محيي الدين محجوب - السماء لا تنظر إلى أسفل.. شعر

كلما التجأت إلى قلبي
تصدني غفلة.

.

كلما أخلو إلى موسيقى
غبطة
تفيض في وحشتي
تبذر بهذا البياض
الكآبة.

.

كلما افترضت لوقتي
سماء
تاهت جنود أحلامي
في لجة ضريرة.

.

كلما أردم عتبات
الضلال
تنهض الآلام من نومها.

.

كلما أفتح للروح
شرفة
لأهش ذباب الهذيان
يعفِّـرني الجمر.

.

أهذه روحي تغلي
أم.......؟

.

ليس في قلبي مضغة
كذب
ما كنت لأصحو وحدي
من ماء جليل
لولا أن افترستني
أشداق عتمة.

.

لي أمل
مثل جرح
حين تضج غرفتي النازفة
يخفي وراءه فوضى الصهيل
حمى الفراغ
حشرجة الخطيئة
ويثقب العاصفة.

.

لي الريح تاريخ لهاث
ما كنت عرفت
كيف يخب الهواء
في شهوة
كأن الهواء صورتها.

.

لي جسد
بنى شهوته
على سفوح الفضيحة.

.

لي الردى قرير
مختبئا تحت خجلي
يعاندني..
ويهب إلى الوقت
خراجي.

.

لم تعد لي أصابع
تذرف الأنين
ويدي لم تعد تميِّـزني
غادرت ملكها
وما أنشأته من مكائد.

.

صرت شيئا
يفضح عورة أسراره
انكفأت على هيأة خائبة
عيناي خطيئتان
يجحظ الظلام فيهما
لا شيء في ظلامي
يرفع عقيرة الحداد

.

سوف أغزل
في حشاشة النبع
حيلي.

.

تلك امرأة بزغت في سكري
مزقت بهجتها
يناوشها الضيق

.

امرأة في لحمي
رسولة بوحي
تحرسني كإلاهة عاشقة
تعبر محنة الخيال
وترسم نرجسة روحي
امرأة ذئبة
عواؤها الاشتعال.

.

كأنها بقعة ضوء
تعرف ما استبد بغيومي
تحملني في عينيها
طير احتمال.

.

لي ريبة في السرير
ووجع
كلما نسيته خَـبَـتْ زنبقتي.

.

هذه الخيبة لي
ولي عظة في الحضيضِ
وليس لي رضاب الصباح.

.

لي لغة مشرئبة
لو أن لي شكيمتها
لأستويت
عرشي واحة السكر
أصدقائي خيمة
وخبز أيام عجاف
تشبثتُ بهم..
حتى أفاق في القتيل.

.

لو أن لي روحي
ما جمحت فرس الذهول
لماذا فريضة الطين
تجبلني على المروق؟
ما عدت قادرا
على معصية بوحي
حررني يا فمي.

.

دفقي ما عاد ساكتا
ما عاد يتقي الشبهات
أو يصغي لهواجس الترقب

.

أكلما قايضتني الدهشة
انبرت في القلب
غفلة

.

هذه المشكاة حزنها ينوس
أفكر الآن في خيبة جديدة
ترمم أزري
فالسماء لا تكترث بغيومها
ولا تنظر أسفل القدم.


محيي الدين محجوب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...