مروى بديدة - لا تمت قبل أن تصبح ورديا أيها البيلسان.. شعر

لا تمت قبل أن تصبح ورديا أيها البيلسان
لا تمت !
ابك حين تصبح الشمس حمراء
تميل بثقلها نحو جبل أزرق يجرح السحاب
ابك و ليصبغ نورها وريقاتك النائمة
عند الفجر أرى عين ذئب تلمع في العشب المهذب
عينه الثانية ...
يا للعذاب! لقد إقتلعوها ...
هاهو يئن و يربي عينا جديدة بالدمع ...
هذه الربى يطعنها الضباب بحيلة
"لا يزال الوقت باكرا"
أما الضوء الذي ينمو بعيدا و يقترب راقصا
إنه ابتهالات الموتى في السكينة الباردة
ضوء دافئ... ضوء خفيف ينحني مع الريح
أنا بين الأغصان أنام على ظهري...
أنتظر الحرارة و طيرا يأكلني بعد أغنية عذبة
انا دودة خضراء و خطوط فضية فوق قلبي
دعوني أموت في بطن ذاك الطير المغرد
أتركوني في مهب الريح ...
يراقصني النهار و يزج بي الليل في دوامة القمر
او فليذهب بي النهر الى زرقة مستحيلة
أغرق ... أغرق و أموت لامعة مغسولة بالفيضان
كل هذا السحر لي...!
هذا الموت الجميل لي
أيها البيلسان لا تمت ... قبل ان تصبح ورديا
أيها الذئب اصنع من دمعك عينا زجاجية تبرق
أيها الضوء لا تدعنا يتامى...
أنا دودة بعيدة .... تموت بسرعة
بعد أن أبتسم مع رفاقي على الأغصان المتثائبة
و أترك خطوطي الفضية إستعارات للنهار الكئيب.
التفاعلات: الشاعر سعد جاسم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...