قبلَ قبلةِ الصّباح، يمسحُ بأصابعهِ على شفتيَّ المُغمضتيْن
يقولُ: صوتُك صغيرٌ بحجمِ منديل
ثم يلقي به من النافذة.
من النافذة، أسمعُ أغنيةً ساخرةً تقول:
" صوتُها، خلف ثقب البابِ، عوْرة"
فأتعرّى،
وأقولُ، بعظمةِ لساني، شعرًا بريًّا
يأتي على شكل صيْحاتِ،
فيرفعُ المارّون تحت نافذتي أعناقهم.
أتقدّمُ الآن في السنّ، فيطولُ لساني،
أقرضُه كلّما تكلّمتُ،
آكلُ السينَ والرّاء معا، فتخرجُ كلماتي كسمكاتٍ بلا ذيل،
أُغلقُ عليها فمي، وأبلعُ السمكةَ وذيلها.
مساءً، تمرُّ ببيْتي نسوةٌ بألسنةٍ قصيرةٍ
يمسحْن بأصابعهنَّ الطويلةِ على دفّتيْ نافذتي المُغمضتيْن
ويهمسْن:
مَن يُسكتُ امرأةً حرّةً
أربعون عامًا، بشوْكةٍ في حلقها
وتُغنّي.
سامية ساسي
يقولُ: صوتُك صغيرٌ بحجمِ منديل
ثم يلقي به من النافذة.
من النافذة، أسمعُ أغنيةً ساخرةً تقول:
" صوتُها، خلف ثقب البابِ، عوْرة"
فأتعرّى،
وأقولُ، بعظمةِ لساني، شعرًا بريًّا
يأتي على شكل صيْحاتِ،
فيرفعُ المارّون تحت نافذتي أعناقهم.
أتقدّمُ الآن في السنّ، فيطولُ لساني،
أقرضُه كلّما تكلّمتُ،
آكلُ السينَ والرّاء معا، فتخرجُ كلماتي كسمكاتٍ بلا ذيل،
أُغلقُ عليها فمي، وأبلعُ السمكةَ وذيلها.
مساءً، تمرُّ ببيْتي نسوةٌ بألسنةٍ قصيرةٍ
يمسحْن بأصابعهنَّ الطويلةِ على دفّتيْ نافذتي المُغمضتيْن
ويهمسْن:
مَن يُسكتُ امرأةً حرّةً
أربعون عامًا، بشوْكةٍ في حلقها
وتُغنّي.
سامية ساسي