مصطفى الشليح - أتَأذَنُ لي بقَلبي..؟ - شعر

أَتَأْذَنُ لي، إذنْ، أنْ أسْتقيـلا = وأنْ أحنو على قلبِـي رَحيـلا
وأنْ أدنو إلـيَّ ..أنـا .. قليـلا = قليلا .. بَعْدَما أنأى طَويـلا ؟
كَأنِّي ليلةٌ .. ألقـتْ عَصاهـا = وأبقتْ، في مَسافتِهـا، دَليـلا
تُجَـنُّ إذا تَئِـنُّ بهـا اللَّيالـي = كَما جَرسٌ يَرنُّ بهـا صَليـلا
ولا أحَـدٌ بأبْهـائِـي مُـطِـلٌّ = أَتَأْذَنُ أنْ أُطِلَّ أنا .. سَبيـلا ؟
.

أتَـأْذَنُ لـي بِشَـيءٍ مُشْرَئِـبٍّ = أقولُ به إذا ما شِئـتُ قيـلا ؟
أَذِنْتَ. سَهَوتُ عنَّي لا أرانـي = سِـواكَ ولا شَبيهـًا أو مَثيـلا
سَهوْتُ فَمنْ أنـا إمَّـا أرانـي = تَماهتْ صُورةٌ لي مُستَحيـلا ؟
أنهرًا كَـانَ مِرآتـي .. فَراحـتْ = فلمْ ألمحْ سِوى جُرحِي مَسيـلا
أمُهرًا كَانَ صَوتي حينَ ألغو ؟ = أتَـأْذَنُ أنْ أواسِينـي هَديـلا ؟
.

أَتَأْذَنُ لي ؟ أرَقتُ على هَديلـي = نُـواحَ اللَّيـل .. مَـاءً سَلسَبيـلا
حَبا ماءُ الظَّلام إلـى كُؤوسـي = لأشرَبَ مَحلَـه .. ظِـلا ظَليـلا
عَوى ذِئبٌ ولا فَلواتِ عِنـدي = ولا واحاتِ لي تَنـدَى مَسيـلا
هُوَ اللاشَيءُ يَأخذُ بـي خَليـلا = كَأنَّكَ لمْ تَكُـنْ أنـتَ الخَليـلا
خَرابٌ هـذه الجِهَـةُ انسـدالا = أَتَأْذَنُ أنْ أظلَّ .. بهـا عَويـلا ؟
أَتَأْذَنُ لي .. بـأنْ أحظَـى قَليـلا = بقلبي كَيْ ألملمَـه .. قَتيـلا ؟
تَشظَّى، مِثلَ مِرآتـي، سُـؤالا = عن اللُّغَةِ التـي مَالـتْ قَليـلا
ليلْحـظَ .. أنَّ أحْرفَها حَـمـامٌ = يَطيرُ إلى حَمام .. لـنْ يَميـلا
أهَذا اللَّيلُ لي ؟ قالـتْ مَنـافٍ = فقلتُ أنا: وهلْ تَركَ البَديـلا ؟
أهَذا الحُبُّ لي ؟ كُنتُ انْتباهـًا = أَتَأْذَنُ .. أنْ أنبِّهَنِـي .. طَويـلا ؟
.

أَتَأْذَنُ لي بقلبـي كَـيْ أرانـي = كَما أهْوى أنا .. أنْ أستقيلا ..
تَركتُ حَقيبَتي ذكـرى لحُـبٍّ = وأشيائي الصَّغيرةَ .. والأسيـلا
إذا وَثبَ الصَّباحُ .. إليـكَ قَالـتْ = صَباحُ الخير .. وانْشغلتْ هَديلا
كَأنَّ الشَّمْـسَ سَافـرةٌ .. جَبينـًا = على الأبهاءِ .. مَدَّتْ ظِلا ظَليلا
كَأنَّ الأزْرَقَ الوَسنـانَ .. قَولـي = وقدْ بَسطَ الوشاحَ .. فلا عَديلا
كَأنَّكَ أنتَ تَحْلُمُ بـي التماحـًا = أَتَأْذَنُ لي ؟ تَركتُ لكَ القليلا ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...