اعتاد فى العشاء أن يأكل الزبادى فقط، بكسرة أو كسرتين من الخبز، ومن فوق سريره يلقي مثلث الجبن المطبوخ، فيقع على بعد خطوة من سريري، وفي كل مرة أعاني وأنا أنزلق فوق مشمع المرتبة الإسفنجية، فيغوص جسمي فيها، وتتماوج اليايات المرتخية تحتي.
وأنا التقط مثلث الجبن من فوق بلاط مشبع بالمطهرات، أسمعه يقول نفس الجملة:
ـ لا مؤاخذة يابني … إيدي مش طايلة.
ويبرر بنفس الصوت الواهن، لماذا هو يكره الجبن المطبوخ:
ـ بتفكرنى بأيام ما كنت باشتغل فى الجيش الإنجليزي
أركنها على الكميود بجوار الراديو الصغير خفيض الصوت دائما، وأقول له:
ـ أنا كمان مابحبهاش.
ولما يرنو بعيون كسيرة في اتجاه الطرقة أفهم ماذا يريد، أسأله:
ـ تروح الحمام ياعم أحمد؟
يوميء براسه فأميل بكتفي، يتكيء عليه، ويتحرك ظلانا، كتلة داكنة تتكسر على الأسرة الشاغرة في اتساع العنبر، وتبدو ساقاه ضامرتان تحت جلباب أبيض قصير، فيما يجر قدميه ببطء على مربعات البلاط ويبحث بهما عن الشبب.
نسمات هواء باردة تهب من ناحية النيل، مفعمة برائحة الماء والشجر، والسماء مجلوة بأضواء الجانب الأخر من النهر، ليس في الطرقة الطويلة سوى دكة من الصاج الأبيض، ومواء قط ينقب جردلا للمخلفات بجوار دورة المياه. صوت أم كلثوم يصلني، ربما من حجرة الممرضات التي في نهاية الطرقة، وربما أحمله داخلي من العنبر، مقطع وحيد يتكرر بنفس الإيقاع الشجي:
” لا قلت لى فين مكانك.. فين!! ولا هترجع لي امتى؟”
فيما يأتي صوت الماء الذي يخر فى بالوعة الحمام هديرا مخيفا لا ينقطع، وثمة أنات وجع، وسعلات، أصوات عديدة مبهمة تسري في الليل، ومصباح وحيد في الطرقة لا يبدد وحشة الأصوات.
قال: ماتيجى نقعد هنا شوية.
ـ دلوقت.
سكت لحظة وقال: ولا انت عاوز تنام .
ـ ليه؟
أدهشني أن أرد على سؤاله بسؤال، ولكني في الحقيقة لا أجد مبررا للنوم في عنبر ليس به سوى أسرة ومراتب إسفنجية مرتخية، ومع ذلك لا أجد مبررا لجلوسنا في الخارج الآن.
اخترت سريري بجوار النافذة، واختار هو بعيدا عنها، وبيننا سريران شاغران. ربما أمضيت خمسة أيام وحيدا قبل أن يجيء مستندا على كتف البنت التي تزوره كل يوم، بثياب مدرسية زرقاء، وحقيبة كتب صغيرة، وضفيرة وحيدة على ظهرها بشريط أزرق، تجلس على حافة السرير الشاغر قبالته، تدارى ساقين نحيلتين بجورب أبيض، وحذاء كاوتشوكي خفيف، ولما يفق من غفوته القصيرة ينادها: أسماء.
فترد:
ـ نعم ياجدو.
ـ قومى يابنتي علشان مذاكرتك.
تبتسم وتقول: شويه كده.
وحين تقف، وتعلق حقيبتها فوق كتفها يسألها بأسى:
ـ ماشية خلاص؟
تبتسم، وتنسحب قدماها بهدوء على البلاط، وعند الباب تلقي بنظرة أخيرة، وحين تلتقي عينانا، تلوح بشفتيها ابتسامة شجية، ومن جديد أشعر أننا وحيدان في عالم أبيض.
سألني: هى المشرحة فين؟
ـ هناك.
