مليكة ابابوس - في رثاء ضحايا فيضانات تارودانت

وطن اصبح يلفه الحزن والوجوم الدفين. كل يوم تمحى اسماء شباب واطفال من سجلات الحياة. لن تظل مقاعدهم بالفصل او اماكنهم في الملاعب خاوية طويلا. فغدا سيتصارع آخرون عليها. سيقف زملاؤهم دقيقة حداد. مؤكد لن يعرفوا ماذا سيقولون في هذه الدقيقة. فقط سيصمتون بينما سينسب الكبار هذه الجرائم للقضاء والقدر.
يسأل طفل امه كيف مات اصحابي أو ليس الكبار هم من يموتون ؟
لن تقول ان الذين يخطفهم الموت باكرا في وطننا، وفي لحظة، سببه اهمال جسيم من مسؤولي المحليات الذين يباركون بناء الملاعب ببطون الاودية، و لا الذين يغضون الطرف عن تهالك الطرق، و لا الذين يجلسون على مقاعد لا يحاسبهم احد على اهمال او خطأ...
سينفض العزاء حتما لامحالة، وسيلهث الجميع خلف ملذاته.
اما المسؤول، فسيواصل مشاريعه ليغتال حياة آخرين...
وستجلس الامهات يتصفحن صور ابنائهن التي محت الدموع ملامحها.
التفاعلات: ليلي أسامة

تعليقات

تحيات صادقات للاستاذة الجليلة مليكة ابابوس
كوكتيل من الكوارث والازمات السياسية والفواجع والخسارات تتكالب على هذا الوطن غير السعيد . في ظلال فوضى التسيير والتخطيط لاذلال الشعب وتخريب الدولة ونهب صناديق الدولة من دون حساب او متابعة .. تشييد ملعب في مجرى الوادي بدون حواجز وسواتر حجرية وبدون أساس متين هو استهتار بسلامة المواطن .. وسيطوى الملف بالدعوات وقراءة الفاتحة مهضومة بكؤوس الشاي
أتذكر قولة لعبدالله العروي أوردها في سبعينيات القرن الماضي برواية "الغربة" يقول فيها "أولادنا الذكور خاصة هم الغراب نريد أن نضمن لأنفسنا من يتولى الغسل والكفن والدفن، ومن يحمل النعش ويرعى القبر".
إننا ازاء اكبر مؤامرة يحمل لواءها شركات ولوبيات فاسدة تعادي الوطن والمواطن من اجل الربح الحرام.
 
صدقت اخي العزيز.
صدقت اخي العزيز الاستاذ المهدي ناقوس. شر يحيط بهذا الوطن من كل جانب. وطن لا تساوي فيه حياة الانسان شيئا. رقم ان بقى في السجلات او شطب عليه لا يغير ذلك شيئا.
اتمنى ان يكون صوت المثقف و المبدع صوت من لاصوت له.
 
بعدما تم استيعاب فاجعة "ملعب تزيرت" وتلاشى هول الصدمة ؛ أليس الأوان أن يتساءل المغاربة أين وصل يا ترى ربط المسؤولية بالمحاسبة ؟! إلى متى يبكي هذا الوطن موت أبنائه، وهو يتابع بحسرة في كل مرة وضع الفواجع في خانة القدر؟ نعم قدر الله وما شاء فعل.. لكن هناك أسباب وراء هذه الفواجع لا يعلوها غمام تتعلق "بالفساد" ذلك الوباء الذي ينخر جسد هذا الوطن.

رحم الله موتى فاجعة ملعب تزيرت، وأسكنهم فسيح جناته، ورزق أهلهم الصبر والسلوان.

شكرا للأخت الكريمة، على الالتفاتة نحو بعض مواجع وطننا.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...