ناصر الثعالبي - الخريف

لهؤلاء الذين ينتظرون الفجر في سبات مقابرهم
ناصر الثعالبي


1
لي على شاطئ البحر ِ
همسُ ألرذاذِ ومئذنةٌ
غادرها الفقراءُ
خوفاً من الطائفهْ
ولي كل من غاب ملتحقاً بالسرابْ
ولي حفنةٌ من عيون الترابْ
وبعض من القيظِ ِ
عاشرني في المنافي
وبعض حكايا ديار الخرابْ
ولي من بقايا النواقيسِ ِعفتها
ولي من حروب الطغاة ألحرابًْ
وبعض المدافن للغرباءْ
ولي قبضة
من شرود الضبابْ
وبيت ترعرع فيه الصغارُ
على سقفه
يسكن ألأضطرابً
ولي فتية
يحومون مثل النوارس ِ
في البحر دائرة
يصافحها الماء وألأغترابْ
سلام ٌعلى فتية يولدونَ
ويمضون مثل إحتراقِ الشهابْ
على خفقة القلب
يبنون بيتاً
على شرفة من سحابْ

2
الغرق ثانية
دعوني أغرق في البحر الذي تقفون على شاطئيه متفرقين
علّني ألم زبده لحكايات قادمه
تسحر فضول اللقاء

علّني أغرق في المسافات بينكم لأقربها
لقد هزمني التصور ..
فبت كاهنا أضل صومعته
فعاش في التوهم مصاحبا الوهم
يا أنتم ..أيها الكل المجزئ في زوايا الوحشه
الواقفين على آخر اخبار الموجات القادمه
المنتعلين سنينا الوهاجه
قربوا شواطئ بحوركم
وشدوا على شهادة التاريخ المزوره
امسكوا قرابين دعاءكم المنهزم نحو الريح
واغسلوا احذيتكم من دماء سنوات المجد
ارقصوا فرحين في حانات المساجد المعطره
وتعلموا حرفة الشعوذة في عصر الدجل
لقد رحل الزبد الذي أنتظر
وظهرت أسنة الجزر المهجوره
يا بوذا ...الم تقل لي حين كنت من تلامذتك!
(نحن كجزر البحر متصلة القاع متفرقة القمم)...!
فلماذا اخطأت..؟


التفاعلات: ياسين الخراساني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...