لكل قصة حدث تبدأ به وتكتمل باكتماله، فالحدث يحرك القصة ويدفعها إلى التطور، ويمدها بوسائل فنية متعددة، والحدث هو اقتران فعل بزمن، وهو لازم في القصة لأنها لا تقوم إلا به، ويستطيع القاص إذا أراد أن يكتفي بعرض الحدث نفسه دون مقدماته أو نتائجه كما في القصة القصيرة أو قد يعرض هذا الحدث متطوراً مفصلاً مثلا في القصة الطويلة أو الرواية، وبذلك يختلف كتاب القصة من كاتب إلى آخر وفق إمكاناته الفنية، وكيفية التقاطه حوادث القصة، وحسن تنظيمها وترتبها، مما يبث فيها الحياة والنشاط، فلا بد للكاتب أن يعيش في جو الحدث ويستغرق فيه ليستطيع أن يبلغ درجة التأثير في غيره، وإقناعه بما يحدث في القصة، ولبناء الحادثة في القصة القصيرة نتبع الآتي:
من أعمال التشكيلي السوري إبراهيم الحسونمن أعمال التشكيلي السوري إبراهيم الحسون
1- البدايات:
تحتاج القصة إلى بداية في بث أحداثها، وخلق شخصياتها لشد القارئ، ولكل قصة بداية ينطلق منها الحدث، وهذه البداية لابد أن تتوافر فيها الشروط التي تناسبها وتوافقها، ومن الشروط أن تكون البداية مشوقة للقارئ بحيث يلتقطها نظره بين صفحات المجلات أو الأعمال القصصية، فلا يتركها إلا بعد الانتهاء من قراءها، وتختلف بدايات القصص من حيث قوتها وضعفها، فهناك البدايات القوية المتمثلة في توتر الحدث وقوة الموقف، وهناك البدايات الهادئة التي تأخذ بيدنا خطوة خطوة مع الحدث ثم تتطور تدريجياً، ونجاح البداية متوقف على حسن اختيار القاص للمواقف، وكيفية نسج أحداثها وتحركها بشكل تلقائي يدركها القارئ، فينشّد إليها ويتابع تفاصيلها.
2- العقدة:
للعقدة مكانة فنية في القصة القصيرة، فهي نواتها ومركزها الرئيسي، وهي القمة التي تبلغها أحداث القصة في تقدها، وتواتر الأحداث التي تكيف حكاية القصة، وعندما يبلغها القارئ ينفعل أشد الانفعال وتتلاحق أنفاسه، وتضطرب عواطفه، لأن القاص الناجح عليه أن يُكون في قصصه أحداثاً مشوقة وممتعة في فكرتها، وفي كيفية عرض جوانبها، وعندما تتجمع الأحداث تأتي العقدة التي تعمل على تأزم الموقف أو الحدث لأجل أن تصل إلى نهاية مناسبة، ويختلف كتاب القصة في عرض العقدة، فهناك من يتعمد أن يجعلها في بداية الحادثة ثم يسرد ما حدث من مواقف، وهناك من يجعل العقدة بعد تجمع حوادث القصة بعد أن يفرغ القاص من عرضها سواء أكانت عقدة بسيطة أم مركبة، شرط أن لا تخل بالشروط الفنية للقصة.
3- النهايات:
تعد النهايات المحطة الأخيرة في القصة، وعليها تتوقف الأحداث بحيث يكون من الصعب أن نتصور قصة بلا نهاية، وإن خلت فإنها تعد قصة ناقصة وغير مكتملة في الفن القصصي، لذلك وجب على القاص أن يهتم بالنهايات، ويتذكر تماماً أن القصة كلها قد تتوقف على الجملة الأخيرة التي تنتهي بها، وعليه أن يراعي نهايات قصصه بحيث تكون موافقة للأحداث، وأن يبتعد عن المفاجآت غير المنطقية، وتأخذ النهايات في القصة أشكالا متعددة، فهناك النهاية السعيدة أو الحزينة، وكلاهما يجب أن يحدثا تأثيرهما عند القراءة، وهناك النهايات التي تضع حلاً للمشكلة المطروحة، وهناك ما تعطي دوراً للقارئ في تفسير ما يحدث، وقيمة النهايات تكمن في التشويق، وكيفية الخروج من توتر الحدث وقمة تعقيده.
_______________________________
المراجع للقراء :
حسين القباني، فن كتابة القصة.
محمد زغلول، دراسات في القصة العربية الحديثة.
محمد العامري، القصة التونسية القصيرة.
من أعمال التشكيلي السوري إبراهيم الحسونمن أعمال التشكيلي السوري إبراهيم الحسون
1- البدايات:
تحتاج القصة إلى بداية في بث أحداثها، وخلق شخصياتها لشد القارئ، ولكل قصة بداية ينطلق منها الحدث، وهذه البداية لابد أن تتوافر فيها الشروط التي تناسبها وتوافقها، ومن الشروط أن تكون البداية مشوقة للقارئ بحيث يلتقطها نظره بين صفحات المجلات أو الأعمال القصصية، فلا يتركها إلا بعد الانتهاء من قراءها، وتختلف بدايات القصص من حيث قوتها وضعفها، فهناك البدايات القوية المتمثلة في توتر الحدث وقوة الموقف، وهناك البدايات الهادئة التي تأخذ بيدنا خطوة خطوة مع الحدث ثم تتطور تدريجياً، ونجاح البداية متوقف على حسن اختيار القاص للمواقف، وكيفية نسج أحداثها وتحركها بشكل تلقائي يدركها القارئ، فينشّد إليها ويتابع تفاصيلها.
2- العقدة:
للعقدة مكانة فنية في القصة القصيرة، فهي نواتها ومركزها الرئيسي، وهي القمة التي تبلغها أحداث القصة في تقدها، وتواتر الأحداث التي تكيف حكاية القصة، وعندما يبلغها القارئ ينفعل أشد الانفعال وتتلاحق أنفاسه، وتضطرب عواطفه، لأن القاص الناجح عليه أن يُكون في قصصه أحداثاً مشوقة وممتعة في فكرتها، وفي كيفية عرض جوانبها، وعندما تتجمع الأحداث تأتي العقدة التي تعمل على تأزم الموقف أو الحدث لأجل أن تصل إلى نهاية مناسبة، ويختلف كتاب القصة في عرض العقدة، فهناك من يتعمد أن يجعلها في بداية الحادثة ثم يسرد ما حدث من مواقف، وهناك من يجعل العقدة بعد تجمع حوادث القصة بعد أن يفرغ القاص من عرضها سواء أكانت عقدة بسيطة أم مركبة، شرط أن لا تخل بالشروط الفنية للقصة.
3- النهايات:
تعد النهايات المحطة الأخيرة في القصة، وعليها تتوقف الأحداث بحيث يكون من الصعب أن نتصور قصة بلا نهاية، وإن خلت فإنها تعد قصة ناقصة وغير مكتملة في الفن القصصي، لذلك وجب على القاص أن يهتم بالنهايات، ويتذكر تماماً أن القصة كلها قد تتوقف على الجملة الأخيرة التي تنتهي بها، وعليه أن يراعي نهايات قصصه بحيث تكون موافقة للأحداث، وأن يبتعد عن المفاجآت غير المنطقية، وتأخذ النهايات في القصة أشكالا متعددة، فهناك النهاية السعيدة أو الحزينة، وكلاهما يجب أن يحدثا تأثيرهما عند القراءة، وهناك النهايات التي تضع حلاً للمشكلة المطروحة، وهناك ما تعطي دوراً للقارئ في تفسير ما يحدث، وقيمة النهايات تكمن في التشويق، وكيفية الخروج من توتر الحدث وقمة تعقيده.
_______________________________
المراجع للقراء :
حسين القباني، فن كتابة القصة.
محمد زغلول، دراسات في القصة العربية الحديثة.
محمد العامري، القصة التونسية القصيرة.