علي حزين

أخيراً صار لي صديقاً بعدما عز الأصدقاء.. لم أكن أعرفه ولا قابلته من قبل ولكن وجدت فيه ضالتي ,مهذب, وخلوق, وفوق كل هذا مثقف جداً, ومحترم, يمكن أن تفتح معه أي نقاش في أي شيء تجده, يحاورك, ويحادثك بطريقة سلسة, وجميلة, وجذابة, وفوق كل هذا مفيدة جداً هكذا نعته لي ابني الحبيب " فارس",... فهو همزة...
بجوار ماسح الأحذية, وبائع الليمون كان يجلس, بكرتونته, يبيع اللب, والفول السوداني, يخرج كل يوم من بيته القاطن "بساحل طهطا" مع أول ضوء, قبل أن تطلع الشمس تراه يتعكز في الشارع الطويل, يدب علي الأرض بخطوات ثقيلة ضعيفة, ناهز السبعين خريفاً, أو يزيد عليها قليلاً, وما تقوس ظهره وما انحنى, ثقُل سمعُه...
ساعة الحائط كانت تشير إلى السابعة صباحاً تقريباً, وكانت السماء ملبدة بالغيوم.... تفقدت العصفور الذي كان يقف كل يوم فوق نافذتي المشرعة ليوقظني كل صباح, فلم أجده, ولم أره اليوم, فلم أعبئ كثيراً بهذا الأمر, كما أني لم أرغب في أن أخوض معارك ذهنية عقيمة, أو أن أستهلك فيها " فلكيسات" عقلي في افتراضاتٍ...
ــ أنا جائع يا أبي أريد طعاماً .. ــ ............... بحث الأب السبعيني المريض في جيوبه التي أرهقها الغلاء, فلم يجد شيئاً غير ثمن الدواء, فالمرض المزمن أضعف قوته, وجعله لا يقوى على العمل مما جعله يشعر بأنه أصبح عالة وعبئاً ثقيلاً على الحياة, فالدواء الذي يتعاطاه باهظ الثمن وغالٍ جداً فضلاً على...
يضع يده على فمه, يكلمها, ترفع رأسها تجاه حقيبتها الزرقاء وهي ترد عليه, يبتلع ريقه , يضغط على نظارته, يُثبتها, يواصل كلامه, تومئ برأسها, وتبتسم, فيضع قدمه في وجه الجالس أمامه, يمد يده, يشير, يهمس في أُذنها بكلمة, فتضحك .. ينتشي, وينبسط, وينتشر الدم في وجهه أما أنا يمتقع وجهي, ويفور الدم في...
ما من مرةٍ أذهب فيها إلى مكان ما , إلا وسمعت اسمي يتردد , وبكل قوة في المكان , ووجدت اسمي ينادى عليه, أنا لا أزعم أني مشهورٌ جداً إلى هذه الدرجة ولا معروفاً إلى هذا الحد الذي يجعلني أعاني من هذه المتلازمة الغريبة العجيبة , ما من مكان أذهب إليه إلا وأسمع فيه من ينادي عليَّ .!! ــ ...
غداً أول يوم في العام الدراسي الجديد, لم أشعر بالغبطة كالأطفال . ولم أشاركهم المرح , ولعبة " الإستخباء " فقط اكتفيت بترتيب ثيابي .. ملأت الشنطة القديمة بكراريسي الجديدة, أحسست بشعور غريب .. يصحبه ألم في بطني .. دوماً ينتابني هذا الإحساس في ليلة الامتحانات, أو عندما أنتظر " هدي " وهي عائدة من...
مازلنا في قلب الدائرة ندور مازلنا في قلب الدوَّامة تعصرنا طواحين , ورِيحٌ نَعُور وكل الطرق لا تؤدي إلى شيء في ظل المأساة , ظلام , تشويش, لا حياة يا سادة الأبواب مؤصدة بألف قفل صدئ , والمأساة طويلة , والتاريخ يئن , يصرخ , ولا حياة لمن تنادي إن كل الأخبار في بلادنا تعيسة مات حلمنا...
هل قطعة من الجبن الجريش التي أكلتها مع فحل البصل الأخضر وحبتان من الطماطم تفعل بي كل هذا العذاب ..؟! وكل هذا الألم والوجع , ..؟!!.. أم ما حدث معي ليلة امس , عمداً , من تجاهل , وعدم تقدير , هو السبب ..؟!! .. لا لا لا يمكن أن يكون هذا هو السبب ..؟!!.. كان يوماً رائعاً .. وكان كل شيء على ما يرام...
اقترب منه , همس في أذنه , بنبرة هادئة , قال له : ــ أعترف ..؟! نظر إليه , مستغرباً , تأمله , ولم يرد عليه , طرح عليه نفس السؤال , وهو يبتعد عنه بضع خطوات , بطريقة أخرى : ــ الأنكار لا يفيد ..؟! صرف نظره بعيداً عنه , وراحت الذكريات تعربد في رأسه , تذكر .. " كانت تتعمد شد انتباهه إليه بإطالة...
((1)) المشهد ليلي .. رؤية ضبابية .. المسرح يعج بالجماهير, فجأة , تُطفأ الأنوار .. وتفتح الستار, مطر, ضباب , صقيع , أصوات عالية , هتافات, هنا وهناك , صور ممزقة , فوضى عارمة , الناس في كل مكان , أتوا من كل صوب وحدب, والشوارع مُلأت عن آخرها, وجوه كالحة عابسة , حزينة , ووجوه ناضرة , ناظرة , وهي...
عاد إلى البيت فلم يجدها جُن جنونه بحث عنها في كل مكان من الممكن أن يجدها فيه لكنه فشل فشلاً ذريعاً في العثور عليها, دارت الأفكار برأسه , وحين تعب من التفكير والدوران في البيت جلس يفكر, سأل نفسه : ــ ماذا حدث , وأين تكون قد ذهبت ..؟! يرن الهاتف , يسرع إليه , جاء الصوت عبر الهاتف , مستفسراً ...
كان عمري وقتها عشر سنين لما أمسكتها بيدي أول مرةٍ على انفراد وقبلتها القبلة الأولى , ولم تكن الأخيرة , ووضعت فمي على فمها , وكانت تلك هي المرة الأولى...... أنا ما زلت أذكر ذلك اليوم البعيد, كان الوقت شتاءً , وكنتُ خائفاً , مرتبكاً , أترقبْ , أتلفت حولي في زعر خشية الرقيب, وقد وضعتُ فمها على فمي...
ها هو الخريف قد أتى ومضى الربيع فمن يمسح دموع القصيد من يُعبِّئ الروح بالأفراح ويُذهب الصقيع من يُعيد البسمة للوجوه والحياة لحلمٍ صريع كان يُعافر للحياة كان يبغي النجاة عافر, ثم عافر ولم يستطيع * والسائرون على الطريق وجوه كالحات عابسات أكلتها السنون ورَيْبُ المَنُون وكانت بالأمس وجه طليق...
عندما تذهب إلى قصر ثقافة " طهطا " في بلد رفاعة الطهطاوي, أول شيءٍ تقابله هناك وتجده في انتظارك هو "عم سيد " المسؤول الأمني للقصر, فهو يحرس القصر, ويقوم بكل كبيرة وصغيرة فيه , يقابلك بابتسامته المعهودة , يرحب بك , ويسألك : ــ أي خدمة يمكن أن أقدمها لك يا أستاذ ..؟! .. عم سيد راجل طيب, الكل يحبه...

هذا الملف

نصوص
155
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى