مبارك وساط - نُنزِل قِرْميداً من العربة.. شعر

نُنزِل قِرْميداً من العربة فيما
على كُومَةِ الرَّمل القريبة
نَحلةٌ عَطُوف تُزْجِي لنا نصائحَ بالأزيز
إنْ نُطبِّقْها تَتقوَّ عضلاتُنا بالتّأكيد
فنحنُ نريدُ أنْ نبنيَ مأوىً للعجوز
الَّتِي مرَّتْ بنا مترنّحةً في الشّتاء الماضي
واختفتْ في حَقْل العَدَس
مرّتْ بنا آهِ مرْرْرْ...رَتْ
مرّت بنا مرْرْرر...رَتْ
هكذا غَنّينا لكِ يا من ترنّحْتِ في الشّتاء الماضي
وأنتَ أيّها الماضي، يا مُقَوَّسَ الظَّهْرِ، يا أَدْرَدُ
لقدْ أَتْرعْنا جيوبُكَ صُوَراً وأسْنانَ حليب
وأنتِ يا مُدَرِّسةً كان رأسُها
يُؤلِمُها في الأصباح خاصَّةً واسْمُها
كان يبدأ بالجيم
تَرَكْنا لكِ ما تيسّر من هَأْهآت
ونَمَشاً كثيراً
كلُّ نمشة لها مفعولُ حبّة أسبرين
كِرامٌ نحن وأطفال وسعداء
ولم نعد مغروسين بين نباتات الحُرَّيقة
كما كُنَّا عليهِ في واحدٍ من أوائل أحلامي
نمدحكِ يا مُترنّحة وكم ودِدْنا
لو دغدغنا إبطك الأيمن
فقد عَرَفْنا أنَّكِ جدّتُنا بعد أن سمعناك ذاتَ ليلة
تُعلّمين رُضّعاً كيف يصطادون شُهباً بالشِّباك
وقيل إنّكِ ذاتَ سهرة كنت تُربّتين
على حدبة الرّاقصة
فيما كنّا نَنفخُ في الهَرْمونيكات
نَنفخُ ونَنْفخ
نَنفخ فيها لتبقى مُعزّزةً ولا تَصْدأ
فَيُلْقَى بها في غياهب السّجون
ننفخ ونُغَنّي: مرّتْ بنا آه مرْرْرْ...رَتْ
مرّتْ بنا مرْرْرْ...رَتْ
وهكذا إلى أنْ ننتهي من البناء وَوَقْتَها
سنُقيم حَفْلا
يحضره الباعة المتجوّلون والمساكين
وراقصة حدباء
وابنُ السّبيل والمُدَرّسة بِصُداعها النّصفيّ
وكذلك الوجودُ والعدم
والتّلميذات اللطيفات اللواتي فتحنَ قلوبهنّ
لِلسَّيَّارات الصّغيرة الحزينة
التي وُلِدتْ بلا عجلات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...