّسع لرُؤى الكاتب، ويحيط بخياله الجامح بنزوعه السَّرديِّ لاستكمال المشهديَّة حسب مساحات تفكيره، وأدائه بطريقة إدارة فكرته التي يُدندنُ حولها.
فالمكان هو...
مقدمة:
من الواضح أن إشكاليَّة الوطن عند "محمد زعل السلوم"، أدّت إلى خصومة عاتبة ليس على جغرافية الوطن، بل هي خصومة الحياة والكرامة الإنسانية المهدورة في الممارسات والإجراءات الدكتاتوريّة الممسكة بخُناق سوريا منذ 1958بمجيء حكم الوحدة، مرورًا إلى عهد الانفصال، وما يليه في 1963من سيطرة العسكر على...
الأعمال الروائيّة عُمومًا مرآة عاكسة للواقع، ومن خلالها يستطيع القارئ رسم المشهديّة في ذهنه بكافّة أطيافها الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة، برصد المُفارقات الصغيرة وغير المرئيّة، والمسكوت عنه ليس لإثارة المشاكل والنَّعرات والخلافات، بل بلفت الانتباه من أجل إصلاح، أو تعديل مسار، وتقويم سُلوك...
رواية "رصاصة" للكاتب والسيناريست السوري المخضرم فؤاد حميرة .. ابتدأت تساؤلات انفجارية عن معنى الذات.. صراع الذوات في رواية الرصاصة. التي كتبت بلغة كابوسية عن شخصية متشظية لشخصيات سائخة داخل شخصية، توزعت رغباتها وحياتها بين هذه الشخصيات الثلاث، شخصية الأستاذ الجامعي، وكاتب السيناريو، والفلاح...
من المعلوم أنّ معظم تراث الشّعوب قاطبة ما زال شفاهيًّا، تتناقله الألسنة جيلًا بعد جيل، عبر القصص والرُّموز والاعتقادات والعادات والتقاليد، ولم يُدوّن ويُسجّل إلّا القليل منها، لعدم نشاط حركة التأريخ عند المهتمين بالدراسات التّاريخية، التي دأبت منذ القديم التَمّحور حول السُّلطان وانتصاراته...
تراكم الغبار أعلمني بحركة الكون السّاكن من حولي. تساؤلات:
-كيف وصل هذا الغبار على سطح شيء في غرفتي رغم أنّها مغلقة النوافذ؟.
عند الدّخول إلى مكان مُظلم وفيه فتحة صغيرة في السّقف أو الجدار، يعبر منها الضوء، تتضّح الرّؤية بتزاحم الذرّات البسيطة الكثيرة في الجوّ المحيط بنا من كلّ اتّجاه.
كم حاولتُ...
بعدما ثبتت إصابتي بالمتلازمات على غير إرادة ولا تخطيط منّي؛ فقد تاهت أفكاري بعيدًا ما بين (ليما و ستوكهولم)، رغم أنّني لا أعرف هاتيْن المدينتيْن إلّا من خلال الأطلس الجغرافيّ الذي كنتُ أستخدمه في دروس الجغرافيا، بأمر أستاذنا أحمد اليوسف رحمه الله في المرحلة الإعداديّة والثّانويّة؛ لتثبيت ما كنّا...