من يزعم في هذا الواقع، بأنه قادر على فهم، تفاصيل الحياة، وبناء تصور، بالمقاييس والمواصفات الجاهزة، كمن يجعلك من النجمة حلية حقيقية لإمرأة أثيرة أو يرسم لوحة على البحر.
«في هذا التضاد القدري والتورط الوجودي، تشكل جينات التناقضات مؤثرات ومضات الإشراق وحالات الرعب، ومعطيات ما تنسجه الأذهان المختلة، والغافل من ظن الأشياء هى الأشياء» الفيتوري.
يتسق بروز السلوك الفطري في اطاره التلقائي خلف الوجود الواعي، ليمنع هتك انتظام الجذب، بفتح شرايين الحياة، أداء وإضاءة وإسقاط موانع الالتقاء المحشوة بالتلوث الفهمي، متدلية من آفاق أحاسيس، تنتج ظلماً ــ تسلطاً ــ إحباطاً، مع رفع درجة الوعي الموضوعي، بحقائق الثابت والمتحرك الحياتي، دورات لا تأتي إيقاعاتها وفق ما تهوى النفس وتشتهي.
لذا العاجز وجودياً، من قيد ذاته في إطاره، وأخفق تخطي صحراء الماضي، يموت من كونه لا يموت، ويخفض أنوار الحاضر ــ ويقمع روح النبت النابت، يدور في رحى كونه، لأن القلب خراب والجيب خراب، إجابة على سؤال ضمن أسئلة قلقة بلا مستقر، تعيش في مدار ذاتك، هرباً منها واليها ــ العلاقات الأدمية التي لا تورق إلفة ولا حناناً كيف ولماذا؟
ثقافة سلوك المدركات، الفطرية والوجدانية والمعرفية، سالبة موجبة، تتمظهر فيها أساسيات الالتزام الاخلاقي الشامل، على نسق تصميم بيئوي تعبر عن الافراد والجماعات، بإيقاعات متجانسة في اتجاه عملية التحسين، التي تدفع للاستمرار التجاوزي ــ بإثبات الحضور والنفي.
لعلاقات ليس فيها نقطاع حدي، على ضوء تدفق مصالح الهيمنة والعلو، تحت مظلة المفهوم النقي لعلاقات التبعية تستهدف موت الرؤية في الأحداق، وتدمير خلايا الوعي في الأعماق الذي يثمر سوء المعنى ــ الجوهري للأحادية، يثمر موتاً حقيقة ومجازاً، خنق الضوء الباقي ــ ومحاصرة التمدد المعرفي قد تتبع قضايا مأساوية، لا تحيط بها في البدء الإفهام ــ قد تتلمسها الأعماق اللاواعية للإنسان فتستقبلها وتمنحها ــ طاقة جديدة، تهيؤها للدخول، للعالم المنتج.
في هذا العصر برزت أعجوبة التقنية بثقل لا يقاوم. كعامل إظهار، ووصل ثقافي، على مستوى العالم بأسره، أبطل حصرية المعلومات والمعارف، ساهم في فك الشفرات التي تبدو غامضة ومسكوت عنها إمعاناً كثقافة لها ما بعدها، افرزت في سجل الانسانية، ما لا يتلاقى والقيم الإنسانية.. في هذه الأجواء الكئيبة تستحيل الفطامة عن ذاكرة التعلق والتمدد الباكر، عن فعل الرداءة والظلم والتخلي والتراجع عن هذه الافاعيل التي تصيب الآخر بالدوار والدونية والقيء، إنه الوعي بالظلم الباطن، قال سيدنا علي بن ابي طالب يتبرأ من الظلم «والله لأن أبيت على حسك السعدان، مسهداً أو أجر في الأغلال مصفداً، أحب الى من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، غاصباً لشيء من الحطام ــ وكيف أظلم احداً ــ لنفس يسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها».
من أبعاد هذا الفهم وإثاره تلجأ النفوس الى قلعة الكآبة مدفوعة إلى زمن اللامعقول في المعقول في الزمن الذي يبارك ثرثارة، ويبحث الأعمى في الضياء عن الضياء.
