فتحي مهذب - زئير العنكبوت.. شعر

شكرا أيتها الآلهة..
على ثعبان اللاوعي الذي رميته في
قارب الجسد..
على هذه السمكة الخطيرة..
السمكة المسحورة..
ذات الغلاصم الهلامية..
التي تسمى روحا..
التي تنام تحت جناحك الفضي
في الليل..
تنصت لايقاع مياهك الكريستالية..
تهبط مسرعة مثل نيزك عند الساعات الأولى من قيامة الجسد..
أيتها الآلهة..
على سكة ظهري قطار مليء برواد الفضاء..
يقذفون نظرية هشة من النوافذ..
يمدحون كوكبا جديدا سيغير مجرى الأرض..
في أعلى شرفة رأسي قناص..
يبيع دموعي للملائكة..
يرعى قطيع غيمات من الأفكار..
تطير آخر الليل الى جبل الميتافيزيق..
شكرا أيتها الآلهة
على استقبال أرواح الشعراء في الهاوية الأبدية..
شكرا أيتها الحتميات البائسة
على فصاحة الغراب فوق شجرة المخيلة..
شكرا أيها النوم..
لأنك تمنحني مروحية أباتشي
لأطارد حيتانا زرقاء مسلحة..
أمام دار الأوبرا..
لأخفي حصانا جريحا هاربا من ضباب صيارفة..
لأرفع ذكرياتي الضريرة الى الله..
شكرا أيتها الشجرة التي ماتت في سبيل عصافير الدوري..
التي بكاها المسيح في مغارة مشمسة..
التي منحتني فواكه جيدة أيام المنفى..
التي منحتني نقودا نادرة لأواجه
هنودا حمرا يشعلون نارا زرقاء
في أنحائي..
شكرا أيها الوراء الذي يتقدم مثل هيكل عظمي..
أيها الوراء المتخم بالحطابين والفؤوس ..
شكرا أيها الآخرون
الذين اختلسوا قمح مخيلتي ..
وأقاموا طويلا بين مفاصل كلماتي..
شكرا أيها الظاهر المليء بالماس والرماد..
شكرا أيها الثعلب الميتافيزيقي
سارق تفاحة الحواس ..
شكرا أيها العنكبوت
الذي يملأ سقف البيت بزئير المتناقضات ..
شكرا أيها الكرسي..
الذي يفكر باستمرار في هشاشة الغابة..
الذي سقط خاتمه في الينبوع
وضحكته الحزينة في جرن السهو .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...