ميلود خيزار - ما لم يقله النّـهار ، فارع الطُّول.. شعر

النّـهرُ الذي تَنقُصُهُ كلمةٌ شاردَةٌ
ليفيضْ.
الشّجرةُ، الواقفةُ، بكاملِ زينتـها،
تُـلَوّحُ، من لَوحةٍ كاملة التّـجريد،
بغُصنٍ اشارة مَكسور.
أخالُني سَمعتُ
قُفلَ صَوتكِ الأعمى
يَتفحَّصُ، مُرتعِشا، مفتاحَ الصّول.
المزرابُ الأرعنُ،
يتبوّل ليلا و بكلّ أمان،
في حُجر شجرةِ الممنوع، الدّائمة الخُضرَة.
عديمُ الحياء !
الصّباحُ الذي يَفركُ عَينَيهِ
متثائبا،
و هو يَنسلِخُ من حُمّى
لِحاف الغياب.
أرنبُ اليَقظةِ
الهاربُ من مَخالب الكابوس.
ذلك الجِرذُ المتربّصُ بالشّتاء،
في نوايا الصّيف.
النّبعُ الذي يُغنّـي بصَوتٍ أجشّ
لصفيحةِ الحَجر النّائمَةِ
على كُنوز البُذور.
النُّضجُ الكاملُ لِفكرة الثَّمرَة
في خُلوةِ النّسيانْ.
العباءةُ الرثّةُ للفَجر ،
على تلّةِ ذِكرَى بَعيدَة.
هذا النّـهارُ الفارعُ الطُّول،
كيف لي أن أحدّثَهُ بكلّ ما رأيت ؟



التفاعلات: جمال نصرالله

تعليقات

نص من النصوص البديعة للشاعر الجزائري الرائع وشعرا وشعورا ، والراقي اخلاقا والمفعم وطنية السي ميلود خيزار .. الشاعر الدميل بنحت كلماته من صلصال الشعر الفصيح ومعينه السلس بتلقائية النظم واقتصاد في الكلمات و من غير افراط في الصنعة والتكلف
ذلك هو الشعر البسيط والسهل لحد الامناع
وذلك هو الشاعر ميلود خيزار المقل في شعره والمتصوف في عطائه حتى اني احسبه على اصحاب الحوليات الشعرية لندرة ما اقرأ له من شعر رائق وجميل
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...