دقق بعينيه في اتجاه إصبعي، ثمة مبنى وحيد في نهاية الفناء، وشجرة كافور ضخمة، تميل بجذعها عليه، وتلقي فروعا مثقلة فوق سطحه الواطيء.
ـ نظرى مش مساعدني.
ـ بتسال ليه؟
ـ أبداً.
تنفلت آهة مكتومة وهو يحط جسده على الدكة، أشعر ببرودة الصاج تحتي، يركن رأسه للوراء، تظهر تجاعيد وجهه في الضوء الشاحب غائرة. صوت أم كلثوم يتردد داخلي، أنفاس قلقة، شعيرات متفرقة لذقن غير حليق، ونسمة هواء مفعمة برائحة الماء والشجر.
ـ هو كل اللى بيموت هنا بيروح المشرحة.
ـ مش لازم.
يكف القط عن بحثه في المخلفات، يقترب منا، يدور حول ساقي ويموء، أركله فيتفادى ركلتي بقفزة سريعة للوراء، يجري حتى أول الطرقة، وعلى رأس مستطيل الضوء الابيض الخارج من حجرة الممرضات يتوقف، يطيل النظر للداخل، حين يلتفت ناحيتنا تبرق عيناه بلون فوسفوري خاطف.
كنت صامتا، وكان صامتا.. كنا صامتين، وثمة هواء بارد مفعم برائحة الماء والشجر، وصوت أم كلثوم، بنت في ثوب مدرسي أزرق تبتسم، مواء قط وماء يخر، أنات، ورأس مطروح للوراء، حتى ظننت أنه راح في واحدة من غفواته:
ـ عم أحمد
ـ أنا صاحي.
ـ تحب ندخل.
ـ كمان شوية.
سكت، ومرت لحظة.
” لا قلت لي فين مكانك..فين” .
ـ سامع الست.
ـ آه.
ـ اغنية جميلة .. مش كده .
ـ آه .
ـ كانت أيام .
هززت رأسي فقط فعاد يقول:
ـ أصل أنا زمان كنت غاوي.
ـ الست؟
ـ لا .. الغنا عموما، أصل كان صوتي حلو، وكنت بقلد عبد الوهاب .. مش بس في صوته، كل حاجة .. حتى لبسه.
ـ زمان بقى.
ـ آه .. كنت وقتها شغال في شيكوريل، أيام ما كان لسه بتاع اورزدى باك، وشفت له فيلم في سينما الكورسال.. لسه فاكره… اللي بيغني فيه عندما يأتي المساء.. افتكر كان بتاع الوردة البيضا؟ مش كده.
ـ مش واخد بالي.
ـ باين كده … كان يوم سبت آخر الأسبوع ولسه قابض، وطلعت من السيما على ونيس سلامة الترزي اللي في سليمان باشا، أديت له ثلاثة جنيه عربون، وقلت له عاوز بدله زى بتاعة عبد الوهاب.
قلت على سبيل المشاركة:
ـ كانت الدنيا دنيا.
فجأة قام برأسه وقال: صح.. كانت الدنيا دنيا.
ولما نظرت في عينيه وجدت فيهما بريقا مدهشا، وبدا وجهه بلا تجاعيد، وابتسامة شفتيه تشبه ابتسامة البنت، فأدركت أن شبها كبيراً بينهما حقاً، وتذكرت كلامه عنها ووحدتها في انتظار أن يعود:
ـ مالهاش حد في الدنيا غيري.
ـ وفصلت البدلة يا عم احمد؟
ضحك:
ـ أنا كنت البسها، واعوج الطربوش كده، واركب التروماي من شبرا لحد شارع فؤاد، واقعد في الدرجة الأولى .. كان الكمسارى عارفني، ومايقوليش إلا يا محمد افندي.
لصوته نقاء جميل وهو يضحك، ويتحدث عن الكمساري الذي دخل عليه المطعم ذات يوم، ولم يتعرف عليه لأنه كان بملابس الشغل، وزاد ضحكه وهو يعبر بوجهه عن حيرة الكمساري وهو يتأمله، وكيف لما رآه بعد ذلك في الترام قال له:
ـ صحيح يا محمد افندى.. يخلق من الشبه أربعين.
