أحمد القطيب - حِكايَةُ الْأَسَدِ وَالْأَرْنَبِ ....(أُسْرودةٌ شعْريّةٌ لاعْتِبار الصِّغار ِوالْكِبار)

أَيُّها النّاسُ هاكُمُ الْيَوْمَ قِصَّـــــــــــــــــــــــــــهْ ***** ليْس فيـــــــــها مِنَ التَّقَوُّلِ حِصَّــــــــــهْ
كانَ في غابَةٍ (هِزَبْرٌ) جَســــــــــــــــــــــــــــــــــــــورُ ***** يَزْرَعُ الرُّعْـــــــــبَ شَرّهُ مُسْتَطيــــــــــــــــرُ
ويُبيدُ الوُحوشَ بالصَّيْــــدِ لا مَــــــــــــــــــــــنْ ***** يَدْفَعُ الشَّرَّ عنْهُــــــــــمُ أَوْ يُجيــــــــــــــــــــرُ
بَلَغَ الْقَتْــــلُ مُنْتهاهُ ولَمّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ***** عَشَّشَ السُّخْطُ في الْوُحوشِ وَعَمّا
أَجْمعوا أَمْرَهُمْ لِتدبيرِ حيلَـــــــــــــــــــــــــــــــــهْ ***** تُلْزِمُ اللَّيْثَ بَيْتَـــــــــــــــــهُ كُلَّ لِيلَـــــــــــــــــــــهْ (1)
فَأَتَوْهُ الْعرينَ طُرّاً وَمالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا ***** عِنْدَ أَعْتابِـــــــــــــــهِ وَمِنْ بَعْدُ قالــــــــــــــــوا
دُمْتَ فينا يادائِمَ الْأَظْفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارِ ***** يا مَليكَ الْقِفارِ والْأَمْصـــــــــــــــــــــــــــــــــارِ
فَلْتَعِشْ في الفَخارِ نَجْمــــــــاً هُمامــــا ***** رَغْمَ أَنْفِ الْعِدى تُشيــــــعُ (السَّلاما) !!

الأسد:

إنَّني أَشْكُرُ الرَّعِيَّــــــــــةَ أَنْ قَـــــــــــــــــــــــــــدْ ***** عَلِمَتْ أنَّ في بَقائي سَتَسْعَــــــــــــــــــــــدْ
ماذا تَبْغونَ مِنْ جنابي فَإِنّــــــــــــــــــــــــي ***** رَهْنُ مَرْماكُمُ فَهَــــــــــــــلْ مِنْ تَمَـــــــــــــــــنِّ

الذئبُ:

فَمَشـــــــــــــى (الذِّئْبُ) نَحْــــوَهُ وتَقَدّمْ ***** قابَ قَوْسيْـــــــــــــنِ مِنْهُ ثُمَّ تَحَمْحَـــــــــــــمْ
قــــــــــــــــالَ :مَوْلايَ ما هُنالِــــكَ باسُ ***** فَفِداكَ الْعَيْنانِ مِنّــــــــــــــــــــــــــــــــي وَراسُ
إِنّمـــــــــــا ساءَنا شَقاؤُكَ دَوْمـــــــــــــــا ***** في اقْتِناصِ الطَّعـــــــــامِ يَوْماً فَيَوْمـــــا
إِنَّمـــــــــــا يَقْتضي مَقامُكَ فينــــــــــــــــا ***** مَلِكاً، أَنْ تُلازِموا ذا الْعَريــــــــــــــــــــــــــــــــــنا
سَوْفَ نَأْتيكَ كُلَّ يَوْمٍ بِذِبْـــــــــــــــــــــــحِ ***** ضَرْبَ سَهْمٍ مِنْ بَيْنِنـــــــا فَيُضَحّــــــــــــــي

الأسد:

ذاكَ عَيْنُ الصّوابِ وَهْوَ جديـــــــــــــــرُ ***** بِمَقامـــــــــــــــي أنا الْهِزَبْرُ الْأَميـــــــــــــــــــــــــرُ

