استيلا غايتانو - ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﻥ..

ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ : ﺣﻲ ﺷﻌﺒﻲ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺩﻕ ﻋﺸﻮﺍﺋﻲ
ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ : ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ
ﺍﻟﺰﻣﻦ : ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ – ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ .. ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺪﻙ ﺃﻭ ﺿﺪﻙ
ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ : ﻏُﺒﺶ
ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ : ﺍﻟﺒﺮﺍﺯ ﻭﺍﻟﺨﻤﺮ
ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻣﺜﻞ ﺛﻌﺎﺑﻴﻦ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎً ، ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﺩﺭﻯ ﺑﺸﻌﺎﺑﻬﺎ ،
ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﺑﺂﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﻮﻳﻞ
ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻜﻞ ﺑﻐﺮﻓﺔ ﻧﻮﻡ ﺃﺣﺪﻫﻢ .
ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻘﺪﺕ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﺗﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻟﺬﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﻞ
ﺃﺷﻴﺎﺀﻙ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺆﻗﺘﺔ ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺼﺎﺭﻉ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺄﻛﻞ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺏ .. ﻭﺍﻟﻤﻠﺒﺲ ﻻ ﻳﻬﻤﻚ ﺃﻣﺮﻩ ﻛﺜﻴﺮﺍً ، ﺣﺘﻰ ﺻُﺮﻋﺖ ﺃﺧﻴﺮﺍً ، ﺻُﺮﻋﺖ ﻭﺃﻧﺖ
ﺗﻌﻮﻝ ﺃﺳﺮﺓ ، ﺃﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﺭﺍﻗﺪ ﻭﻭﺍﻉ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﻌﺠﺰﻙ ، ﺗﺮﻗﺪ ﻭﺍﻟﺴﻞ ﻳﺪﺏ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻚ
ﺩﺑﻴﺐ ﺍﻟﺴﻮﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩ ، ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ ﺇﻟﻰ ﺳﻌﺎﻝ ﻭﺻﺪﻳﺪ ، ﻋﻈﺎﻣﻚ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ
ﻣﻮﺍﺳﻴﺮ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻰ ، ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﻘﺮﺣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻙ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻹﺳﺘﻠﻘﺎﺀ
، ﻫﺬﺍ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﻷﻥ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﺊ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ، ﻻ ﺷﺊ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺳﻮﻯ
ﺍﻟﻨﻈﺮ ، ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻮﻟﻚ ، ﺻﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎً ... ﺗﺮﺻﺪ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ . ﺍﻵﻥ
ﺃﻧﺖ ﻣﺘﻜﻮﻡ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻚ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .. ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺼﻚ ﻭﺗﺨﺺ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻚ
ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻭﺗﻮﺃﻣﻴﻚ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺗﺮﻯ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺣﻴّﻚ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﺃﻭ ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ
ﺃﻛﺜﺮ ﻟﺒﺎﻗﺔ "\ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ"\ ﺗﺮﻯ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﺮﺍﺓ ﻭﺣﻔﺎﺓ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻤﺮﻏﻮﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺬﺍﺭﺓ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﻭﻗﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﻣﻄﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻓﻲ ﻓﻮﺿﻰ ، ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺍﻵﺑﺎﺀ
ﺑﺘﺠﻬﻮﻥ ﺣﺜﻴﺜﺎً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ .. ﺗﺮﺻﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ
ﻣﻮﻗﻌﻚ ﻫﺬﺍ ، ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺻﺮﺍﻉ ، ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺷﺠﺎﺭ ﺑﺎﻵﻻﺕ
ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻭﺣﻠﻘﺎﺕ ﺭﻗﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ، ﺭﻗﺺ ﻷﻥ
ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺗﺰﻭﺝ ، ﺭﻗﺺ ﻷﻥ ﺃﺣﺪﻡ ﺗﻤﺖ ﺗﺮﻗﻴﺘﻪ ، ﻭﺭﻗﺺ ﻷﻥ ﺃﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻃﻔﻼً ،
ﻭﺭﻗﺺ ﻷﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﺎﺕ .
ﻳﺼﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻷﻧﻚ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ، ﺍﻵﻥ ﻳﺼﻠﻚ
ﺻﻮﺕ ﺗﺒﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺍﺭ ﻏﺮﻓﺘﻚ ، ﻭﺗﻘﻴﻮﺀ ﺫﺍﻙ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﺑﻚ ﻭﺗﺪﺣﺮﺝ ﺫﺍﻙ
ﻣﻘﺎﻭﻣﺎً ﻟﻠﺪﻭﺍﺭ ، ﺗﺮﻱ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻬﻦ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻳﻨﻘﻠﻦ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻵﺧﺮ
ﻣﺘﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻭﻧﻈﺎﻓﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ، ﻓﺎﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻉ ﻫﻨﺎ "\
ﺑﻴﺘﻚ ﻟﻠﻜﻞ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ، ﻷﻥ ﺑﻴﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ."\
ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ، ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﻏﺮﻳﺐ ، ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭﻙ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺤﺒﻂ ﻭﻣﺮﻳﺾ ﻭﻣﺜﺨﻦ ﺑﺠﺮﺍﺣﺎﺕ ﻻ ﺗﻨﺪﻣﻞ ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﻲ
ﺟﺴﺪﻙ ﻭﻋﻘﻠﻚ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ ﺑﻚ ، ﺃﻧﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻟﻜﻨﻬﻢ
ﻓﻘﻂ ﻳﻨﺪﺳﻮﻥ ﺧﻠﻒ ﺯﺟﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻄﺤﻨﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ . ﻋﻴﻨﻚ ﺑﺆﺭﺓ
ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﺓ ﻣﻦ ﺣﻴّﻚ ، ﺣﻴّﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﺪ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﺇﻟﻰ
ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻷﻗﺎﺻﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺧﻲ ،
ﻟﻴﻌﻴﺸﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﺣﻴﺎﺓ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻷﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺇﺟﺎﺑﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﻠﻚ "\ ﻻ ﺧﻴﺎﺭ ."\
ﻭﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻜﻞ ﺩﻭﻥ ﺣﺴﺮﺓ ﺃﻭ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻘﻄﻊ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺠﺮﻯ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ، ﻓﺰﻭﺟﺘﻚ ﺍﻵﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻤﻞ ، ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺘﻰ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﺄﻧﺖ
ﺗﺮﺻﺪ ﺇﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻬﺎ ﻟﻴﻼً ﻭﻧﻬﺎﺭﺍً ، ﻟﻴﻼً ﺗﺴﻬﺮ ﻣﻌﻚ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻋﻨﻚ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ ، ﻓﻲ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﺨﻤﺮ ، ﻓﻬﻲ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ، ﺗﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎً ﻭﺩﻣﻮﻋﺎً ، ﺗﺪﻙ
ﺍﻷﺭﺽ ﻹﺧﻔﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺣﺬﺭﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺸﺔ ، ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻔﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺣﻔﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﺛﻢ ﺣﻔﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﺘﺒﺘﻠﻊ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ . ﻓﻴﺠﺐ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺗﻠﻚ
ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺟﻴﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﺘﺸﻔﻬﺎ "\ ﺍﻟﻜﺸﺔ"\ ﻏﺪﺍً . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ
ﻣﻠﺒﻴﺔ ﻃﻠﺒﺎﺗﻬﻢ ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺍﺀ ﻟﻬﻢ ، ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺘﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺣﺘﻰ
ﺻﺎﺭﺕ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻚ ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﻳﺘﻢ ﺣﻮﻝ ﺭﺃﺳﻚ .. ﺃﻧﺖ ﻣﻐﺘﺎﻅ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻴﻄﻮﻧﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻵﺧﺮ ، ﻭﺍﺻﻔﻴﻦ ﻟﻚ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻟﻠﻌﻼﺝ ،
ﻭﺭﺍﺋﺤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻮﺡ ﺷﻮﺍﺀ ﻭﺧﻤﺮ ﻭﺑﺼﻞ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﻘﻴﺄ ﺃﺣﺸﺎﺋﻚ ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻧﺖ
ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻴﻦ ﺗﺮﺻﺪ ﻓﻘﻂ ، ﻳﺤﻴﺮﻙ ﻧﺸﺎﻁ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ، ﻫﻲ ﺗﺤﺲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺇﺫﺍ
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺳﺘﻘﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻠﺒﻚ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻧﺎﻣﺖ ﻗﺪ ﺗﻔﻘﺪﻙ ﻭﺗﻔﻘﺪ ﺗﻮﺃﻣﻴﻬﺎ .
