على حزين - القدس تناديكم..

1
يا معشر الشعراء تكلموا , تكلموا
ولا تسكتوا , فأن الكلام ليس محرم
واحذروا أن تتخاذلوا , تتولوا , وتجبنوا
هيا أقبلوا ولا تدبروا
القدس تناديكم
فهل سمعتم النداء ..؟!
أم لم تسمعوا ..؟!.
2
يا معشر الشعراء أما كفاكمُ
حديثا عن الحب ، ولوعته ، وسكرته
ولياليه الحمراء الطويلة
أما كفاكم وصف الشفاه المستديرة
والحديث عن " الفلنكة " والضفيرة
والقطيفة والخميلة
أما كفاكم كلاماً في العيون السود
وتغزلا في الخدود , والنهود
والشعر , والرموش الطويلة
ألا تخجلوا من أنفسكم
وتفيقوا من تلك السكرة الطويلة
وهذا الخبال , وهذه الخيبة الثقيلة
القدس تناديكم
3
يا معشر الشعراء مالكم إذا قيل لكم
هبوا من غفلتكم , وادفعوا عن أمتكم
اثاقلتم إلي الأرض وبالخنوع رضيتم
القدس تناديكم ـ أفيقوا ـ لا أب لكم
وهبوا , هلمَّ , عن بكرة أبيكم
القدس تناديكم , فمدوا لها أياديكم
وارفعوا عقيرة حناجركم , أفديكم
فأصواتكم خناجر في لبان عَدُوَّكُمْ
وأحدُّ من السيف كلامكم
رصاص مذاب ,إن أردتم
تنزل على رؤوس أعاديكم
4
يا معشر الشعراء مالكم إذا قيل لكم أنفروا
أثاقلتم إلى مخادعكم ,
وأويتم نحو حظيرتكم
أصممتم , القدس تناديكم
أصِرتم نعاجا لا آذان لكم ,
ولا صوت لكم , ولا حس لكم
ولا خير مرتجي فيكم
ألا تبت كل حناجركم , وتبت كل أياديكم
هذه القدس تناديكم ، أحذروا , أعاديكم
تناولوا بالشر رموزكم فما تكلمتم
دنست مقدساتكم الخنازير فما تحركتم
كم سب – من كلب حقير- نبيكم
فما بكت كما بكت في الهوى مَأَقِيكم
فما بقي لكم حتى تعرفوا , أعاديكم
وماذا فعلتم , وماذا فُعِل فيكم
إذا لم تنتفضوا فلا خير فيكم
ما أجبنكم ، ما أجبنكم , ما أجلنكم
5
أنفضوا التراب من على رؤوسكم
وانتفضوا , وأنطقوا , وتتحرروا
وحرروا بالقصائد أقصاكم وأراضيكم
واحموا بيضتكم و كل أراضيكم
وذبوا عن دينكم , وعن نبيكم
القدس تناديكم ،
وحرائركم في الأسر تناديكم
فإن لم تفعلوا ...
فيا خيبت الرجاء فيكم
6
لقد نمتم في العسل سنين طويلة
واجتررتم أيام الصبا , والطفولة
والذكريات الجميلة
وروضوكم بالأفلام والمسلسلات
والأحلام , والساحرة المستديرة
وأخرجوكم ثم أدخلوكم في الحظيرة
وأدْلًجْتْم كالبهم نحو الحفيرة
وأنتم الناس معشر الشعراء
7
يا معشر الشعراء تكلموا
وتحدثوا كما شئتم , ولا تخافوا , ولا ترهبوا
فلا أحد يقوى عليكم , أو يسكتكم
قولوا كلمة حق ـ لا فض فوكموا ـ
قولوا شيءً , أي شيءٍ
غداً تعذرون به عند ربكم
أو ناموا وغطوا غطيطاً
أو موتوا كالجبناء ,
وأخرجوا من أفواهكم نهيقاً ونعيقاً
وارفعوا عقيرة صوتكم بالغناء
فهذا زمن السفهاء ، زمن البلهاء
زمن ضاعت فيه النخوة والكرامة
وماتت فيه المروءة والشهامة
والحكمة فيه صارت تبحث عن ذؤابة



تمت السبت 9 / 11 / 2019
على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...