ميلود علي خيزار - سيرة "عامل يومي" ... شعر

1
كنتُ أبيعُ المصابيحَ
في شارع الثّورة الـ "خذلوها".
و كان الكسادْ،
هو سوقُ البلادْ.
2
ثمّ، اشتغلتُ بترقيع أحذية الوقتِ
في بلدي، الوقتُ يَمضي إلى حيثُ ما لا نَراهُ.
ثقيلًا يَمرُّ على بائع الوردِ، قُربي.
بطعم الفكاهة يمضي على "الأصلع الفاكهانيّ"
لكنّه كان يمضي
و يترك في نظرات عجوزَين مُنكسرين
صِباهُ.
3
ثُمّ، عَملتُ، كنادلِ مَقهَـى
لأكثر من سنَة
أمسحُ الطّاولات
أعدُّ الكراسي
أقدّمُ للعابرين دمي فـي الفناجين
أغسلُ كلّ الكؤوس التي اتّسختْ بالشِّفاهْ.
ثُمّ أوي إلى ظلمةِ الرُّكنِ
ألعنُ حظّــي
و ألعنُ ... مَنْ ؟ مَن، عداهْ.
ذلك الـمُتشبِّثُ بي كلّما خَذلتهُ خُطاهْ
ذلك الـمُتشبِّهُ بي في خيالات مِرآتهِ
و يُفكِّر أنّـي سأصبحُ يوما
سواهْ.
4
ذات صباحٍ
رأيتُ القوانينَ تُطعمُ ساقَـيَّ
ذئبَ الحكومةِ
و الذّئبُ يعوي لفرط النّعيمْ
و أخيـرًا، تَحلّلتُ من "فكرة الشُّغل"
من تُـهمةِ الكَسل العبثـيّ القديمْ
ثمّ أدركتُ أنّي هنا
لأبرّرَ "هذا" الجَحيمْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...