مروى بديدة - وضعت يدك فوق يدي..

وضعت يدك فوق يدي
بعد أن وقعنا كلانا على الطلاق
تركت يدي تحت يدك و لم أسحبها
مثلما تركت عمري بأكمله تحت عمرك
مثلما تركت حياتي بأكملها تحت حياتك
لا تقسيم يراودني غير الفوق و التحت ...
تركت لك يدي فضولا مني ليحصل المزيد
لكنك لا تجيد الإعتذار و الرجوع ...
كانت سهلة جدا مثل هذه النهايات الحاسمة
تعلمت معك كيف أنام على بطني
كيف أعد وجبات مملة و مكلفة
كيف أكشف الأكاذيب
كيف يكون المرء في قفص كعصفور
و يذبح و يبيت في الفرن
أخبرتك بكل هذا و نظري مرشوق في يديك
نهضت وسبقتك إلى الباب
لحقت مهرولا مدققا في عيني
لكنك لم تجد دمعا هذه المرة
سحبتني من كتفي تقول:
أيبدو لك سهلا إلى هذا الحد
لم أجب و واصلت السير أتكسر مع الخطى
أردد في نفسي ..
ليس سهلا لكنه جيد
ليس سهلا لكنه مفيد
صرت أبحث في حياتي عن الجيد و المفيد
يأتي دوما أحدهم ليغيرنا بطريقة أليمة
طريقة نفضل فيها الهدوء على الحب
نفضل فيها أن ننام وحدنا بسلام
على أن ننام بين ذراعين قد يفتلان لنا الحبل غدا
غادرنا إلى الشارع و كنت تلاحقني بسرعة من يعدو وراء فريسة
لم أر حبا في المشهد
كنت خائفة إلى ذاك الحد
أن تلتهم ما تبقى مني من قوة
إنتظرت إلى أن يلامس صدرك كتفي
و لم أشعر بحميمية مقلقة كالتي شعرت بها حين كنا نتضاجع...
حميمية دافئة و رائحتها غريبة
كأننا تماسيح خضراء في بحيرة رمادية
فرحت لأنني لم أعد أشعر بشيء
سوى رغبة بأن ألتفت و أواجهك ...
ألصقت صدرك إلى كتفي
فالتفت إليك و عيناي واسعتان تبرقان بحماس
قلت لك مرة أخيرة
لقد كان خطأ فادحا و أصلحته قبل فوات الأوان
لقد كانت إساءة لي و أنا أعتذر لنفسي
لقد كنت عبئا و أنا أزحته من على هيكلي
ثم جريت و إختفيت عن ناظرك
و إلى الآن أختفي و أعيش
كان حبا مشوها أصابني بحمى و آلام
و ها أنا تداويت و إنخفضت حرارتي
و كل يوم أزيل ضمادة و أدهن الآثار الوردية
الشيء الذي يترك آثارا وردية
غالبا يكون ندبة
و أنا الآن أعالجك كندبة
و قد أضع مكانها وشما جميلا
عصفور خارج القفص
شجرة وحيدة في حديقة نائية
سحابة معلقة في السماء و لها وجه و أصابع
سأكبر و أنا أنجز فراقنا كعمل فني...



مروى بديدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...