إلى/ صديقي الشفيف جداً أدامس مرة أخرى في متاهةِ
مشافهتي التي لا تخلو مِن لعانة بالطبع!
الآن ، أكثر ما يحزنني مِن أي وقت مضى ، هو محاولات الإنسان الحثيثة مِن أجل قتل الله ، وتنصيب نفسه محله ، ليغدو نصف إله ، أو حتى إلهاً كاملاً ، لا يهم ذلك ، فهو لا يفيد بشيء في النهاية!
بل مِن المؤكد - أن تألهة الإنسان - يفتح باب آخر أكثر إتساعاً ووحشةً ، لحرب آلهة قادمة ، لا محالة، ستنسف كل شيء : الحياة ، البشر والشجر ، تدمر الحضارة والإنسان معاً ، ولا يبقى سوى رماد لا طائل منه!
ما يجب أن نقلق بشأنه الآن ، هو كيفية إنقاذ هذا الإنسان المحتضر ، وهذه الحضارة المحتضرة والتي على سرير الإنعاش أيضاً!
وهذا الإنقاذ يبدأ ، إنطلاقاً مِن التخلي عن فكرة موت الله أو قتله ( هي فكرة لا تخلو مِن طفولة بالطبع ) ، لنحلّ محله ، نحن معشر الإنسان ، أي الآلهة الجدد ، وتباعاً ، الوصول إلى رؤى كونية شاملة عن الإنسان والحضارة ، متجازوين لكل الأطر الضيقة التي حُشر فيها الإنسان والحضارة ، منذ القِدمِ وإلى الآن .
ألوهية الجميع ، لا تقود سوى إلى حرب الآلهة ، إلى حرب الكل ضد الكل ، إلى حربٍ عبثيٍّ حبّاً للهدم والخراب ، لا البناء والتعمير .
مِن المؤكد أن هذه الحضارة التي نعيش الآن تحت ظلها ، قد استنفدت كل قِواها وديناميتها مِن أجل الإستمرار والتقدم والإرتقاء نحو الأفضل .
هي الآن - أي الحضارة - بمثابة سيارة خردة ، لا تصدر سوى الهدر ودخانٌ كثيفٌ تعيق التنفس ،
إنها على وشك أن تفقد القدرة على الحركة قيد أنملة .
لذا إنطلاقاً مِن حقيقة إنحطاطها ، ونفاد قدرتها على السير والتقدم ، وجب علينا ، إجتراح حضارة جديدة ، بخلق إنسان جديد ، جديد في قيمه ، وجوهره ، ومُثله العُليا ، وتصوّره للحياة والآخر والكون والعالم .
ليس صحيحاً ما يقال ، أن المُثل العُليا ، وكذا العقائد ، تظل قوية ، فعّالة وصالحة في كل الأزمان والظروف ، بمنأى عن التقادم والذبول ، لا ليس كذلك مطلقاً .
مِن البداهةِ ؛ أن كل شيء يفقد قيمته ، وتباعاً تأثيره ، بالتكرار والإستعمال المستمر له ، اللوكان المستمر يُفقد الأشياء طعمها وجاذبيتها أيضاً .
فمحاولة قتل/موت الله ، ما هي إلا تعبيراً ساطِعاً عن فقدان المُثل العُليا لقيمتها ، مفعولها وتأثيرها على البشر .
الدين أيضاً - وهذا مؤكد - قد فقد مفعوله وتأثيره على الإنسان ، رغم تزايد عدد المؤمنين في كل بقاع العالم ، مِن شرقها إلى غربها ، ومِن شمالها إلى جنوبها ؛
رغم ال" كم " مليون مؤمن في العالم ، إلا أن العالم الآن ، أكثر مِن أي وقت مضى ، على حافةِ الهاوية ، ذلك لأنهم لا يجيدون غير الحقد والتعصب والكراهية ، الأمر الذي يجعلهم وقوداً للحرب القادمة ، الحرب التي ستدمر - دون الحيلولة عن وقوعها - العالم والحياة ، وتجعل الوجود في خبر كان!!
ما يؤسفني ويحزنني في آن ، في هذا العصر بالتحديد ، هو أننا أصبحنا عبيد للقيم والمُثل من جهة ،
ولليأس مِن جهة أخرى .
فأن نكون عبيداً للقيم ، هو ليس أقل خطورة مِن أن نكون عبيداً لليأس . كلاهما مضرة للحياة .
بينما لو أردتم المشافهة ، فعبودية القيم هي سبب بؤسنا الآن ، هي مقصلتنا التي نمنحها رقابنا عن طيب خاطر ، بوعي أو بدونه ، لا فرق .
هذه العبودية القيمية ، هي ما تجعلنا ندخل في حرب أنصاف الآلهة ، بحجة الدفاع عن القيم والمُثل العُليا .
هذه العبودية ، هي بلا شك ، وقود للحرب القادمة ،
الحرب التي نقبر في رمادها إلى الأبد ،
لستُ أريد ذلك ، ولكن لو حدثت فلا بأس ، فهي لم تكن أكثر مِن نهاية سيئة ، وما أكثر البدايات السيئة!!