ضحك، وفجأة سعل، سعلة طويلة مشروخة، وتتابعت سعلات متقطعة، حتى ظهرت الممرضة عند باب حجرتها، وافترش ظلها مساحة الضوء الأبيض أمام الباب. رن صوتها في فراغ الطرقة
ـ قاعد هنا ليه يا عم احمد … مش الدكتور محرج عليك تسيب السرير.
تحركت ناحيتنا، وبدا ظلها يستطيل كلما خطت بعيدا عن المصباح الوحيد، ولما وقفت أمامه غطته تماما بظلها.
قال بصوت متقطع من بين السعلات:
ـ بشم شوية هوا.
ـ هوا في البرد ده … أنت عاوز تموت.
التفتَ إليّ، وفي عينيه نظرة غريبة لم أفهمها، ولم أجد مبرراً لأقول شيئاً، فقط وقفتُ وملتُ بكتفي ليتكيء عليه.
كان ظلانا كتلة واحدة معتمة تتكسر على الأسرة الشاغرة، وهو يزداد ثقلا، أحسست به ينهار حتى أني أرحته على البلاط، وكان مشبعا برائحة المطهرات وباردا، ثم أني صرخت: يا سستر.
و لما ملت عليه كان عرق غزير على وجهه، وصفرة باهتة.
كنت أقف على باب العنبر، و التمورجية تدفع التروللي، وظلهما يتقلص كلما اقترب من المصباح الوحيد. وصرير العجلات حاد يخدش البلاط العاري، ونسمة هواء بارد مفعمة بالماء والشجر، وإيقاع وحيد يتردد، وثمة ثلاثة أسرة شاغرة، ومثلث الجبن المطبوخ على بعد خطوة يضوي بورقة المفضض.
سيد الوكيل
* من نصوص مجموعة للروح غُناها 1997
sadazakera.wordpress.com
وأنا التقط مثلث الجبن من فوق بلاط مشبع بالمطهرات، أسمعه يقول نفس الجملة:
ـ لا مؤاخذة يابني … إيدي مش طايلة.
ويبرر بنفس الصوت الواهن، لماذا هو يكره الجبن المطبوخ:
ـ بتفكرنى بأيام ما كنت باشتغل فى الجيش الإنجليزي
أركنها على الكميود بجوار الراديو الصغير خفيض الصوت دائما، وأقول له:
ـ أنا كمان مابحبهاش.
ولما يرنو بعيون كسيرة في اتجاه الطرقة أفهم ماذا يريد، أسأله:
ـ تروح الحمام ياعم أحمد؟
يوميء براسه فأميل بكتفي، يتكيء عليه، ويتحرك ظلانا، كتلة داكنة تتكسر على الأسرة الشاغرة في اتساع العنبر، وتبدو ساقاه ضامرتان تحت جلباب أبيض قصير، فيما يجر قدميه ببطء على مربعات البلاط ويبحث بهما عن الشبب.
نسمات هواء باردة تهب من ناحية النيل، مفعمة برائحة الماء والشجر، والسماء مجلوة بأضواء الجانب الأخر من النهر، ليس في الطرقة الطويلة سوى دكة من الصاج الأبيض، ومواء قط ينقب جردلا للمخلفات بجوار دورة المياه. صوت أم كلثوم يصلني، ربما من حجرة الممرضات التي في نهاية الطرقة، وربما أحمله داخلي من العنبر، مقطع وحيد يتكرر بنفس الإيقاع الشجي:
” لا قلت لى فين مكانك.. فين!! ولا هترجع لي امتى؟”
فيما يأتي صوت الماء الذي يخر فى بالوعة الحمام هديرا مخيفا لا ينقطع، وثمة أنات وجع، وسعلات، أصوات عديدة مبهمة تسري في الليل، ومصباح وحيد في الطرقة لا يبدد وحشة الأصوات.