إنه لون من تعزية مأزوم، توقف حسه النبطي ينفعل في لحظات يقظة حس فجائي، مدفوعاً بأمواج اللاوعي، مضطرب الحركة الحسية، يعاوده الحنين لتلك المرافئ الجميلة، إبحاراً في يقين الخيال الذي سده الحال، وطوقه عقده المحال، مات حيتياً، لم يتحرر من مكابداته يبحث عن شيء ذاهب، ولا يسأل عن شيء آتٍ، لا يحيى ولا يموت، العيون مشيدة بالعشق، تفتقد الرأفة والخضرة والحنان، كأنهم يؤجلون انتماءهم لليوم المدان، إنه أعمال الآخر الرديء.
«لم يتمتع الآخرون بعذاب سواهم
لماذا تثار حفائظهم عندما يذكر الحب
ماذا يبغضهم في الجمال
ولماذا يخالون أن التسلط والبربرية
والعنف أحلى صفات الرجال
ولماذا
ولكنه أدرك أن الجحيم
هم الآخرون.»
إن التساكن والتعايش السلمي الاجتماعي، يقومان على تلقائية وجدانية متراضية، وحوارات مفتوحة، ما دون ذلك مخرجات ثقافية، أحادية المعنى والهدف، لحظية تفتقد الحس الإنساني، لأنها شكلية البعد ــ مهرجانية الإطار، أكثر منها ثقافة تأسيس، لوعي قيم فوقية المظهر والتخلف الإنتاجي لأن الفهم يدور في رحى ماضوي قاصد، وأن بدر ما يعني تصالحاً، هذا لا يعني غير مجرد أزياء أو ملصقات تزيفية يختفي وراءها لوعي التخلف والاغتراب والشك المقيم، والهدف الاستراتيجي.
من ذلك الفهم الحصري البالغ التعقيد التردي، والذي نتاجه فرار المرء من شخصه ورسمه، وهو محاصر بمعطيات الوجوه الكالحة، والزيف العام، والحب المغشوش.
في زمن ينمو البؤس في الليل اليائس
وتنمو الآه بضلع الآه
ويهجر حتى الضوء مداه
ويحشو القلب على مثواه
هذه حقائق حصاد الزمن المر، لذا يحترق المبدع بوحدانية الوجع، يتجاوز ذاته، للأنين الجمعي، يحيل القفر اليباب خضرة ــ يتوهج يتألق ــ رغماً عن ضربات القدر ــ لا يكف عن الإنتاج والإضاءة لأنه مسكون إلى وجدانه بالقلب العظيم، يمتلك نقاط النقاء، وخيوط اقتران بشخصنة حركية الحياة، من دوران الوجع والتقاطعات والطلق الأليم، يبدو في تلك اللحظات أكثر جسارة وثوباً، مقدراً له أن يصفو ويتجوهر ــ ليغدو شفيغاً ووجدانياً يتمدد حياتياً ــ كالشمعة الخرساء أعصاب رقاق تنعصر ــ هو خاضع في وجوده ــ لعمليات إبداعية جبرية، تنبع من تفاعلات العمق الداخل ــ وتتصل مشيمياً بإسقاطات مخرجات مبدعة. ويأتي هذا لتشكيل حد أدنى من تلك العلاقة، والتكافؤ بينه والوجود.
بهذا يجسد المعنى الداخلي ــ داخل إطاره أو سياجه ــ ليعطي معنى للحياة والانتصار.
المبدع ــ مع الحياة وللحياة واللاسكون، يتقبل الآخر على الاقل ــ كإضافة للعنصر الجماعي، الآخر هو من سلالة الميراث النفسي ــ الذي لا يستطيع العزوف عنه ــ لأنه الغذاء المتبادل، والأمل المرتجى، أنه الصوت بأمل الهدى. الأمل يصبح من الميل الى الميل الى الرضاء من الوعي الى الايمان، من الدهشة بالتجربة الى هيئة الشعور الشخصي بما هو عام وشامل ــ إنه المبدع الذي يصالح بيتنا وأنفسنا والكون.