28/11/2019
عبدالوهاب محمد يوسف
مشافهتي التي لا تخلو مِن لعانة بالطبع!
الآن ، أكثر ما يحزنني مِن أي وقت مضى ، هو محاولات الإنسان الحثيثة مِن أجل قتل الله ، وتنصيب نفسه محله ، ليغدو نصف إله ، أو حتى إلهاً كاملاً ، لا يهم ذلك ، فهو لا يفيد بشيء في النهاية!
بل مِن المؤكد - أن تألهة الإنسان - يفتح باب آخر أكثر إتساعاً ووحشةً ، لحرب آلهة قادمة ، لا محالة، ستنسف كل شيء : الحياة ، البشر والشجر ، تدمر الحضارة والإنسان معاً ، ولا يبقى سوى رماد لا طائل منه!
ما يجب أن نقلق بشأنه الآن ، هو كيفية إنقاذ هذا الإنسان المحتضر ، وهذه الحضارة المحتضرة والتي على سرير الإنعاش أيضاً!
وهذا الإنقاذ يبدأ ، إنطلاقاً مِن التخلي عن فكرة موت الله أو قتله ( هي فكرة لا تخلو مِن طفولة بالطبع ) ، لنحلّ محله ، نحن معشر الإنسان ، أي الآلهة الجدد ، وتباعاً ، الوصول إلى رؤى كونية شاملة عن الإنسان والحضارة ، متجازوين لكل الأطر الضيقة التي حُشر فيها الإنسان والحضارة ، منذ القِدمِ وإلى الآن .
ألوهية الجميع ، لا تقود سوى إلى حرب الآلهة ، إلى حرب الكل ضد الكل ، إلى حربٍ عبثيٍّ حبّاً للهدم والخراب ، لا البناء والتعمير .
مِن المؤكد أن هذه الحضارة التي نعيش الآن تحت ظلها ، قد استنفدت كل قِواها وديناميتها مِن أجل الإستمرار والتقدم والإرتقاء نحو الأفضل .
هي الآن - أي الحضارة - بمثابة سيارة خردة ، لا تصدر سوى الهدر ودخانٌ كثيفٌ تعيق التنفس ،
إنها على وشك أن تفقد القدرة على الحركة قيد أنملة .
لذا إنطلاقاً مِن حقيقة إنحطاطها ، ونفاد قدرتها على السير والتقدم ، وجب علينا ، إجتراح حضارة جديدة ، بخلق إنسان جديد ، جديد في قيمه ، وجوهره ، ومُثله العُليا ، وتصوّره للحياة والآخر والكون والعالم .
ليس صحيحاً ما يقال ، أن المُثل العُليا ، وكذا العقائد ، تظل قوية ، فعّالة وصالحة في كل الأزمان والظروف ، بمنأى عن التقادم والذبول ، لا ليس كذلك مطلقاً .
مِن البداهةِ ؛ أن كل شيء يفقد قيمته ، وتباعاً تأثيره ، بالتكرار والإستعمال المستمر له ، اللوكان المستمر يُفقد الأشياء طعمها وجاذبيتها أيضاً .
فمحاولة قتل/موت الله ، ما هي إلا تعبيراً ساطِعاً عن فقدان المُثل العُليا لقيمتها ، مفعولها وتأثيرها على البشر .
الدين أيضاً - وهذا مؤكد - قد فقد مفعوله وتأثيره على الإنسان ، رغم تزايد عدد المؤمنين في كل بقاع العالم ، مِن شرقها إلى غربها ، ومِن شمالها إلى جنوبها ؛
رغم ال" كم " مليون مؤمن في العالم ، إلا أن العالم الآن ، أكثر مِن أي وقت مضى ، على حافةِ الهاوية ، ذلك لأنهم لا يجيدون غير الحقد والتعصب والكراهية ، الأمر الذي يجعلهم وقوداً للحرب القادمة ، الحرب التي ستدمر - دون الحيلولة عن وقوعها - العالم والحياة ، وتجعل الوجود في خبر كان!!
ما يؤسفني ويحزنني في آن ، في هذا العصر بالتحديد ، هو أننا أصبحنا عبيد للقيم والمُثل من جهة ،
ولليأس مِن جهة أخرى .
فأن نكون عبيداً للقيم ، هو ليس أقل خطورة مِن أن نكون عبيداً لليأس . كلاهما مضرة للحياة .
بينما لو أردتم المشافهة ، فعبودية القيم هي سبب بؤسنا الآن ، هي مقصلتنا التي نمنحها رقابنا عن طيب خاطر ، بوعي أو بدونه ، لا فرق .
هذه العبودية القيمية ، هي ما تجعلنا ندخل في حرب أنصاف الآلهة ، بحجة الدفاع عن القيم والمُثل العُليا .
هذه العبودية ، هي بلا شك ، وقود للحرب القادمة ،
الحرب التي نقبر في رمادها إلى الأبد ،
لستُ أريد ذلك ، ولكن لو حدثت فلا بأس ، فهي لم تكن أكثر مِن نهاية سيئة ، وما أكثر البدايات السيئة!!
28/11/2019
عبدالوهاب محمد يوسف