قال: ماتيجى نقعد هنا شوية.
ـ دلوقت.
سكت لحظة وقال: ولا انت عاوز تنام .
ـ ليه؟
أدهشني أن أرد على سؤاله بسؤال، ولكني في الحقيقة لا أجد مبررا للنوم في عنبر ليس به سوى أسرة ومراتب إسفنجية مرتخية، ومع ذلك لا أجد مبررا لجلوسنا في الخارج الآن.
اخترت سريري بجوار النافذة، واختار هو بعيدا عنها، وبيننا سريران شاغران. ربما أمضيت خمسة أيام وحيدا قبل أن يجيء مستندا على كتف البنت التي تزوره كل يوم، بثياب مدرسية زرقاء، وحقيبة كتب صغيرة، وضفيرة وحيدة على ظهرها بشريط أزرق، تجلس على حافة السرير الشاغر قبالته، تدارى ساقين نحيلتين بجورب أبيض، وحذاء كاوتشوكي خفيف، ولما يفق من غفوته القصيرة ينادها: أسماء.
فترد:
ـ نعم ياجدو.
ـ قومى يابنتي علشان مذاكرتك.
تبتسم وتقول: شويه كده.
وحين تقف، وتعلق حقيبتها فوق كتفها يسألها بأسى:
ـ ماشية خلاص؟
تبتسم، وتنسحب قدماها بهدوء على البلاط، وعند الباب تلقي بنظرة أخيرة، وحين تلتقي عينانا، تلوح بشفتيها ابتسامة شجية، ومن جديد أشعر أننا وحيدان في عالم أبيض.
سألني: هى المشرحة فين؟
ـ هناك.
دقق بعينيه في اتجاه إصبعي، ثمة مبنى وحيد في نهاية الفناء، وشجرة كافور ضخمة، تميل بجذعها عليه، وتلقي فروعا مثقلة فوق سطحه الواطيء.
ـ نظرى مش مساعدني.
ـ بتسال ليه؟
ـ أبداً.
تنفلت آهة مكتومة وهو يحط جسده على الدكة، أشعر ببرودة الصاج تحتي، يركن رأسه للوراء، تظهر تجاعيد وجهه في الضوء الشاحب غائرة. صوت أم كلثوم يتردد داخلي، أنفاس قلقة، شعيرات متفرقة لذقن غير حليق، ونسمة هواء مفعمة برائحة الماء والشجر.
ـ هو كل اللى بيموت هنا بيروح المشرحة.
ـ مش لازم.
يكف القط عن بحثه في المخلفات، يقترب منا، يدور حول ساقي ويموء، أركله فيتفادى ركلتي بقفزة سريعة للوراء، يجري حتى أول الطرقة، وعلى رأس مستطيل الضوء الابيض الخارج من حجرة الممرضات يتوقف، يطيل النظر للداخل، حين يلتفت ناحيتنا تبرق عيناه بلون فوسفوري خاطف.
كنت صامتا، وكان صامتا.. كنا صامتين، وثمة هواء بارد مفعم برائحة الماء والشجر، وصوت أم كلثوم، بنت في ثوب مدرسي أزرق تبتسم، مواء قط وماء يخر، أنات، ورأس مطروح للوراء، حتى ظننت أنه راح في واحدة من غفواته:
ـ عم أحمد
ـ أنا صاحي.
ـ تحب ندخل.
ـ كمان شوية.
سكت، ومرت لحظة.
” لا قلت لي فين مكانك..فين” .
ـ سامع الست.
ـ آه.
ـ اغنية جميلة .. مش كده .
ـ آه .
ـ كانت أيام .
هززت رأسي فقط فعاد يقول:
ـ أصل أنا زمان كنت غاوي.
ـ الست؟
ـ لا .. الغنا عموما، أصل كان صوتي حلو، وكنت بقلد عبد الوهاب .. مش بس في صوته، كل حاجة .. حتى لبسه.
ـ زمان بقى.
