محمد فتحي المقداد

الحروب والنزاعات لعنة الحياة منذ الأزل؛ فقد دمّرت بُنية الاستقرار في الحياة عامّة، وألجأت البشر للهجرة والتهجير القسريّ عن أوطانهم، وفي نيّتهم الرّجوع إلى بيوتهم وسابق حياتهم، بعد أن حطّت الحرب أوزارها. من هنا نشأ مُصطلح حقّ العودة المعترف به كمبدأ، وحقّ مُكتسب في القانون الدُّوليّ، مُدوّن في...
(أدب العزلة في زمن الكورونا) الميزان أوّل شيء تُشير المُمرّضة به إليّ في كلّ مرّة أدخلُ مكتبها في بداية كلّ مراجعة لي لمنظمّة (أطبّاء بلا حدود)، خشيتي من مخالفة أوامرها؛ من فوري أستجيب أيضًا بالجلوس على الكُرسيّ المُخصّص لقياس الضّغط. لا أدري لماذا أحاول إظهار التزامي بإشاراتها..!!؟. ولم...
ما إن تجاوزتُ الصّفحات الأولى من رواية (زيف القصاص) حتى وجدتُ نفسي، ولا أدري الرابط أو الشيء الذي ذكّرني برواية (عمارة يعقوبيان – للروائي علاء الأسواني) رغم اختلاف الموضوع بينهما تمامًا، يبدو أن الفضاء المكاني لكلا الروايتيْن جرى في عمارة احتوت معظم الحدث الذي دارت حوله أحداثهما. رواية (زيف...
تتفتّح نوافذ الذكريات في قلبي على ساحات طفولتي في تأسيس وعيي، كم كانت تُبهرني وتخطف انتباهي للتركيز على نوافذ بيت الأستاذ (عبدالمنعم) الواسعة وارتفاعها غير المعتاد في مدينتنا، المُتشكّلة على شكل قوس نصف دائرة، المشرّبة بألوان الزّجاج المعشّق بجماله اللّافت للنّظر بمثلّثاته المتناظرة والمتعاكسة،...
عيناها حاصرتني. أحكمت طوقها على آخر حُصوني، شيئًا فشيئًا تتقدّم بسهام عينيها المُصوّبة إلى قلبي. حيرةٌ مشوبةٌ خوفًا من أبي عيون جريئة. - "يا إلهي..!! أنا في موقف لا أُحسَدُ عليه.. ما العمل؟". إنّها سيّدة أربعينيّة، أحلفُ جازمًا ولا حتّى مُصادفة أو في حُلُم أنّني التقيتُها. قرص القمر بدرًا يتمثّل...
الديوان يعتبر ورشة لغويّة، ومنجمًا أحفوريّا للبحث عن مَوات كلمات ندر استخدامها في عصرنا من أهل اللغة. و الحداثة عند الشاعر (نضال الرّفاعي) ذهبت به بعيدًا في مجاهل اللغة وإحضارها عُنوة إلى ساحة الاستخدام وإعادة تدويرها شعريًّا وأدبيًّا. برأيي المتواضع هذه النقطة بالذات تُحسَب للشّاعر المُجدّد...
فكرة النصّ التقاطة ذكيّة من القاصّ، ومعالجتها كلاسيكيًّا سلِسًا بانتقالات هادئة مُتوقّعة للقارئ. واللّافت للنظر التقابلات الثنائيّة المُتضادة في النص؛ لتسلّط الضوء على صراعات اجتماعيّة مُتباينة الخطوط والمنابت والمآلات. ثيمة الصّراع ما بين الأجيال باختلاف مفاهيمها للحياة واختلاف الزمان...
(وقُتِلتُ مرّتيْن) عنوان صادم بدلالته المنطوية على الألم والخوف وضياع الأحلام وانسداد الأفق أمام انطلاقها إلى عوالم رحبة تتّسع للمزيد. بينما الحروب والصراعات أقوى بجبروت قوّتها من الأفراد وبعض المجموعات البشريّة، ليس لها إلا حكم واحد غالب ومغلوب، فشروط وقوانين الغالب يرفضها بلا قيود من قانون أو...
