محمد بشكار - بالشُّرفة أقيسُ انْحِطاطي!.. شعر

ألِفَتْنِي
الصَّبَاحَاتُ أنْهَضُ
قَبْلَ الصَّبَاحِ لِأفْتَحَ
نَافِذَةً
فِي عُيُونِي
وَأمْسَحَهَا بِمَنَادِيلَ
أقْطِفُهَا مِنْ
سَحَابْ
ثَمَّ أدْعُو الطُّيُورَ
لِتُدْخِلَ بَعْضَ
الأغَارِيدِ مُسْتَبْدِلاً
نَبْضَ قَلْبِي بِخَفْقَتِهَا،
ثُمَّ أُطْعِمُهَا الحَبَّ أنْثُرُ
حُبَّهُ فِي
شُرْفَتِي، لَيْتَ
بَعْض البُذُورِ الَّذِي حَمَلَتْهُ
الحَوَاصِلُ يُنْبِتُنِي
شَجَراً
فِي السَّرَابْ
حِينَ
أنْظُرُ خَلْفِي
إلَى غُرْفَتِي كَيْفَ
صَارَتْ كَمَرْكَبَةٍ مُتَرَحِّلَةٍ فِي
الزَّمَانِ، وَأصْبَحْتُ مِن
شُرْفْتِي فِي السَّدِيمِ
المُعَتَّقِ رُبَّانَهَا،
عَجَباً
لِلْغَشَاوَةِ مِنْ سَهْرَةِ
الأمْسِ فِي مُقْلَتَيَّ وَكَيْفَ
تُحَوِّلُنِي بَطَلاً فِي
شَرِيطٍ
بِلَا ذِكْرَيَاتٍ،
وَأحْسَبُ أنِّي
انْتَقَلْتُ إلَى بُعْدِيَ
السَّادِسِ، بَيْنَمَا قَدَمِي
فِي التُّرَابْ
حِينَ
أنْظُرُ خَلْفِي
إلَى غُرْفَتِي أيَّ مُنْقَلَبٍ
انْقَلَبَتْ أرْجُلٌ فِي
السَّرِيرِ، أرَى:
جُثَثاً مِنْ ثِيَابٍ وَقَدْ
فَاحَ فِي دَمِهَا العِطْرُ
بِالنَّكَبَاتِ وَتَحْتَاجُ
للِدَّفْنِ فِي قَبْرِ
دُولَابْ.
أرَى بَيْنَ كُلِّ
الفَرَاشَاتِ إمْرأَةً لَمْ
تَلِدْهَا الطَّبِيعَةُ مِنْ جَوْفِ
شَرْنَقَةٍ تَتَدَلَّى مِنَ
الإبْطِ تَحْمِلُهَا الرِّيحُ
بَيْنَ مَجْدٍ
وَنَهْدٍ
بِخَيْطِ حَرِيرٍ يَلُفُّ
انْحِطَاطِي.أرَقَّ
مِنَ الطَّيْفِ
تَمْشِي
عَلَى السَّيْفِ
فَوْقَ لِسَانِي إلَى
حَتْفِهَا فِي
الغِيَابْ..
حِينَ
أنْظُرُ خَلْفِيَ
أَفْقِدُ
فِي مَشْهَدٍ
بَصَرِي
ذَاكَ من ثُمنٍ قَدْ تَبَقَّى
بِجَوْفِي، فَوَيْلٌ لِمَنْ قَدْ
تَحَدَّثَ بِاسْمِهِ أَوْ
اسْمِي الشَّرَابْ!


* منشورة في ملحق "العلم الثقافي" ليومه الخميس 7 نونبر 2019


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...