من خلف النافذة الزجاجية الصغيرة , وقفت .. خائفا .. مرتبكا .. متوترا.. قلقا .. حائرا , أنظر في هلع شديد , وخوف .. أترقب .. أترصد كل شيء .. يدور بداخل الغرفة المغلقة .. أشرائب برأسي .. أسترق السمع , الهمس .. من فوق شفاههم .. تدور عيناي , هنا وهناك .. ألاحظ حركاتهم , ضحكاتهم المقززة .. أحلل .. أعلل وأناقش مع نفسى كل شيء أراه , وأسمعه , وأتوقع كل ما يحدث , وما يدور .. وأتصور .. أتخيل .. أشياء , وأشياء .. وهم يكشفون عن بطنها .. والوقت يمر ببطء شديد.. وكأنه سلحفاء عرجاء عمياء .. هيئ لي بأن اللحظة صارت دهرا .. والدقيقة استحالت ابداً.. والزمن قد توقف عندي تماما .. فالتي بالداخل تخصني ويهمني أمرها.. وهم يحيطونها من كل جانب.. وقد كشفوا عن بطنها , وظهرها .. جن جنوني , وطار عقلي من راسي وفر .. هممت ان أكسر الباب .. اقتحم عليهم الغرفة المغلفة المشؤمة كوحش كاسر.. فأوسعهم لكما , وركلا , وسبا, ثم أنتزعها من وسطهم عنوة .. لكنى تراجعت في اللحظة الأخيرة .. لأن ألأمر جد خطير .. وقد يمثل بنسبة لها خطورة .. قد تؤدى بحياتها .. ترويت قليلا . فالأمر لا يحتمل التهور, والاندفاع .. لمحنى أحدهم وأنا أحدق فيهم جميعا .. وأوداجي قد انتفخت .. واحمر وجهي .. وأنا انفخ و" افش" من الغيظ .. وبلغت درجت الغليان .. فبركان الغضب بداخلي بلغ ذروة نشاطه .. ارتعدت فرائسه .. وارتعشت يداه.. فأشار بيده نحوى.. أن أبعدوه.. وقد أرتبك قليلا .. بلع ضحكته بريقه .. أدار ظهرة .. تجاهلني تماماً.. بعدما اشعرهم بوجودي .. فأداروها بالسرير بعيدا عن عيني , حتى لا أراهم نظرت في ساعة معصمي .. لا تعرف على الوقت .. والأذان يملأ أرجاء المكان .. طلب أحدهم منى , أن أغادر المكان.. هممت أن أصرخ فيهم (اتركها يا ولآد الكلب) لكنى بلعت صوتي , وأمسكت لساني , وضبطت أعصابي , وأثرت السلامة, وسكت سحبت قدمي المعتلة , المتعبة .. فلم أشعر ألا وأنا في الجامع , صليت العصر حاضر .. تضرعت لله بالدعاء .. دعوت الله لها ... والححت في الدعاء... وعندما فرغت من الصلاة ..عودت إلى المشفى .. وجدتهم قد فرغوا من أجراء العملية الجراحية لزوجتي .. ووضعوها في عنبر الجراحة ..غرفه رقم ( 5)
على السيد محمد حزين / طهطا / سوهاج / مصر
على السيد محمد حزين / طهطا / سوهاج / مصر