كان أستاذنا العقاد يتضاحك معنا عندما يروي ما الذي يفعله بالشعراء الذين يبعثون بقصائدهم إليه باعتباره رئيساً للجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة، فإذا كان شعراً حديثاً، أي غير عامودي، فإنه يكتب هذه العبارة: ابعثوا بهذا الكلام إلى لجنة النثر! وهي عبارة قاسية رافضة لكل محاولات التجديد والإفلات من القافية.
وفي إحدى المرات تلقى ديواناً مع توصية من أحد الأمراء، فكتب يقول: يا صاحب السمو يدهشني أن ينحط الشعر إلى درجة يصعب على سموك بلوغها بقدميك!
وتلقى الأستاذ العقاد رسالة من صديقه الأستاذ المازني.. وكان المازني مفكراً ساخراً.. وقد كتب للعقاد يقول: هذا الذي بين يديك فيه كلام حلو وفيه كلام غث.. والرأي لك!
وبعث إليه العقاد برسالة طويلة يقول فيها: جاءني كلامك تعليقاً على كلامه.. وكله كلام.. وإليك هذا العنوان.. أما العنوان فهو المكان الذي نلقي فيه (الزبالة) خارج القاهرة! وكان الأستاذ العقاد يضحكنا على مثل هذه الردود القاطعة. فحكى لنا أن قائداً عسكرياً بعث إلى قائد عسكري يقول له: إذا جئت بلادكم فسوف أقتل رجالكم ونساءكم وأطفالكم وأهدم على الأحياء بيوتهم وأهلك الزرع والضرع!.. وجاءه الرد: إذا؟!
حكى لنا الشيخ مصطفى عبد الرازق، وكان أستاذنا في الفلسفة الإسلامية، أن أحد الخلفاء الظرفاء أرسل إلى أحد الشعراء يقول ما معناه: دعوت الله أن يلهمك السداد ويهديك إلينا. فرد عليه الشاعر: دعوت الله ألا..
ويقال إن الشاعر الألماني هيني ذهب إلى باريس للقاء الشاعر الفرنسي هيجو. وانتظره بعض الوقت ريثما يخرج من الحمام. ونظر إلى تمثاله ودار حوله. وخرج! فتلقى رسالة من الشاعر الفرنسي تقول:
ـ لماذا؟
فجاء رد الشاعر الألماني: لما رأيت تمثالك وجدتك تشبهه تماماً.
فبعث هيجو يقول: ولكني كنت سأتحدث إليك.
فرد عليه هيني: هذا ما سمعته من تمثالك!
وفي كتب الشعر ورسائل الشعراء يتحدثون عن رسالة أمير الشعراء أحمد شوقي إلى شاعر النيل حافظ إبراهيم، ففي سنة 1917 كان شوقي منفياً في الأندلس فأرسل هذه الأبيات لحافظ إبراهيم:
يا ساكني مصر إنا لا نزال على عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا
هلا بعثتم لنا من ماء نهركم شيئاً نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة ما أبعد النيل إلا عن أمانينا
فأجابه حافظ إبراهيم بهذه الأبيات:
عجبت للنيل يدري أن بلبله صاد ويسقي ري مصر ويسقينا
والله ما طاب للأصحاب مورده ولا ارتضوا بعدكم من عيشهم لينا
لم تنأ عنه وإن فارقت شاطئه وقد نأينا وإن كنا مقيمينا
.. فلا أروع ولا أوقع ولا أجمل ولا أصدق!
وفي إحدى المرات تلقى ديواناً مع توصية من أحد الأمراء، فكتب يقول: يا صاحب السمو يدهشني أن ينحط الشعر إلى درجة يصعب على سموك بلوغها بقدميك!
وتلقى الأستاذ العقاد رسالة من صديقه الأستاذ المازني.. وكان المازني مفكراً ساخراً.. وقد كتب للعقاد يقول: هذا الذي بين يديك فيه كلام حلو وفيه كلام غث.. والرأي لك!
وبعث إليه العقاد برسالة طويلة يقول فيها: جاءني كلامك تعليقاً على كلامه.. وكله كلام.. وإليك هذا العنوان.. أما العنوان فهو المكان الذي نلقي فيه (الزبالة) خارج القاهرة! وكان الأستاذ العقاد يضحكنا على مثل هذه الردود القاطعة. فحكى لنا أن قائداً عسكرياً بعث إلى قائد عسكري يقول له: إذا جئت بلادكم فسوف أقتل رجالكم ونساءكم وأطفالكم وأهدم على الأحياء بيوتهم وأهلك الزرع والضرع!.. وجاءه الرد: إذا؟!
حكى لنا الشيخ مصطفى عبد الرازق، وكان أستاذنا في الفلسفة الإسلامية، أن أحد الخلفاء الظرفاء أرسل إلى أحد الشعراء يقول ما معناه: دعوت الله أن يلهمك السداد ويهديك إلينا. فرد عليه الشاعر: دعوت الله ألا..
ويقال إن الشاعر الألماني هيني ذهب إلى باريس للقاء الشاعر الفرنسي هيجو. وانتظره بعض الوقت ريثما يخرج من الحمام. ونظر إلى تمثاله ودار حوله. وخرج! فتلقى رسالة من الشاعر الفرنسي تقول:
ـ لماذا؟
فجاء رد الشاعر الألماني: لما رأيت تمثالك وجدتك تشبهه تماماً.
فبعث هيجو يقول: ولكني كنت سأتحدث إليك.
فرد عليه هيني: هذا ما سمعته من تمثالك!
وفي كتب الشعر ورسائل الشعراء يتحدثون عن رسالة أمير الشعراء أحمد شوقي إلى شاعر النيل حافظ إبراهيم، ففي سنة 1917 كان شوقي منفياً في الأندلس فأرسل هذه الأبيات لحافظ إبراهيم:
يا ساكني مصر إنا لا نزال على عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا
هلا بعثتم لنا من ماء نهركم شيئاً نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة ما أبعد النيل إلا عن أمانينا
فأجابه حافظ إبراهيم بهذه الأبيات:
عجبت للنيل يدري أن بلبله صاد ويسقي ري مصر ويسقينا
والله ما طاب للأصحاب مورده ولا ارتضوا بعدكم من عيشهم لينا
لم تنأ عنه وإن فارقت شاطئه وقد نأينا وإن كنا مقيمينا
.. فلا أروع ولا أوقع ولا أجمل ولا أصدق!