لعل أجمل أحداث الحياة، هي تلك التي تحدث على غير موعد، في نقطة عند تقاطع الزمان والمكان، فتنشلك من طين الروتين، وترفعك
فوق مجرى الحدث اليومي، فتفضُّ الإشتباك مع شؤون حياتك برشاقة نسلِ شعرة من قرص عجين.
أن تلتقي عيناك بعيني فتاة في مقهى، وتجد نفسك مشدوداً لحضورها، وقد تجد نفسك فجأة مستسلماً لتيار الغواية، ويقترن الحمل والميلاد في آنٍ من عمر الزمان وتخرج من باب المقهى متأبّطاً قدرك، وقد يتلاشى المشهد تحت بصرك وتخرج متأبّطاً حلمك، وقد تنشأ العلاقة خطوة،ً خطوة، عبر ترددك اليومي المثابر على المقهى ذاته، وينقلب التودّد بينك وبين النادلة إلى عاطفة ثم حب، ومن هناك تولد الحكاية.
الحبُّ حدثٌ غير مشروط، فقد وجدتها تتسرّب إلى داخلي، دفقة دفقة، مثل ماء العِد، وعبر احتكاك يومي عابر، ظللنا نستمهله حتى تطوّر إلى جلساتٍ طويلة، نتحدّث فيها عن كل شيء، ونخوض خلالها في كل شيء.
ولكنّك حين تنظر عبر الزمن،بعد أن يحملك موحه بعيداً، تتلون الأشياء بانكسارات المسافة ويتفرق الشعاع إلى قوس قزح منتشراً في سماءٍ سعيدة،أو رُبّما موشّحةٍ بالكآبة.
شيءٌ واحدٌ لا يتغيّر، إنه وجه الثبات، ذاك الذي لا تُقرأ ملامحه إلا بصورةٍ واحدة، مهما اتسعت فواصل الزمن.
هكذا تكتسب الحكاية قداستها، حين تتحول إلى ذكرى، وهكذا تتربع مبجّلة على رفوف التكريم، متقلبة في طقوس القداسة، كحرمة مصونة من خيانة الإنتهاك.
لقد تاهت بنا شعاب الحياة، وضلّت خطواتنا في غابتها الشاسعة، ولا نزال ممسكين بطرف الحبل، دون أن نتبين القبضة التي تمسك نهايته البعيدة!
وهكذا ننتهي مرتهنين للصدف، وإلى مواقيت وقوعها.
نجتمع ونفترق حسب قراراتها الخارقةولمنطق الحسابات، وسرعان ما نهرول مبتعدين، فللصدف إغواءاتها، وإرغاماتها، فنحن لن نلوي أغصان الزمن وإن تعلّقنا بها متأرجحين حتى حين، وسرعان ما تتموضع على شجرتها، حين تتحرّر من قبضاتنا الحميمة، كل ذلك لأنّ لحظة فرّت من بين أيدينا، وتحولت إلى تاريخ، أو إلى حكاية.
نزار حسين راشد
فوق مجرى الحدث اليومي، فتفضُّ الإشتباك مع شؤون حياتك برشاقة نسلِ شعرة من قرص عجين.
أن تلتقي عيناك بعيني فتاة في مقهى، وتجد نفسك مشدوداً لحضورها، وقد تجد نفسك فجأة مستسلماً لتيار الغواية، ويقترن الحمل والميلاد في آنٍ من عمر الزمان وتخرج من باب المقهى متأبّطاً قدرك، وقد يتلاشى المشهد تحت بصرك وتخرج متأبّطاً حلمك، وقد تنشأ العلاقة خطوة،ً خطوة، عبر ترددك اليومي المثابر على المقهى ذاته، وينقلب التودّد بينك وبين النادلة إلى عاطفة ثم حب، ومن هناك تولد الحكاية.
الحبُّ حدثٌ غير مشروط، فقد وجدتها تتسرّب إلى داخلي، دفقة دفقة، مثل ماء العِد، وعبر احتكاك يومي عابر، ظللنا نستمهله حتى تطوّر إلى جلساتٍ طويلة، نتحدّث فيها عن كل شيء، ونخوض خلالها في كل شيء.
ولكنّك حين تنظر عبر الزمن،بعد أن يحملك موحه بعيداً، تتلون الأشياء بانكسارات المسافة ويتفرق الشعاع إلى قوس قزح منتشراً في سماءٍ سعيدة،أو رُبّما موشّحةٍ بالكآبة.
شيءٌ واحدٌ لا يتغيّر، إنه وجه الثبات، ذاك الذي لا تُقرأ ملامحه إلا بصورةٍ واحدة، مهما اتسعت فواصل الزمن.
هكذا تكتسب الحكاية قداستها، حين تتحول إلى ذكرى، وهكذا تتربع مبجّلة على رفوف التكريم، متقلبة في طقوس القداسة، كحرمة مصونة من خيانة الإنتهاك.
لقد تاهت بنا شعاب الحياة، وضلّت خطواتنا في غابتها الشاسعة، ولا نزال ممسكين بطرف الحبل، دون أن نتبين القبضة التي تمسك نهايته البعيدة!
وهكذا ننتهي مرتهنين للصدف، وإلى مواقيت وقوعها.
نجتمع ونفترق حسب قراراتها الخارقةولمنطق الحسابات، وسرعان ما نهرول مبتعدين، فللصدف إغواءاتها، وإرغاماتها، فنحن لن نلوي أغصان الزمن وإن تعلّقنا بها متأرجحين حتى حين، وسرعان ما تتموضع على شجرتها، حين تتحرّر من قبضاتنا الحميمة، كل ذلك لأنّ لحظة فرّت من بين أيدينا، وتحولت إلى تاريخ، أو إلى حكاية.
نزار حسين راشد