✍ *_ بعملية إخراجية قمة في العبقرية استطاع رشاد رشدي نقل رائعة جوجول (المفتش العام) من المسرح المرئي إلى المسرح الصوتي عبر إذاعة البرنامج الثقافي
ملخص المسرحية قصة تبدو كلاسيكية جدا وهي وقوع عمدة إحدى المدن ومعه باقي المسؤولين في الخطأ حينما اعتقدوا أن شابا مقامرا ومفلسا هو المفتش العام الذي أرسلته حكومة بطرسبرج ليتقصى أوضاع الحكومة عندهم.
ونتج عن هذا الخطأ أن استغل الشاب المقامر خطأهم هذا وأعمل فيهم ابتزازا فجمع منهم المال الكثير بعد أن كان مفلسا ومدينا لصاحب النزل. وأخيرا خدع زوجة وابنة العمدة وأعلن خطبته للأخيرة ثم ودع الجميع في رحلة قصيرة إلى عمه. ليكتشف الجميع أنهم وقعوا في الخطأ لتنتهي المسرحية بظهور المفتش العام الحقيقي القادم من بلاط القيصر.
تبدو القصة بسيطة جدا لكنها في الواقع لم تكن كذلك ، لقد ظل الأدب الروسي مرآة للواقع السياسي والثقافي والاجتماعي في روسيا ، وكان هذا العمل لجوجول أحد تلك الأعمال التي عكست التردي الواضح في عهد روسيا القيصرية من فساد مالي وسياسي ، وفوق هذا أخلاقي حيث كان القاضي -على سبيل المثال- يختلي بزوجة المزارع المسكين.
الحوار كان متقدا بالكوميديا ، ولا يمكن لمن يستمع له إلا أن يضحك من الانتباهات اللطيفة فيه. وفوق هذا فقد عكس قدرة جوجول على تحويل قصة بسيطة إلى عمل مكثف جدا ومليئ بالشخصيات والحبكات.
قبل استماعي لهذه المسرحية كنت قد استمعت لمسرحية رائعة أخرى لبرنارد شو وهي مسرحية كانديدا وهي المرأة التي تقع بين حبي زوجها ومراهق صغير ؛ كان الحوار حول الحب عميقا جدا وملفتا للنظر ، مع ذلك فقد وقع برنارد شو في إشكالية التطويل غير المستحب ؛ بالإضافة إلى الجدل ذو الطبيعة المتفلسفة على حساب القصة ، وهي مشكلة كثيرا ما أشرت إليها عند كثير من الأدباء رفيعي المستوى وأهمهم ميلان كونديرا. ونلاحظ مثلا أن كونديرا يكون أكثر ابداعا في أعماله متوسطة الطول كالهوية وإدوار والله..الخ ، ولو أنه أعمل مقص الرقيب الذاتي بالحذف على باقي أعماله لاقتص منها الكثير فأصبحت أكثر انتماء للأدب المحض وهذا مجرد رأي شخصي ، وهو الرأي الذي يجعلني دوما أميل إلى كتابات كافكا الغرائبية أو الكابوسية والتي لا تحكي سوى قصة محضة ولكنها تلقي بالنقاد إلى عوالم واسعة من محاولات الفهم والتأويل.
هكذا كان جوجول أيضا وربما أغلب الأدباء الروس كمكسيم غوركي وحتى تولستوي وخلافهم ، ولعل ذلك كان بسبب السياجات السياسية التي كانت تفرض عليهم الاكتفاء بالرمز والتعريض دون التصريح ، والقص دون الشرح.
ملخص المسرحية قصة تبدو كلاسيكية جدا وهي وقوع عمدة إحدى المدن ومعه باقي المسؤولين في الخطأ حينما اعتقدوا أن شابا مقامرا ومفلسا هو المفتش العام الذي أرسلته حكومة بطرسبرج ليتقصى أوضاع الحكومة عندهم.
ونتج عن هذا الخطأ أن استغل الشاب المقامر خطأهم هذا وأعمل فيهم ابتزازا فجمع منهم المال الكثير بعد أن كان مفلسا ومدينا لصاحب النزل. وأخيرا خدع زوجة وابنة العمدة وأعلن خطبته للأخيرة ثم ودع الجميع في رحلة قصيرة إلى عمه. ليكتشف الجميع أنهم وقعوا في الخطأ لتنتهي المسرحية بظهور المفتش العام الحقيقي القادم من بلاط القيصر.
تبدو القصة بسيطة جدا لكنها في الواقع لم تكن كذلك ، لقد ظل الأدب الروسي مرآة للواقع السياسي والثقافي والاجتماعي في روسيا ، وكان هذا العمل لجوجول أحد تلك الأعمال التي عكست التردي الواضح في عهد روسيا القيصرية من فساد مالي وسياسي ، وفوق هذا أخلاقي حيث كان القاضي -على سبيل المثال- يختلي بزوجة المزارع المسكين.
الحوار كان متقدا بالكوميديا ، ولا يمكن لمن يستمع له إلا أن يضحك من الانتباهات اللطيفة فيه. وفوق هذا فقد عكس قدرة جوجول على تحويل قصة بسيطة إلى عمل مكثف جدا ومليئ بالشخصيات والحبكات.
قبل استماعي لهذه المسرحية كنت قد استمعت لمسرحية رائعة أخرى لبرنارد شو وهي مسرحية كانديدا وهي المرأة التي تقع بين حبي زوجها ومراهق صغير ؛ كان الحوار حول الحب عميقا جدا وملفتا للنظر ، مع ذلك فقد وقع برنارد شو في إشكالية التطويل غير المستحب ؛ بالإضافة إلى الجدل ذو الطبيعة المتفلسفة على حساب القصة ، وهي مشكلة كثيرا ما أشرت إليها عند كثير من الأدباء رفيعي المستوى وأهمهم ميلان كونديرا. ونلاحظ مثلا أن كونديرا يكون أكثر ابداعا في أعماله متوسطة الطول كالهوية وإدوار والله..الخ ، ولو أنه أعمل مقص الرقيب الذاتي بالحذف على باقي أعماله لاقتص منها الكثير فأصبحت أكثر انتماء للأدب المحض وهذا مجرد رأي شخصي ، وهو الرأي الذي يجعلني دوما أميل إلى كتابات كافكا الغرائبية أو الكابوسية والتي لا تحكي سوى قصة محضة ولكنها تلقي بالنقاد إلى عوالم واسعة من محاولات الفهم والتأويل.
هكذا كان جوجول أيضا وربما أغلب الأدباء الروس كمكسيم غوركي وحتى تولستوي وخلافهم ، ولعل ذلك كان بسبب السياجات السياسية التي كانت تفرض عليهم الاكتفاء بالرمز والتعريض دون التصريح ، والقص دون الشرح.