جلسنا على قارعة لقاء
كان الزمن خطيا يجري
وكنا من سلالة القمر
ندور حولنا
نغيب ونظهر
هنا وهناك؛
حيث تاريخ البدايات يعرض أحداثه
كبائع جائع للرغيف
كصانع أوهام.
جلسنا؛
لم نتفق على شيء
ما سنقوله،
ما سنفعله،
ما يحق لنا أن ننشره على حبل الكلام.
كيف سنصوغ غدنا
نرتب الماضي في صُررنا
نعرض حاضرنا في كفينا.
فقط
كان الواحد منا ينظر إلى الآخر
كانت نظرته أكثر عمقا وذبولا
تَرى ما ذهب سُدى في معطف الدخان
وفي الوعود
نظرتي كانت أكثر دهشة وحيرة
تَرى ما هو آت به الدمار في لغة الحروب.
قلت له:
لم أجئ لآخذ ظلك
ولا ريش النسور فوق رأسك
فقط جئت لأسألك عني
في البراري التي كانت تحت رجلي
في حليب الغزلان التي أكلت عشبي
في بسمة السناجب
في أعراس الدببة
في الوشم على جسد الطواطم
لم أجئ لأملأ نبالك بارودا
ولا لأسقي تربتك بالدماء
أنا وأنت شبيهان في الضياع والتيه
فاجأنا هذا الزمن الحديدي
في المضاجع
تسرب إلى يومنا
كما تتسرب الشياطين إلى النفوس المؤمنة
فبماذا آمنا وهذه الثلوج ترتجف بردا
هذه الأشجار تختفي في الخريف
تتعرى كجرو يلفظه رحم أمه
فينبح.
كالأذان في أذن الجاموس
جاءتك السفن محملة بما تجهل
بالمدن الغاصة
بالشوارع والمرضى
بالمتسكعين في الليل والنهار.
جاءتك القطارات
تصرخ في الهواء وفي الماء
تدوس على خطو النساء
الخطو الذي يقود الصبايا إلى السماء
لينسجن من الغيم ثيابا للعرائس
يزيِّن محيا الشمس ببسمة العذارى
يُعلِّمن القمر دعاء الضياء
في ظلمة القدر.
يا شبيهي في الضحك على الدخان!
كيف حال القبائل التي تتوسد المحال؟
تلك التي تصنع من اللاشيء
حكمة للآلهة الفقيرة
الآلهة التي تتسول
في حقول الذرة والشعير،
ترتدي المطر
تكلم الحجر
تعبد صوت الرعود في قرون البقر.
هل لازالت الصباحات تركب صهوة الخيول
وديعة كفرو الأرانب؟
تسير إلى أقواس قزح
كي تجني أسرار السماء
تحرث في مبسم الريح الخبر
في رقص الدخان كلام الموتى
ونبوءة التراب.
أنا البدوي الذي يعشق السراب
يتيه في جسد الرمال
يعانق الصدى في غياب الظلال
يتبع النجوم ليلا
لعله يدرك وجه السؤال
يقبل الصمت
يرتديه جلبابا وتقية
علمتني الإبل
أن الألم من معدن واحد
أن الصبر وحي الواحات
وهندام الحرية
صلاة القوافل المحملة بالشك
حين تغيب
المتاجرة باليقين
حين تعود.
أنا البدوي جئت إليك
لنقود هذا الرقص على الجمر
صوب الحنين وصوب الخلاص
فمد يدك لنمشي معا إلى قمم الجبال
نُنقُد ما تبقى من الحياة
ننقدها من البراءات الكاذبة
تحت سنابك العاديات
أمامي وأمامك...
عزيز فهمي
كان الزمن خطيا يجري
وكنا من سلالة القمر
ندور حولنا
نغيب ونظهر
هنا وهناك؛
حيث تاريخ البدايات يعرض أحداثه
كبائع جائع للرغيف
كصانع أوهام.
جلسنا؛
لم نتفق على شيء
ما سنقوله،
ما سنفعله،
ما يحق لنا أن ننشره على حبل الكلام.
كيف سنصوغ غدنا
نرتب الماضي في صُررنا
نعرض حاضرنا في كفينا.
فقط
كان الواحد منا ينظر إلى الآخر
كانت نظرته أكثر عمقا وذبولا
تَرى ما ذهب سُدى في معطف الدخان
وفي الوعود
نظرتي كانت أكثر دهشة وحيرة
تَرى ما هو آت به الدمار في لغة الحروب.
قلت له:
لم أجئ لآخذ ظلك
ولا ريش النسور فوق رأسك
فقط جئت لأسألك عني
في البراري التي كانت تحت رجلي
في حليب الغزلان التي أكلت عشبي
في بسمة السناجب
في أعراس الدببة
في الوشم على جسد الطواطم
لم أجئ لأملأ نبالك بارودا
ولا لأسقي تربتك بالدماء
أنا وأنت شبيهان في الضياع والتيه
فاجأنا هذا الزمن الحديدي
في المضاجع
تسرب إلى يومنا
كما تتسرب الشياطين إلى النفوس المؤمنة
فبماذا آمنا وهذه الثلوج ترتجف بردا
هذه الأشجار تختفي في الخريف
تتعرى كجرو يلفظه رحم أمه
فينبح.
كالأذان في أذن الجاموس
جاءتك السفن محملة بما تجهل
بالمدن الغاصة
بالشوارع والمرضى
بالمتسكعين في الليل والنهار.
جاءتك القطارات
تصرخ في الهواء وفي الماء
تدوس على خطو النساء
الخطو الذي يقود الصبايا إلى السماء
لينسجن من الغيم ثيابا للعرائس
يزيِّن محيا الشمس ببسمة العذارى
يُعلِّمن القمر دعاء الضياء
في ظلمة القدر.
يا شبيهي في الضحك على الدخان!
كيف حال القبائل التي تتوسد المحال؟
تلك التي تصنع من اللاشيء
حكمة للآلهة الفقيرة
الآلهة التي تتسول
في حقول الذرة والشعير،
ترتدي المطر
تكلم الحجر
تعبد صوت الرعود في قرون البقر.
هل لازالت الصباحات تركب صهوة الخيول
وديعة كفرو الأرانب؟
تسير إلى أقواس قزح
كي تجني أسرار السماء
تحرث في مبسم الريح الخبر
في رقص الدخان كلام الموتى
ونبوءة التراب.
أنا البدوي الذي يعشق السراب
يتيه في جسد الرمال
يعانق الصدى في غياب الظلال
يتبع النجوم ليلا
لعله يدرك وجه السؤال
يقبل الصمت
يرتديه جلبابا وتقية
علمتني الإبل
أن الألم من معدن واحد
أن الصبر وحي الواحات
وهندام الحرية
صلاة القوافل المحملة بالشك
حين تغيب
المتاجرة باليقين
حين تعود.
أنا البدوي جئت إليك
لنقود هذا الرقص على الجمر
صوب الحنين وصوب الخلاص
فمد يدك لنمشي معا إلى قمم الجبال
نُنقُد ما تبقى من الحياة
ننقدها من البراءات الكاذبة
تحت سنابك العاديات
أمامي وأمامك...
عزيز فهمي