محمد هنقلا - انفراط عقد رهن الأشارة.. قصة قصيرة

اهتزت القلعة واخرجت اثقالها، صفوف طويلة تبحث عن خيمة خارج سور القلعة، حشود من البشر، يرشح الحزن من جسدها، وبيتها يتثاءب من تعب الوحدة ، تزحفوا محمولة على عكاز هموم الحياة حتى اقتربت من برزخ الهموم الذى يفصل بينها وبين المتنحنح على الكرسى. ومن بين الجموع المحتشدة تقدمت أمراة عجوزة نحو المنصة طالبة أذن الكلام من آشبر واخرجت من جرة المتاعب صرة مليئة بمختلف الانواع من الاسئلة( اجمالى وقطاعى ) على حسب فرصة سوق الاسئلة، وكان الاجتماع الطارئ عقده آشبر لتدارك ما يجب تداركه قبل ان تستفحل مشكلة مشاجب البيت، والقمصان المدنية وبذلة الكاكى وتحدث فى هذا الاجتماع بنفس اللغة الجديدة القديمة.

فى منتصف الاجتماع احس بالاختناق وضيق الحلقة التى من حوله، استخدم البخاخ على وعسى يتنفس السعداء ثم اصدر امره الى كستى ان يفتح له النافذة لعل يجد فسحة فراغ يجدد بها نفسه عبر تعليق سلك التواصل مع الخارج، لم يكن العبد المأمور فى المكان المناسب عند صدورالامر، العبد الذى كان يفتح رباط العنق والشباك كلما ضاقت الحلقة فى السابق، هرب بعد ان تعرف على اسرار مصدر قوة وضعف سيده .

أذن أنفرط عقد رهن الاشارة بين السيد والعبد ، تضيق الحلقة، والحشود تزحف بأسئلتها نحو المركز، لم تشبع غريزة الأسئلة عند المراة العجوزة والرعية المحتشدة. عندما جرف آشبر بأجوبته المتعصبة والعنترية الأسئلة التى طرحها ويطرحها وعى الواقع. المرأة العجوزة لم تنتظر اجوبة آشبر طويلاً بدأت تتقدم على وتر قوس الأمل صوب رقبة آشبر وتهتف الى الجموع قائلة اصبروا وصابروا أنها ايام معدودات، ثم اردفت وقالت وبصبركم هذا سوف يهزم نار الطغيان الى الابد.

آشبر يبرم شواربه امام مراة التطور السياسى والأجتماعى ويحشد المدفعية والهروات تحسباً من هزيمة مبكرة ولكن يتفتت الشوارب على هتافات الجموع، وتقول الهتافات سلم القلعة يا آشبر وارمى شبكة السلام على البيوت، يرد على المطالب بصوت متقطع نتيجة الخناق المضروب حول عنقه وكان الرد … ال ى م ن ؟ ويأتى الطلب سريعاً من الحشود الزاحفة على رأس دبابة الأيمان، الأيمان بعدالة المطالب، وتقول له لنا…. لنا ولا غير سوانا، يرتفع الأيقاع الشعبى الى ذروته ويدخل الى القلعة من النوافذ والشقوف والابواب حتى انكمشت مساحة القلعة واصبحت بحجم حذاء الشدة، ويزداد الايقاع اكثر وآشبر عازم على الا يسلم رغم تصلب وتساقط أوراق أشجار النظام، والحشود التى حول القلعة ايضاً عازمة أن تواصل الزحف حتى ينحنى رأس آشبر ويخرج من الدرع الواغى الى النسيان ….. الى النسيان ، وتضحك الحياة للشعب الذى انتصر*.



* سليمان العيسى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...