حضرت مهرجانا حاشدا ترأسه المهدي بنبركة كسرت فيه القدرة تهكما على مرشح الفديك أحمد رضى كديرة
عندما أتذكر بدايات اتصالي بالسياسة والنضال، ألاحظ أن هذا الاتصال كان مبكرا، وتزامن مع دخولي إلى المدرسة، وهكذا انخرطت، تحت أحد أقربائي، الذي كان مسؤولا على أحد مكاتب حزب الشورى والاستقلال، في الكشفية العبدلاوية التابعة لهذا الحزب، وكنا نبجل يومئذ الأستاذ محمد بلحسن الوزاني.
بعد التحاق قريبنا بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ضمن أعضاء وقادة حزب الشورى والاستقلال الذين انضموا إلى الحزب الجديد، أصبح هواي اتحاديا، وترسخ هذا الهوى بعد ذلك، خاصة بعد الانخراط في الحركة التلاميذية التي طالبت بتخصيص ثانوية إضافية للمعربين، وبعد التجاوب الرائع للمجلس البلدي مع مطلب تلك الحركة.
وبعد حصولي على الشهادة الابتدائية، سنة 1961، وجدتني في إطار حركة تلاميذية واسعة تؤطرها الوداديات يومئذ، ويهيمن عليها الاتحاديون. وكان المطلب الأساسي لهذه الحركة يتمثل في إيجاد مخرج للأعداد الكبيرة من حملة تلك الشهادة المعربة، الذين سدت في وجوههم سبل الدراسة في الثانوية.
شاركت في أحد التجمعات الحاشدة لتلك الحركة في سينما الكواكب، ووجه هذا الجمع ملتمسا إلى المجلس البلدي، الذي كان يرأسه القيادي الاتحادي المعطي بوعبيد، من أجل الاستجابة السريعة لمطلب الحركة التلاميذية.
وقد أفلح المجلس المذكور في اقتناء مؤسسة تعليمية خاصة، وتحويلها إلى ثانوية عمومية، ظلت تحمل اسمها الأصلي “مؤسسة عبد الكريم لحلو” ونظم مباراة للالتحاق بها وكنت من الناجحين في هذه المباراة.
وهكذا، بين عشية وضحاها، انتصبت ثانوية معربة كبيرة ضمت عشرات الأقسام، خصص معظمها للسنة الأولى، وعين على رأسها عبد القادر الصحراوي، وضمت أطرا تعليمية وتربوية من عيارات استثنائية من أمثال الشاعر أحمد المجاطي والفنان التشكيلي أعمار ومربي الأجيال محمد رونق. وهكذا ولدت هذه المؤسسة التعليمية بفضل الحركة النضالية وتجاوب المنتخبين الاتحاديين. وضمت هذه المؤسسة العديد من الأطر التقدمية، خاصة بعد أن التحقت بها كفاءات عالية طردت إثر إضراب في وزارة الخارجية، ، بالإضافة إلى ذلك التحق بالمؤسسة المذكورة العديد من نشطاء الشبيبة الاتحادية.
وكانت ثانوية عبد الكريم لحلو تغلي حماسا… فخرج تلاميذها متظاهرين تضمانا مع الثورة الجزائرية في أيامها الأخيرة. وشارك هؤلاء في الاحتجاجات ضد الدستور الممنوح.
ولمناسبة أول انتخابات تشريعية عرفتها البلاد في 1963، توقفت الدراسة مبكرا، وتفرغت مع مجموعة من تلاميذ الثانوية ومناضلي الشبيبة الاتحادية للقيام بالحملة الانتخابية في ابن امسيك وسيدي عثمان وبورنازيل حيث ترشح الاتحاديان عبد القادر الصحراوي وعبد الحي الشامي.
وفي إطار الحملة نفسها، حضرت إلى جانب والدي في المهرجان الاتحادي الحاشد الذي ترأسه المهدي بنبركة في ملعب الفداء، وكسرت فيه “القدرة” تهكما وتهجما على مرشح “الفديك” أحمد رضى كديرة.
وكان طبيعيا أن أشارك في انتفاضة 23 مارس 1965، وكنت حينها في السنة الثانوية الرابعة، انخرطت في السيل المتدفق الذي انطلق من الثانوية في اتجاه شارع 2 مارس، وفي هذا الشارع التقى بسيول جارفة منهمرة أخرى تمثل ثانويات متعددة منها ثانوية مولاي عبد الله والأزهر ومحمد الخامس. وعندما التقت تلك السيول تحولت إلى فيضان هادر اكتسح شارع المقاومة ثم طريق مديونة ومنطقة كراج علال.
وعندما عدت بعد الظهر إلى “درب ميلان”، كانت علامات الانتفاضة تتسع شيئا فشيئا، ولم تعد الشبيبة المدرسية الوحيدة في الميدان، ورأيت كهولا يحرقون أعمدة الكهرباء ويقيمون المتاريس على الطريق.