- سامر: "يُقال عن فلان أنّه يمتلكُ قميصًا من أربعين سنة، ويبوسُ الشّلنَ ويُخبّئه". - : "وما يعني ذلك؟" . - سامر: "هل أستطيعُ إطلاق صفة المغفّل عليك؟". -: لكَ الحريّة في أن تفعل ولا حَرَج..". - سامر: "أفشلتَ حماسي الشديد المُتوتّر حد الانفجار". -: "منذ زمن مضى أدركتُ عدم الانتباه لأشياء كثيرة،...
لصٌّ متوحّشٌ اخترق حُرمة باب الحارة مرّات عديدة، تداعى العقيد والأعضاء لاجتماع طارئ، طال اجتماعهم واصلوا الليل بالنهار على مدار أيّام لاحقة يتدارسون الأمر، لم يستطيعوا الخروج من المأزق بقرار بالإجماع. على غير العادة، وفي اليوم السابع دخل القهوجيّ عليهم المجلس بلا استئذان، وهمس في أذن العقيد...
موت البقرة منذ سنوات لعنةٌ لاحقتِ الطبيبَ البيطريّ إلى سجن تدمُر. المُحقّق رئيس المحكمة الميدانيّة هناك أمرَ بنزع الطمّاشة عن عينيّ الطّبيب الماثل أمامه. لقاءٌ غير مُتوقّع من كليْهما. لحظاتُ صمتٍ رهيبٍ عبرت خلالها ذكرياتٌ سريعةٌ توقّفتِ الأنفاسُ فيها على عتبات الموت. -: "دارت الأيّام دورتها...
# عمله التطوّعي مع المنظّمات الإغاثيّة فتح له أبواب العلاقات على عوالم السيّدات. هاتفه لا يصمت إلّا في ساعات متأخّرة من اللّيل. اهتزّت أرضيّة الثّقة المُشتركة مع زوجته؛ على طريقتها انتقمت داخل سريرهما، ضحكاتُه من الصّالة تُسَرّع وتيرة حركة أصابعها بالكتابة عبر (الواتساب) لشخص يبُثّها دفء مشاعره...
الواقعيّة الاجتماعية من أكثر المناهج ارتباطًا بالعمل السّرديّ بصفةٍ خاصّة، ويرجع السّبب إلى أنّ الفنّ القصصيّ يُعدّ أقرب الأشكال الأدبيّة إلى الواقع، ورواية (أيّام الخبز - للروائي مطر محمود مطر) تُصنّف ضمن هذه المدرسة الواقعيّة في الأدب. بداية تعتبر الرواية موضوع هذه العُجالة وثيقة تأريخيّة...
*المدينة غافية على أحلامها غير آبهة بالعابرين، وهم يفتضّون بكارة أحلامها المعتقة بعبق الماضي. *غايات مرتاديها تختلف من شخص لآخر.. كل منهم متدثّر يخصوصياته خلف واجهة ملامح وجهه، وثيابه ذات الألوان المحببة له، ربما لا تروق لآخر ولا تعني له شيئا، ربما يزدريها لتعالٍ في نفسه، أو حسد لصاحبها. * رتم...
ما زلتّ أذكر بيت شعر يتردّد صداه في ذاكرتي للشاعر (عمر أبو ريشة)، منذ عام 1979عندما كنتُ في الصف التّاسع: "يا عروسًا تنامُ ملءَ المحاجرِ .. شَيّعي الُحُلُم، و الطّيوف السّواحر" وجاءت كلمة المحاجر هنا بالجمع ومفردها مِحجَر، وهو ما أحاط بالعين ودار حولها مما يبدو من النّقاب والبُرقُع الذي تلبسه...

هذا الملف

نصوص
113
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى