لما أخلي سبيلي توجهت الى مقهى الكتبية، طالعت بعض الصحف، واستمتعت بسماع أغاني أم كلثوم . كان النادل كعادته يوزع الطلبات في انحناءة وابتسامة معهودين. شربت فنجان القهوة ودخنت بضع سجاير ثم انصرفت الى المنزل على بعد خطوات. فوجيء ابراهيم الذي كان مستلقيا على السرير بعودتي . قام وضمني الى صدره بقوة ثم طبطب على كتفي ، وعاد ليتمدد على السرير، محملقا في السقف دون أن يقول شيئا، كنت واياه نتقاسم الايجار الشهري... 8 آلاف فرنك ، وكل واحد يهييء طعامه بمفرده لاختلاف تدبيرنا اليومي. كان ابراهيم يكبرني بسنوات ، واشتغل معلما قبل النجاح في البكالوريا والالتحاق بالكلية . من الغريب أنه كان ممزاحاوحاسما في ابداء الرأي في الأمور الاعتيادية بيدأنه كان عزوفا عن الحديث في الشأن العام أو أمور الحزب زغم انتسابه اليه، ربما كونه ينوء تحت عبء التكفل بوالدته واخوته بسبب الوجوم المرسوم على محياه. لم يكن يعبأ بالنساء أو تناول الخمر اسوة بطلاب انفلتوا من أسر الرقابة الصارمة لأسرهم وانطلقوا كالعصافير في حومان فوضوي .
ذات ليل استيقظ ابراهيم مذعورا، أوقد المصباح ثم وضع سبابته على فمه آمرا وهو يصدر الصوت/ شششش/ وعيناه مفتوحتان على سعتهما . لم يكن ما أيقظه فزعا الا تساقط قطرات الماء من صنبور الحنفية غير المحكم الاغلاق . ولد لديه الاعتقال هلعامن ملاحقة متوهمة ، وبات متوجسا من أي كان . لم يمر على هذا الاستيقاظ الا أيام حتى باغتني ونحن نسير في شارع قريب من سكنانا ذي الانارة الشاحبة بالتوقف ، لم يكن ما أوقفه الا ظل شجرة ممدود على الجادة . غدا مرتابا ، ينآى بالتدريج عن الأصدقاء، وخفت اقامته في المنزل الى أن فاتحني برغبته في
الرحيل دون ابداء سبب .لاأعلم ما تعرض له أثناء الاعتقال ، وربما كان منزعجا من مقايضة مع الشرطة، لم يسمح وفاؤه الانساني بالآمتثال الى شروطها... امتنع عن التواصل، ومال الى مجالسة لاعبي ا ورق في مقهى شعبي بساحة الأطلس مؤملا أن يصرف الانتباه عنه . خلف المرتحل في مقاسمتي السكن عبد الله وهو شاب وسيم ، وكده مطاردة الفتيات الشاردات الى أن رسى على امرأة في مقتبل العمر ذات ميل الى المغامرة خلسة عن زوجها. أبدت السيدة ودا عميقا نحو عبد الله. لم تبخل عليه بقمصان ، وربطات عنق، وقوارير عطر، ولا تخطيء العين سعادتها الغامرة باللحظات المختلسة . كانت تتفتح وتعبق خارج عش الزوجية كزهرة الكاميليا . هذاالطالب هو من أفتى باحراق منشوراتي، وقد فعل ذلك وفاء للصداقة بتفادي ما يمكن أن يصيبني من مكروه، وكنت سعيدا بما فعله ابن حينا النبيل.
كان عبد الله غير ذي اهتمام بأي شيء الا الدراسة واقتناص لحظات التذاذ، يؤثثها بترديد أغاني عبد الوهاب. لم يؤثر الاعتقال على توازني بل استمررت في مراسلة الجريدة، والقيام بعملي الحزبي مع الحذر من الاأقع في شرك الشرطة ... فالرجل ذو القداحة ، كان يتعمد استفزازي بالاتيان الى المقهى ، وتعمد البروز أمامي بل أشار الى مرة بأن التحق به، و هو يطل من باب خلفي للمقهي . كنت صحبة مجموعة من الطلاب فراوغته وانسحبت لكن ضبطي للضابط الرحيم ،ليلا، وهوخلف باب المنزل، وتعمده ا لاستبضاع من الدكان المجاور لسكني جعلني أتجنب السير بمفردي أو المكوث طويلا ليلا خارج المنزل . لقد كنت داخل دائرة التصويب، وكنت على بينة من المراد من ذلك كما وضح لي لاحقا.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=519916764846056&id=100004832104945
ذات ليل استيقظ ابراهيم مذعورا، أوقد المصباح ثم وضع سبابته على فمه آمرا وهو يصدر الصوت/ شششش/ وعيناه مفتوحتان على سعتهما . لم يكن ما أيقظه فزعا الا تساقط قطرات الماء من صنبور الحنفية غير المحكم الاغلاق . ولد لديه الاعتقال هلعامن ملاحقة متوهمة ، وبات متوجسا من أي كان . لم يمر على هذا الاستيقاظ الا أيام حتى باغتني ونحن نسير في شارع قريب من سكنانا ذي الانارة الشاحبة بالتوقف ، لم يكن ما أوقفه الا ظل شجرة ممدود على الجادة . غدا مرتابا ، ينآى بالتدريج عن الأصدقاء، وخفت اقامته في المنزل الى أن فاتحني برغبته في
الرحيل دون ابداء سبب .لاأعلم ما تعرض له أثناء الاعتقال ، وربما كان منزعجا من مقايضة مع الشرطة، لم يسمح وفاؤه الانساني بالآمتثال الى شروطها... امتنع عن التواصل، ومال الى مجالسة لاعبي ا ورق في مقهى شعبي بساحة الأطلس مؤملا أن يصرف الانتباه عنه . خلف المرتحل في مقاسمتي السكن عبد الله وهو شاب وسيم ، وكده مطاردة الفتيات الشاردات الى أن رسى على امرأة في مقتبل العمر ذات ميل الى المغامرة خلسة عن زوجها. أبدت السيدة ودا عميقا نحو عبد الله. لم تبخل عليه بقمصان ، وربطات عنق، وقوارير عطر، ولا تخطيء العين سعادتها الغامرة باللحظات المختلسة . كانت تتفتح وتعبق خارج عش الزوجية كزهرة الكاميليا . هذاالطالب هو من أفتى باحراق منشوراتي، وقد فعل ذلك وفاء للصداقة بتفادي ما يمكن أن يصيبني من مكروه، وكنت سعيدا بما فعله ابن حينا النبيل.
كان عبد الله غير ذي اهتمام بأي شيء الا الدراسة واقتناص لحظات التذاذ، يؤثثها بترديد أغاني عبد الوهاب. لم يؤثر الاعتقال على توازني بل استمررت في مراسلة الجريدة، والقيام بعملي الحزبي مع الحذر من الاأقع في شرك الشرطة ... فالرجل ذو القداحة ، كان يتعمد استفزازي بالاتيان الى المقهى ، وتعمد البروز أمامي بل أشار الى مرة بأن التحق به، و هو يطل من باب خلفي للمقهي . كنت صحبة مجموعة من الطلاب فراوغته وانسحبت لكن ضبطي للضابط الرحيم ،ليلا، وهوخلف باب المنزل، وتعمده ا لاستبضاع من الدكان المجاور لسكني جعلني أتجنب السير بمفردي أو المكوث طويلا ليلا خارج المنزل . لقد كنت داخل دائرة التصويب، وكنت على بينة من المراد من ذلك كما وضح لي لاحقا.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=519916764846056&id=100004832104945