ﺗﺤﻴﺮﻙ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﺭﻏﻢ ﻧﺰﻳﻔﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻱ ﺳﻴﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ
ﺃﺧﻼﻗﻬﺎ ﺿﻴﻘﺔ ﻓﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﺒﺬﻭﻥ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ، ﻫﺎ ﻫﻲ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻧﺤﻮﻝ ﻧﺤﻴﻔﺔ
ﺗﺘﻼﻋﺐ ﺩﺍﺧﻞ ﺛﻮﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻮﺏ ، ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻜﻞ ﻳﺴﺮ ﺃﻥ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻋﺮﻭﻗﻬﺎ
ﻭﺗﻔﺮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺒﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺐ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ، ﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻚ
ﻭﺍﺿﻌﺔ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺗﺠﺮﻯ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﻀﻌﻬﺎ ﺩﻭﻥ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻷﻱ ﺭﺃﺱ ﻣﻠﻘﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺄﻧﻚ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ ﺷﺊ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻭﻟﻌﻠﻚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻗﻠﻴﻼً ﻷﻧﻚ
ﺗﺴﻌﻞ ﻓﺎﻟﻮﺳﺎﺩﺍﺕ ﻻ ﺗﺴﻌﻞ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﺎﺩ ﺭﺃﺳﻚ ﻳﻨﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ
ﺳﻌﺎﻟﻚ ﻓﺘﻨﺘﺒﻪ ﻟﻮﺟﻮﺩﻙ ﻭﺗﺴﻨﺪﻙ ﺑﻴﺪ ﻭﺗﻤﺴﻚ ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻟﺘﺒﺼﻖ
ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻌﺎﺑﻚ ﺍﻟﺼﺪﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺧﻼﻝ ﻣﺨﺎﻃﺒﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﺣﺪﻫﻢ
ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻟﻪ، ﺛﻢ ﺗﺴﻘﻴﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻄﻠﺒﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺗﺄﺗﻲ
ﻭﺗﻠﻘﻤﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺗﺴﻘﻴﻚ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ، ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻟﻐﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺤﺎﺷﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ
ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺻﺪ ﻛﻞ ﺷﺊﺀ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺂﻟﻴﺔ ﻓﻴﺨﻴﻞ ﺇﻟﻴﻚ
ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ .
ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺍﻥ ﻭﻭﻗﻔﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ، ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﺘﻬﻤﺎ ، ﻓﻬﻮ ﺑﻴﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﻻ ﻳﻘﺘﺮﺑﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ، ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺑﺘﻬﻤﺎ ﺍﻷﻡ ﺿﺮﺑﺎً
ﻣﺒﺮﺣﺎً ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﻟﻔﺎ ﻭﺗﻠﻘﻔﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻱ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ، ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ
ﻳﺤﺲ ﺑﻤﺴﺆﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎﻫﻬﻤﺎ ﻓﻴﺤﺸﺮ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﻲ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻤﺎ ﻭﻳﺪﺱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﻓﻲ
ﺃﻳﺪﻳﻬﻤﺎ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻡ ﺗﺮﻣﻘﻬﻤﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺗﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ﺣﺎﺭﻗﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺄﺧﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻱ ﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺁﺧﺮ ، ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺏ ﺃﺧﻴﻬﻢ ، ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻠﻌﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ، ﻭﺁﺧﺮ ﻳﺤﻀﻨﻬﻤﺎ
ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻣﻊ ﺗﻮﺍﻟﻲ ﺍﻷﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻤﺎ ﻭﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻤﺎ ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻷﻡ ﺃﻥ
ﺗﺨﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﺗﻠﻚ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﻭﺇﻧﺘﺰﻋﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻭﺳﻄﻬﻢ ﻭﺃﺧﺬﺗﻬﻤﺎ
ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻭﺿﺮﺑﺘﻬﻤﺎ ﺿﺮﺑﺎً ﻣﺒﺮﺣﺎً ﻭﻫﺪﺩﺗﻬﻤﺎ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻼ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺓ
ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﺬﺑﺤﻬﻤﺎ ﺫﺑﺤﺎً ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺃﺃﻧﺘﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ . ﻣﻨﺬ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺍﺩﺍ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﻗﻔﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺒﺼﺮﻫﻢ ﻓﺘﺄﺗﻲ ﻭﻓﻲ
ﺃﺣﺎﻳﻴﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺗﺒﺼﺮﻫﻢ ﻓﻴﻌﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﺐ
ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ، ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .
ﺃﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﺠﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﺩﺧﺮﺕ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺄﺧﺬﻙ ﻏﺪﺍً ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﻷﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﺖ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً، ﻓﺘﺘﻜﻮﺭ ﺃﻧﺖ ﺃﻟﻤﺎً .
ﺗﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍً ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻯ ﻫﺎﺭﺑﻮﻥ، ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻣﻬﺮﻭﻻﺕ
ﻳﺨﺒﺌﻦ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻭﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﻳﻐﻠﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻏﺮﻓﻬﻦ ﻓﻲ ﺯﻋﺮ ﻓﺎﻟﻔﺮﺍﺭ .. ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ .. ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺭ
ﻭﺗﺼﻠﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﻫﺎﺗﻔﻪ : ﺍﻟﻜﺸﺔ .. ﺍﻟﻜﺸﺔ .. ﺍﻟﻜﺸﺔ . ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻫﻲ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻐﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ : ﺍﻷﻏﺎﺛﺔ .. ﺍﻷﻏﺎﺛﺔ .. ﺍﻷﻏﺎﺛﺔ، ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ .
ﻳﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺇﻗﺘﺤﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ
ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺾ ﺃﻳﻀﺎً، ﻳﺘﻔﺮﻗﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻳﺴﻜﺒﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺷﻘﺎﺀ ﻣﺮﻳﺮ ، ﻭﻳﺪﺣﺮﺟﻮﻥ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﻴﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻴﻘﺒﻀﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻠﻚ، ﻭﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﻭﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺗﻤﺘﻠﺊ
ﻋﺮﺑﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﺖ ، ﺭﻛﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺑﺎﻛﻴﻦ ﻣﻨﺎﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ ، ﺃﺑﺎﺀﻫﻢ ﻭﻳﻀﻴﻊ ﺑﻜﺎﺋﻬﻢ ﻭﺳﻂ ﺷﺨﻴﺮ ﻋﺮﺑﺎﺕ
ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ، ﻭﻳﺘﻼﺷﻰ ﺻﺮﺍﺧﻬﻢ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻡ، ﻛﺎﻥ ﻃﻔﻼﻙ ﻣﻌﻬﻢ ﻷﻥ ﺯﻭﺟﺘﻚ
ﻟﻢ ﺗﻨﺠﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﻛﻨﺖ ﺗﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺒﺶ ﺫﺍﻙ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻭﺟﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺨﺒﺌﻬﺎ
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻭﺳﻜﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺘﻢ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺫﺍﻫﻠﺘﺎﻥ : ﻓﻘﻂ ﻟﻮ
ﺃﺗﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻒ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻳﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺎﻳﻞ ﺃﻣﺎﻣﺎً ﻭﺧﻠﻔﺎً ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻃﻔﻼً، ﻭﺗﺘﺤﺎﺷﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻚ ﻛﺄﻧﻬﺎ
ﺗﺨﺸﻰ ﺇﻻ ﺗﺠﺪﻙ، ﺟﺮﻫﺎ ﺫﺍﻙ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﻘﺴﻮﺓ، ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ
ﺷﻴﺌﺎً ﻭﻟﻜﻦ !!...؟؟ ﺃﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻣﻨﻬﻜﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ
ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺃﺛﺮﺍً ﻣﺎﻟﺤﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺪﻭﺩ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ
ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻫﻨﺎ ، ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻟﻤﻄﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﺐ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﻴﻦ
ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻼﻣﻌﻘﻮﻝ .
ﻋﺎﺩ ﺻﻐﻴﺮﺍﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻭﺟﺪﺍ ﻓﻮﺿﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺒﻌﺜﺮﺓ ﻭﺍﻷﺳّﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﻠﻮﺑﺔ ﺭﺃﺳﺎً
ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ ﻭﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﺑﻴﺘﻚ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺼﻐﺮﺓ ﻟﻠﺤﻲّ ﻛﻠﻪ، ﺑﺬﻝ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺍﻥ ﺟﻬﺪﻫﻤﺎ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ ﺃﻧﺖ ﻣﺘﻜﻮﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ
، ﺗﺤﺲ ﺑﺘﻬﺘﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻙ، ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ ﺗﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﻈﺎﻣﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺆﻟﻤﻚ ﺃﻧﻚ
ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻦ، ﻋﻴﻨﻚ ﺳﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﺗﺮﻯ ﻃﻔﻠﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺴﺐ
ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﻷﻡ ﻓﺼﺎﺭ ﺣﺎﺯﻣﺔ، ﻭﺫﺍﻣﺔ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻓﺘﺒﺪﻭ
ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺑﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ، ﻃﻔﻠﻚ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺼﺮ
ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺜﺘﻪ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻌﻞ ﻳﻬﺮﻭﻻﻥ ﻧﺤﻮﻙ ﺗﺸﺪ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻚ ﻭﻳﺴﻨﺪﻙ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻙ ﻟﺘﺒﺼﻖ
ﻟﻌﺎﺑﻚ ﺍﻟﺼﺪﻳﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ ، ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻷﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﺍﻟﻄﻔﻼﻥ ﻳﻌﻠﻤﺎﻥ ﺃﻧﻬﺎ
ﺳﺘﻌﻮﺩ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﺩﻗﺔ .. ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻗﺮﻳﺒﺎً
.. ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺗﺠﺪﻙ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺄﻥ ﺃﻟﻤﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺁﻻﻣﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻫﻨﺎ .
ﺳﺎﺩ ﺿﺠﻴﺞ ﺁﺧﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻭﺻﺎﺡ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ : ﺍﻷﻏﺎﺛﺔ .. ﺍﻷﻏﺎﺛﺔ .. ﺍﻷﻏﺎﺛﺔ .. ﻛﻞ
ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲّ ﻳﺤﻤﻞ ﺻﻔﻴﺤﺎً ﻭﺃﻛﻴﺎﺳﺎً ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻭﻋﻠﺒﺎً ﻟﺘﻘﻠﻲ ﺍﻷﻏﺎﺛﺔ ، ﻓﻌﻞ ﻃﻔﻼﻙ
ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ، ﻭﺃﻣﺘﺪﺕ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ، ﻛﺒﺎﺭﺍً ﻭﺻﻐﺎﺭﺍً ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺭﺟﺎﻻً ﻭﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺑﻜﺎﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻃﻤﻌﺎً ﻓﻲ ﺣﻔﻨﺔ ﺩﻗﻴﻖ ﺃﻭ ﻗﻄﺮﺓ ﺯﺕ، ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺸﺮﻕ ﻭﺗﻐﻴﺐ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ، ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ، ﻭﺗﻨﻈﺮ ﺃﻧﺖ .. ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻮﺍﻻﺕ
ﻭﻋﻠﺐ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﻂ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺯﺭﻕ U.S.A ﻭﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻧﺠﻤﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻋﻠﺐ ﺍﻟﺰﻳﺖ U.S.A ﻟﺒﻦ ﺍﻟﺒﺪﺭﺓ ( ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺑـ for
dogs ) U.S.A ﺟﻮﺍﻻﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ U.S.A ﻭﺗﻔﻮّﻩ ... ﻟﻌﺎﺑﻚ ﺍﻟﺼﺪﻳﺪ .. ﻭﻟﻜﻦ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺩﺗﻚ .. ﻷﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﻟﻜﻤﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .. ﻃﻌﺎﻡ ﻻ ﻃﻌﻢ ﻻ ﻭﻻ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻣﻔﺮﺩ ﻣﻦ
ﺃﻛﻠﻪ ﻭﺇﻻ ﺳﺘﻤﻮﺕ ﺟﻮﻋﺎً .. ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺟﻮﻋﺎً ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻫﻮ ﺳﻠﺔ
ﻏﺬﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻟﻘﺪ ﻧﻔﺬﺕ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ .. ﻓﻘﻂ ﻟﻮﻻ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ...
ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻇﻬﺮﺕ ﺟﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ، ﻫﺘﻒ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ : ﺍﻟﻜﺸﺔ .. ﺍﻟﻜﺸﺔ
ﺗﺼﺎﺩﻣﺖ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﺘﺨﺒﺌﺔ ﺗﺠﺎﺭﺗﻬﻦ ﻭﺗﻤﺮﻍ
ﺍﻟﺴﻜﺎﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﺮﺍ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ..
ﻓﻬﺘﻔﻮﺍ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ : ﺍﻷﻏﺎﺛﺔ .. ﺍﻷﻏﺎﺛﺔ ، ﻭﺗﺪﻓﻘﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻓﻲ
ﺃﻳﺎﺩﻳﻬﻢ ﺍﻷﻛﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﻌﻠﺐ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ .. ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺴﺒﻬﻢ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ
ﻭﺭﺷﻘﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ، ﺃﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻲّ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺊ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ
ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻛﻨﻬﻪ ، ﻭﺃﻧﺖ .. ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ، ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﺃﻛﺜﺮ، ﺗﻢ ﻫﺪﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺴﻴﻞ، ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻋﺠﻮﺯ ﺧﺮﻑ ، ﺣﺘﻰ ﻏﺮﻓﺘﻚ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺫﺍﺑﺖ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺠﺮﺍﺭﺍﺕ . ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺷﻤﺲ ﺣﺎﺭﻗﺔ، ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺤﻲّ
ﺍﻟﻄﻴﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﻕ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻟﺘﻘﻲ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺮﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﻴﺮ، ﺗﻨﺘﻔﺾ ﻣﻊ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺗﺘﻠﻮﻯ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻹﺗﺠﺎﻫﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻟﻴﺠﻮﺩ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻈﻞ،
ﺃﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺘﻜﻮﻡ ﺗﺤﺖ ﻇﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺑﻚ، ﻭﺍﺛﺎﺛﻚ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ، ﺍﻟﺤﻤﻲ
ﺍﻵﻥ ﺗﺴﺮﻯ ﻓﻲ ﻋﻈﺎﻣﻚ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺭﺩﺓ، ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺷﺊ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻚ،
ﻃﻔﻼﻙ ﺷﺒﺤﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮﺍﻥ ﻭﻳﺨﺘﻔﻴﺎﻥ، ﺭﻓﻌﺖ ﻋﻴﻨﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﺷﻴﺌﺎً، ﺭﺑﻤﺎ
ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﺎﻏﺘﺘﻚ ﺑﻤﻔﺎﺟﺂﺗﻬﺎ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺗﺮﺍﺑﻴﺔ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ
ﺍﻷﻓﻖ ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺳﺤﺐ ﺩﺍﻛﻨﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﺷﻜﻠﻬﺎ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺩ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ، ﺳﺎﺩ ﺇﺿﻄﺮﺍﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻮﻟﻚ، ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺄﻭﻳﻪ
ﻣﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﻠﻚ، ﺣﻴﺚ ﻻ ﻣﺄﻭﻯ، ﻏﻄﺖ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻦ ﺑﺎﻟﻤﺸﻤﻌﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﻼﺀﺍﺕ ﻣﻊ ﺗﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻴﻘﻲ ﻛﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺠﺴﺪﻩ .



استيلا غايتانو / جنوب السودان
  • Like
التفاعلات: علي صلاح
أعلى