----

وَسَرى الأَمْــــرُ وِفْــــــــــقَ ذا الاتِّفاقِ ***** دونَ رَفْضٍ يَشوبُـــــــــــــــــــــــــــهُ أَوْ شِقاقِ
أَزْمعوا الْأَمْرَ أنْ يُضَحِّــــــــيَ (أَرْنَبْ) ***** اِسْتَهانوا بهِ وقيلَ لَهُ اذْهَــــــــــــــــــــــــــــبْ
فَلَعَلَّ الْهِزَبْرَ يَزْهَــــــــــــــــدُ فيـــــــــــــكا ***** إِنْ رأى جِسْمَكَ الصَّغيـــرَ ،يَقيكـــــــــــــــا
بَيْدَ أَنَّ الصّغير رَبُّ دِرايَــــــــــــــــــــــــــهْ ***** شَحَذَ الْعِلْمُ والنَّباهَةُ رايَـــــــــــــــــــــــــــــــــــهْ (2)
فَلَقَـــــــــدْ كانَ ذا الْأُرَيْنِبُ أذْكــــــــــــى ***** إذْ تَحَرّى تَأَخُّراً مِنْــــــــــهُ أَذْكـــــــــــــــــــــــــــــــــى
غَضَبَ اللّيْثِ سامَهُ الْجوعُ سُخْطا ***** حينَ لَمْ يَاْتِـــــــــــــهِ الْغداءُ وَأَبْطــــــــــــــا (3)
فمشى الْأَرْنَبُ الصَّغيرُ إِلَيْــــــــــــــهِ ***** دونَ خَوْفٍ مُقَبِّـــــــــــــلاً قَدَمَيْــــــــــــــــــــــــــــــهِ

الأسد:

لِمَ أَخْلَفْتَ مَوْعِدي للطّعـــــــــــامِ؟؟***** قُلْ ولا تَكْذِبَنّنــــــــــــــــــــــــي فـــــــــي الْكَلامِ

الأرنب:

إِنّني سَيِّدي المُظَفَّرُ جِئْـــــــــــــــــــتُ ***** وَشَقيقي، مُرافِقاً فَالْتَقَيْـــــــــــــــــــــــــــــــــتُ
سَبُعاً يَدَّعي لهُ الْمُلْكَ فينـــــــــــــا ***** يَهْرِفُ الْكِذْبَ في الْكَلامِ ثَخيـــــــــــــــــــــــــنا
وَتَحَدّاكَ أَنْ تَميـــــــــــــــــــلَ عَلَيْـــــــــهِ ***** وادّعى الْمُلْكَ كَيْ نَميلَ إِلَيْــــــــــــــــــــــــــــــــهِ
هُوَ مَنْ سَرَّقَ الْغَداءَ لِنَفْسِــــــــهْ ***** فَشَقيقي السَّمينُ رَهْنٌ لِضِرْسِــــــــــــهْ

---

صَدَّقَ اللَّيْثُ قَوْلَــــــــــــــــــهُ ثُمَّ قالا ***** أَرِني ذا الْحَقيـــــــــــــرَ يَلْـــــــــــــــــــــــــــــــقَ وَبالا
تبِعَ اللّيْثُ ذا الْأُريْنِبَ حتّــــــــــــــــــى ***** بَلَغا عِنْــــــــــــــــــــــــــــــدَ بِئْـــــــــــــــرِ ماءٍ فَأَفْتى
أَنْ سَيَرْنو إلى الْغَريمِ بِرَأْسِــــــــهْ ***** داخِلَ الْبِئْرِ كَيْ يَراهُ بِنَفْسِـــــــــــــــــــــــــــــــهْ
فأَطَلاّ مَعــــــــــــــــاً فَقال الْأُرَيْنِبْ: ***** اُنْظُرَنْ للْغَريمِ يُمْسِــــــــــــــــــكُ أَرْنَــــــــــبْ
إِذْ بدا اللّيْـــــــثُ والْأُرَيْنِـــبُ صورَهْ ***** حينَ مَدَّ الضِّياءُ في الْمــــــــــــــــــاءِ نورَهْ
فارْتمى اللَّيْثُ في الْمِيــــــاهِ وَماتا ***** إنَّ مَـــنْ يَرْكَـــــــــــــــــــــــــــــــبُ التَّهَوُّرَ فاتا
فانْطَلَتْ حيلةُ الذّكِيِّ عَلَيْــــــــــــــــــهِ ***** وقضى نَحْبَهُ بِفِعْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلِ يَدَيْهِ
ونجا الْأَرْنَبُ الصَّغيــــــــــرُ بِحيلَـــهْ ***** إِنَّ عَقْلَ اللَّبيبِ خَيْرُ وَسيلـَـــــــــــــــــــــــــــــهْ
رُبَّ ضَخْمٍ في الْجِسْمِ يَعْدَمُ حيلَـهْ ***** وَصغيرٍ كالذّرِّ يَغْلِــــــــــــبُ فيلَـــــــــــــــهْ
إنّما الْبَطْشُ شِرْعَــــــةُ الضُّعَفـــــاءِ***** وسِلاحُ الْحِجا حِلى الْحُكَمـــــــــــــــــــاءِ

(بحر الخفيف)..........................( 09ماي2019 )

-------------------------------------
**أصل الحكاية قصة نثرية من كتاب كليلة ودمنة
1/ لِيلَهْ تُمدّ اللام بمدّ الياء على شرط التصريع بين العروض والضرب.
2/رايَه : رأْيه
3/أبْطا : أبْطَأَ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...