عندما أتذكر بدايات اتصالي بالسياسة والنضال، ألاحظ أن هذا الاتصال كان مبكرا، وتزامن مع دخولي إلى المدرسة، وهكذا انخرطت، تحت أحد أقربائي، الذي كان مسؤولا على أحد مكاتب حزب الشورى والاستقلال، في الكشفية العبدلاوية التابعة لهذا الحزب، وكنا نبجل يومئذ الأستاذ محمد بلحسن الوزاني.
بعد التحاق قريبنا بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ضمن أعضاء وقادة حزب الشورى والاستقلال الذين انضموا إلى الحزب الجديد، أصبح هواي اتحاديا، وترسخ هذا الهوى بعد ذلك، خاصة بعد الانخراط في الحركة التلاميذية التي طالبت بتخصيص ثانوية إضافية للمعربين، وبعد التجاوب الرائع للمجلس البلدي مع مطلب تلك الحركة.
وبعد حصولي على الشهادة الابتدائية، سنة 1961، وجدتني في إطار حركة تلاميذية واسعة تؤطرها الوداديات يومئذ، ويهيمن عليها الاتحاديون. وكان المطلب الأساسي لهذه الحركة يتمثل في إيجاد مخرج للأعداد الكبيرة من حملة تلك الشهادة المعربة، الذين سدت في وجوههم سبل الدراسة في الثانوية.
شاركت في أحد التجمعات الحاشدة لتلك الحركة في سينما الكواكب، ووجه هذا الجمع ملتمسا إلى المجلس البلدي، الذي كان يرأسه القيادي الاتحادي المعطي بوعبيد، من أجل الاستجابة السريعة لمطلب الحركة التلاميذية.
وقد أفلح المجلس المذكور في اقتناء مؤسسة تعليمية خاصة، وتحويلها إلى ثانوية عمومية، ظلت تحمل اسمها الأصلي “مؤسسة عبد الكريم لحلو” ونظم مباراة للالتحاق بها وكنت من الناجحين في هذه المباراة.
وهكذا، بين عشية وضحاها، انتصبت ثانوية معربة كبيرة ضمت عشرات الأقسام، خصص معظمها للسنة الأولى، وعين على رأسها عبد القادر الصحراوي، وضمت أطرا تعليمية وتربوية من عيارات استثنائية من أمثال الشاعر أحمد المجاطي والفنان التشكيلي أعمار ومربي الأجيال محمد رونق. وهكذا ولدت هذه المؤسسة التعليمية بفضل الحركة النضالية وتجاوب المنتخبين الاتحاديين. وضمت هذه المؤسسة العديد من الأطر التقدمية، خاصة بعد أن التحقت بها كفاءات عالية طردت إثر إضراب في وزارة الخارجية، ، بالإضافة إلى ذلك التحق بالمؤسسة المذكورة العديد من نشطاء الشبيبة الاتحادية.
وكانت ثانوية عبد الكريم لحلو تغلي حماسا… فخرج تلاميذها متظاهرين تضمانا مع الثورة الجزائرية في أيامها الأخيرة. وشارك هؤلاء في الاحتجاجات ضد الدستور الممنوح.
ولمناسبة أول انتخابات تشريعية عرفتها البلاد في 1963، توقفت الدراسة مبكرا، وتفرغت مع مجموعة من تلاميذ الثانوية ومناضلي الشبيبة الاتحادية للقيام بالحملة الانتخابية في ابن امسيك وسيدي عثمان وبورنازيل حيث ترشح الاتحاديان عبد القادر الصحراوي وعبد الحي الشامي.
وفي إطار الحملة نفسها، حضرت إلى جانب والدي في المهرجان الاتحادي الحاشد الذي ترأسه المهدي بنبركة في ملعب الفداء، وكسرت فيه “القدرة” تهكما وتهجما على مرشح “الفديك” أحمد رضى كديرة.
وكان طبيعيا أن أشارك في انتفاضة 23 مارس 1965، وكنت حينها في السنة الثانوية الرابعة، انخرطت في السيل المتدفق الذي انطلق من الثانوية في اتجاه شارع 2 مارس، وفي هذا الشارع التقى بسيول جارفة منهمرة أخرى تمثل ثانويات متعددة منها ثانوية مولاي عبد الله والأزهر ومحمد الخامس. وعندما التقت تلك السيول تحولت إلى فيضان هادر اكتسح شارع المقاومة ثم طريق مديونة ومنطقة كراج علال.
وعندما عدت بعد الظهر إلى “درب ميلان”، كانت علامات الانتفاضة تتسع شيئا فشيئا، ولم تعد الشبيبة المدرسية الوحيدة في الميدان، ورأيت كهولا يحرقون أعمدة الكهرباء ويقيمون المتاريس على الطريق.