ـ آه .. كنت وقتها شغال في شيكوريل، أيام ما كان لسه بتاع اورزدى باك، وشفت له فيلم في سينما الكورسال.. لسه فاكره… اللي بيغني فيه عندما يأتي المساء.. افتكر كان بتاع الوردة البيضا؟ مش كده.
ـ مش واخد بالي.
ـ باين كده … كان يوم سبت آخر الأسبوع ولسه قابض، وطلعت من السيما على ونيس سلامة الترزي اللي في سليمان باشا، أديت له ثلاثة جنيه عربون، وقلت له عاوز بدله زى بتاعة عبد الوهاب.
قلت على سبيل المشاركة:
ـ كانت الدنيا دنيا.
فجأة قام برأسه وقال: صح.. كانت الدنيا دنيا.
ولما نظرت في عينيه وجدت فيهما بريقا مدهشا، وبدا وجهه بلا تجاعيد، وابتسامة شفتيه تشبه ابتسامة البنت، فأدركت أن شبها كبيراً بينهما حقاً، وتذكرت كلامه عنها ووحدتها في انتظار أن يعود:
ـ مالهاش حد في الدنيا غيري.
ـ وفصلت البدلة يا عم احمد؟
ضحك:
ـ أنا كنت البسها، واعوج الطربوش كده، واركب التروماي من شبرا لحد شارع فؤاد، واقعد في الدرجة الأولى .. كان الكمسارى عارفني، ومايقوليش إلا يا محمد افندي.
لصوته نقاء جميل وهو يضحك، ويتحدث عن الكمساري الذي دخل عليه المطعم ذات يوم، ولم يتعرف عليه لأنه كان بملابس الشغل، وزاد ضحكه وهو يعبر بوجهه عن حيرة الكمساري وهو يتأمله، وكيف لما رآه بعد ذلك في الترام قال له:
ـ صحيح يا محمد افندى.. يخلق من الشبه أربعين.
ضحك، وفجأة سعل، سعلة طويلة مشروخة، وتتابعت سعلات متقطعة، حتى ظهرت الممرضة عند باب حجرتها، وافترش ظلها مساحة الضوء الأبيض أمام الباب. رن صوتها في فراغ الطرقة
ـ قاعد هنا ليه يا عم احمد … مش الدكتور محرج عليك تسيب السرير.
تحركت ناحيتنا، وبدا ظلها يستطيل كلما خطت بعيدا عن المصباح الوحيد، ولما وقفت أمامه غطته تماما بظلها.
قال بصوت متقطع من بين السعلات:
ـ بشم شوية هوا.
ـ هوا في البرد ده … أنت عاوز تموت.
التفتَ إليّ، وفي عينيه نظرة غريبة لم أفهمها، ولم أجد مبرراً لأقول شيئاً، فقط وقفتُ وملتُ بكتفي ليتكيء عليه.
كان ظلانا كتلة واحدة معتمة تتكسر على الأسرة الشاغرة، وهو يزداد ثقلا، أحسست به ينهار حتى أني أرحته على البلاط، وكان مشبعا برائحة المطهرات وباردا، ثم أني صرخت: يا سستر.
و لما ملت عليه كان عرق غزير على وجهه، وصفرة باهتة.
كنت أقف على باب العنبر، و التمورجية تدفع التروللي، وظلهما يتقلص كلما اقترب من المصباح الوحيد. وصرير العجلات حاد يخدش البلاط العاري، ونسمة هواء بارد مفعمة بالماء والشجر، وإيقاع وحيد يتردد، وثمة ثلاثة أسرة شاغرة، ومثلث الجبن المطبوخ على بعد خطوة يضوي بورقة المفضض.
سيد الوكيل
* من نصوص مجموعة للروح غُناها 1997
( إيقاع شجى وحيد ) قصة: سيد الوكيل
من نصوص مجموعة للروح غُناها 1997 اعتاد فى العشاء أن يأكل الزبادى فقط، بكسرة أو كسرتين من الخبز، ومن فوق سريره يلقي مثلث الجبن المطبوخ، فيقع على بعد خطوة من سريري، وفي كل مرة أعاني وأنا أنزلق فوق مش…