أحمد القطيب - اَلْفَقيرُ.. شعر

أَسَفي على حَظّ الفقيـــــــــــــــــــــرِ وَعيْشِــــــهِ = منْ ذا يَرِقُّ لهُ ومن يُعْطيــــــــــهِ ؟
تَتَهكّمُ الْأحْزانُ مِــــــــــــــــــــــنْ نَظَراتـــــــــــــــــــهِ = وَمَشاعرُ الْبُؤْسِ الذي هُوَ فيـهِ
يَمْشي بِخَطْوٍ واهِـــــــــــــــــــــنٍ مُتَعَثّـــــــــــــــــــــرٍ = لا غايَةٌ تُمْشيهِ أوْ تُثْنيـــــــــــــــــــــــهِ (1)
حَيْرانَ يَخْتَلِـــــجُ الْمذَلّــــــــــــــــــــــــــــةَ لا يَـــــــــرى = أمَــلاً يلوحُ بِخافِقيْـــــــهِ يَليـــــــــــــــهِ
ويَعودُ مِنْ سَعْــــــــــــــــــــــيِ الْحياةِ مُبَعْثَــــراً = صِفـْـرَ الْيَدَيْنِ وَلا نَوالَ يَقيــــــــــــهِ (2)
يَرْنو إلى طِفْـــــــــــــــــــلٍ تهَلَّلَ وجْهُــــــــــــــــــــــهُ = ضَحِكَتْ علَيْهِ وُعودُهُ تُبْكيـــــــــــــهِ
خانَتْــــــــــــــــــهُ أَحْلامُ الصِّبا ،وَتَبَخَّــــــــــــــــــرَتْ = فَالْفَقْـــرُ يَكْذِبُ وَعْدَهُ يُلْغيـــــــــــــهِ
مَرْحى أَبي..يلْغو الصّبِـــــــــــــــــيُّ ومـا دَرى = وقْعَ الْكلامِ عَلى فُؤادِ أَبيـــــــــــــــــهِ
حمَلَ الصَّبِيَّ إلَيْـــــــــــــهِ يَلْثِــمُ خَــــــــــــــــــــــــدَّهُ = والْقَلْبُ مُعْتَصَرٌ بما يُدْميــــــــــــــــهِ
عُذْراً بُنَيَّ فما اشْتَرَيْتُ سِوى الْأَســــــى = بَيْعُ الْأَسى بَخْسٌ لِمَنْ يَشْريــــهِ (3)
عُذْراً بُنَـــــــــــيَّ فإنَّ دُنْيانا لظــــــــــــــــــــــــــــــــــىً = والسّوقُ كَشَّرَ نابَـــهُ يُبْديــــــــــــــــــهِ
لكِــــــــــــــــــــــــــنَّ رَبّـــــــكَ يا بُنَــــــــــــــــــــيَّ لَعادِلٌ = قَسَمَ الْحُظوظَ َبِحِكْمَةٍ تُرْضيـــهِ
رِزْقـــــي وَرِزْقُـــكَ.. إِنّما نُهِــــــــــــــــــبا لَنــــــــــا = في الْأَرْضِ بالتَّدْليسِ والتَّمْويهِ
خُلِقَ الْفَقيرُ بِرِزْقِـــــهِ وَقضائِــــــــــــــــــــــــــــــــهِ = وتَطاوَلَتْ أَيْدٍ لِكَيْ تَفْريـــــــــــــــــــــــهِ
ظُلْـــــمُ الْعِبادِ أَخَلَّ بالْقِسْـــــــطِ الّــــــذي = يُغْني الْعِبادَ ، وحالُنا يُسْميـــــــــــهِ
جُعْ يابُنَيَّ ولا تَمُــــــــــــــــــــــدَّ يَـــــــــــــــــدَ الْأذى = شَرَفُ الْفتى أَحْلى غِنىً يُغْنيــــــــهِ
والْبَسْ لِباسَ الْحَمْدِ مِنْ حُلَلِ الرّضى = واعْقِدْ عَلَيْهِ قَناعَةً تُحْليــــــــــــــــــــــــهِ
فَغِناكَ في لُقَـــمِ الْحلالِ على الطّـــوى = إِنَّ الْحَرامَ مُتَبّـــــلٌ لِسَفيــــــــــــــــــــــهِ


○◇○

يَزْكو الْغَنِيُّ إذا تصَدَّقَ مالـُـــــــــــــــــــــــــــــهُ = والْأَقْرَبونَ أَحَقُّ بالتَّرْفيـــــــــــــــــــــــــــهِ (4)
إنَّ الْحُنُوَّ عُروقُـــــــــــــــــــــهُ مَوْصولَـــــــــــةٌ = بالْكَفِّ ؛يَبْدو دِرْهَمــــاً تُعْطيــــــــــــــــهِ
فانْظُـــــرْ إلى جارٍ بِقُرْبِكَ فَاعْطِــــــــــــــــهِ = لَبِسَ التَّعَفُّفَ والْكَفافَ لِفيــــــــــهِ
حَفِظَ الْكَرامَةَ لَمْ يُرِقْها ساعَــــــــــــــــــةً = ذُلُّ السُّؤالِ،فَلُقْمَــــــةٌ تَكْفيـــــــــــــــــهِ

(بحر الكامل مقطوع الضرب)


أحمد القطيب 21/04/2019

-------------------------------------------

  • 1/ لاغايَةٌ : لا هنا حجازيّة.
  • 2/ لا نوالَ: لا هنا نافية للجنس.
  • 3/ يَشْريه: يبيعه.
  • 4/ رفّهَ عن أهله ترفيها :نَعّمهم وأراحهم ونفّس عنهم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...