الصورة لا تكشف سوى عن قدمين ، قدمان تسيران ؛ لرجل؟مؤكد أنهما لرجل .. فالحذاء رجالي والخطوات متباعدة والظل المنعكس على الأرض يرسم محيط جسد ذكوري ، سطوع الضوء بهذه القوة يعني أن الشمس حارقة .. ، وربما كانت هذا النقاط التي تسقط قرب القدمين وتجف بسرعة ليست إلا عرقا منصهرا في الصهد الخطوات متباعدة ولكنها متوسطة السرعة ، كانت في خط مستقيم ، البنطال أسود ، الحذاء نفسه أسود ، لكننا لا نرى الجورب ﻷن الصورة من أعلى وليست أفقية. توقفت الخطوات برهة ، دارت قليلا إلى اليمين ، بارتباك تحركت .. تتقارب وتتباعد ثم استقرت أخيرا في ثبات إيقاعي ... عتمت الصورة قليلا .. لقد دخلت الخطوات إلى مكان مسقوف ، دارت قليلا إلى اليمين ثم اليسار ثم تحركت بتردد ..توقفت ثم انثنت الركبتان بزاوية ربما ليستقر الجسد على مقعد وصلبت الرجل اليمنى فوق اليسرى ، بقيت هكذا ثم راحت القدم اليسرى -بخجل- تطرق على الأرض طرقات منتظمة تبعتها أرجحة من اليمنى إلى أعلى وأسفل وكأنها تتبع إيقاعا ما ، ثم ازداد الطرق والتأرجح واكتسب شجاعة متزايدة ، تراخت الساق اليمنى لتنفصل عن اعتلاء اليسرى وثبتت على الأرض لتتابع مع اليسرى الطرق المنتظم بشجاعة وكأنها تبتسم ... مرت نصف ساعة.. انتصبت الساقان ، ثم تقدمتا ببطء اصطدمتا بسيقان أنثوية كانت ترتدي حذاء أحمر اللون ، ببطء تحركت القدمان الذكوريتان تجاه اليمين ثم اليسار ، إلى الأمام ثم الخلف ، ثم الأمام ، الخلف ، كانتا ترقصان ، وعلى مساحة الصورة ظهرت صورة القدمين الأنثويتين وهما ترقصان أيضا .. كان الرقص بطيئا ثم تزايدت سرعته ، استمر الرقص لساعة ثم توقفت القدمان عن الحركة .. وعادت مرة أخرى فانثنت إشارة إلى الجلوس . ثم انتصبت مرة أخرى وبخطوات سريعة تحركت فسطع الضوء مرة أخرى، لقد غادرت المكان المسقوف هذه المرة تحركت بسرعة ، كانت الخطوات أكثر اتزانا وأكثر سرعة وحيوية ، لكننا نشاهد نقاط العرق وهى تجف على الأرض .. لازال الصهد .. ولازال العرق .. إلا أن القدمين كانتا منتشيتين .. شيء ما .. شيء ما .. شيء ما .. شيء .. ما ..
...
كتبت بتاريخ 31 مارس 2015
...
كتبت بتاريخ 31 مارس 2015