أحمد بلحاج آية وارهام - كُلَّمَا قَفَزْتُه..تَشَمَّمَ رُوحِي

الظِّلُّ الَذِي قَفَزْتُهُ ذَاتَ لَيْلَة
جَاءَ إِلَيَّ بَعْدَ الظَّهِيرَة
مُمْتَطِيًا حِصَانَ النَّارْ،
اُنْزَوَيْتُ خَلْفَ زَيْتُونَة ًعَجُوزْ
سَمِعْتُ مِنْشَارَهُ يُخَاصِرُهَا،
كَمَا ثُعْبَانٌ أَمْهَقُ
يَلْعَقُ دَمَهَا،
اُنْقَطَعَتْ حِبَالُ أَحَاسِسِي
سَقَطْتُ فِي جُبٍّ سَمَاوِي
لَمْ أَكُنْ نَيْزَكًا
وَإِنَّمَا طِفْلٌ أَنَا
خَرَجَ مِنْ بَادِيَةٍ عَمْيَاءْ
يَتَفَّقَّدُ قُطْعَانًا
أَغْرَاهَا كَلَأُ الْأَقَاصِي.
مَا مِنْ يَدٍ هُنَاك
تَمْسَحُ هَذَا الظِّلَّ الْمُتَنَاسِلْ
مَا مِنْ حَجَرٍ يَرْدِم ُيَنْبُوعَهْ،
كَمْ اُنْسَلَخْتُ مِنِّي حَتَّى لَايَشُمَّ رَائِحَتِي
كَمْ نَحَرْتُ لَهُ مِنْ دَنَاصِيرَ
كَمَ عَصَرْتُ لَهُ مِنْ دَوَالِي الْمَكْر
فَمَا شَبِعَ
وَلاَ سَكِرْ،
أَهُوَ الْقَدَرُ مُنْتَعِلاً حِذَاءَ الزَّمَنْ؟ّ
أَمْ هُوَ أَنَايَ الَّتِي لَاأَعْرِفُهَا
تَتَلَصَّصُ عَلَيَّ مِنْ خَارِجِي؟
كُلَّمَا أَوْغَلَتْ فِيَّ اُلتَّبَارِيحُ بِأَقْدَامِهَا
غَسَلْتُ نَفْسِي بِمَاءِ اللَّامُبَالَاهْ
وَارْتَدَيْتُ بُرْنُسَ اُلْآتِي
عَلِّي أَتَدَفَّأُ مِنْ صَقِيعٍ
مَا اُنْفَكَّ يَفُحُّ فِي رُوحِي.
اُلْمَسَافَاتُ جُرْحٌ َيبْتَلِعُ خُطَايْ
لَرُبَّمَا هِيَ “هِيدْرَا”
خَرَجَتْ مِنْ أُوقْيَانُوسِ النِّسْيَانْ
لَرُبَّمَا هِيَ أَنْفَاسُ ذَاكَ الظِّلّ.
لَمْ يُسْعِفْنِي الصَّبْر
وَلَكِنْ أَسْعَفَنِي الْمَكْر
حِينَ شَرِبْتُ لُغَاتِه
فِي حَانَاتِ الْهَوَامِشِ السُّفْلَى،
كَسُرَّةٍ أَوْقَفَتْهَا التَّجَاعِيدُ
فِي مُنْحَدَرِ الزَّمَن
لَمَّا انْطَفَأَ عُشْبُهَا
رَقَصْتُ
بِأَرْجُلِ الْغَيْمِ
وَجَسَدِ التُّفَّاحَهْ،
هِيَ عَلَى كُلِّ حَال
لَيْسَتْ تُفَّاحَةَ نْيُوتُنْ
الْمُتَبَتِّلَةَ لِلْجَاذِبِيَّهْ
هِيَ تُفَّاحَةُ صَحْرَاءَ
مُبَلَّلَةٌ بِالْغَيْبْ
مَوْشُومَةٌ بِدَمِ أَفْعَى.
رَقَصْتُ..وَفِي أَعْضَائِي يَنْغَمِسُ الْعَالَم
كَأَنَّهُ حَمَاقَةٌ لَذِيذَةٌ
فَائِرَةٌ بِأَجْنِحَةٍ خَضْرَاءْ،
وَحِينَ اُسْتَوَيْتُ عَلَى بَحْرِ الْمُشَاهَدَهْ
مَدَّ الظِّلُّ عُنُقَهْ
فَكَانَ أَنْ ضُرٍبَ بَيْنَهُ وَبَيْنِي
بِسُوٍرٍ،لَهُ بَابْ
مِنْهُ أُشَاهِدُهُ
وَلاَيُشَاهِدُنِي.


أحمد بلحاج آية وارهام
بتاريخ : 03/01/2020



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...