في هذه الأجواء يطوح الإحساس بالبعض الى القيعان، لأن بعض قوى الوجود النخبوية، ومراكز قوى المعرفة، المعبرة عن الفئات المستقلة، تحاول استحداث ترميمات استفزازية (تاكتيك) ليس هناك تحديث حقيقي كمنتج إبداعي، ما لم تتم بنية جذرية في المناهج الحياتية والمفاهيم المغروسة في شرايين الأنظمة والمجتمع، ونظافة المتراكمات المعرفية، ذات المعاني والتوجهات الأحادية. إذن لا بد أن نختار، فالحياة في هذا المدار احتراق، لا بد من آليات ذات طبيعة واعية، ودرجة استشعار ذات ثقافة ثابتة، لربط السلوك الثقافي ــ بجراح الواقع الحي ــ ربطاً معرفياً، عدلياً، لتغيير الواقع من صلب الواقع ــ وإعادة ترتيب الوضع الإنساني.
«في هذا التضاد القدري والتورط الوجودي، تشكل جينات التناقضات مؤثرات ومضات الإشراق وحالات الرعب، ومعطيات ما تنسجه الأذهان المختلة، والغافل من ظن الأشياء هى الأشياء» الفيتوري.
يتسق بروز السلوك الفطري في اطاره التلقائي خلف الوجود الواعي، ليمنع هتك انتظام الجذب، بفتح شرايين الحياة، أداء وإضاءة وإسقاط موانع الالتقاء المحشوة بالتلوث الفهمي، متدلية من آفاق أحاسيس، تنتج ظلماً ــ تسلطاً ــ إحباطاً، مع رفع درجة الوعي الموضوعي، بحقائق الثابت والمتحرك الحياتي، دورات لا تأتي إيقاعاتها وفق ما تهوى النفس وتشتهي.
لذا العاجز وجودياً، من قيد ذاته في إطاره، وأخفق تخطي صحراء الماضي، يموت من كونه لا يموت، ويخفض أنوار الحاضر ــ ويقمع روح النبت النابت، يدور في رحى كونه، لأن القلب خراب والجيب خراب، إجابة على سؤال ضمن أسئلة قلقة بلا مستقر، تعيش في مدار ذاتك، هرباً منها واليها ــ العلاقات الأدمية التي لا تورق إلفة ولا حناناً كيف ولماذا؟
ثقافة سلوك المدركات، الفطرية والوجدانية والمعرفية، سالبة موجبة، تتمظهر فيها أساسيات الالتزام الاخلاقي الشامل، على نسق تصميم بيئوي تعبر عن الافراد والجماعات، بإيقاعات متجانسة في اتجاه عملية التحسين، التي تدفع للاستمرار التجاوزي ــ بإثبات الحضور والنفي.
لعلاقات ليس فيها نقطاع حدي، على ضوء تدفق مصالح الهيمنة والعلو، تحت مظلة المفهوم النقي لعلاقات التبعية تستهدف موت الرؤية في الأحداق، وتدمير خلايا الوعي في الأعماق الذي يثمر سوء المعنى ــ الجوهري للأحادية، يثمر موتاً حقيقة ومجازاً، خنق الضوء الباقي ــ ومحاصرة التمدد المعرفي قد تتبع قضايا مأساوية، لا تحيط بها في البدء الإفهام ــ قد تتلمسها الأعماق اللاواعية للإنسان فتستقبلها وتمنحها ــ طاقة جديدة، تهيؤها للدخول، للعالم المنتج.
في هذا العصر برزت أعجوبة التقنية بثقل لا يقاوم. كعامل إظهار، ووصل ثقافي، على مستوى العالم بأسره، أبطل حصرية المعلومات والمعارف، ساهم في فك الشفرات التي تبدو غامضة ومسكوت عنها إمعاناً كثقافة لها ما بعدها، افرزت في سجل الانسانية، ما لا يتلاقى والقيم الإنسانية.. في هذه الأجواء الكئيبة تستحيل الفطامة عن ذاكرة التعلق والتمدد الباكر، عن فعل الرداءة والظلم والتخلي والتراجع عن هذه الافاعيل التي تصيب الآخر بالدوار والدونية والقيء، إنه الوعي بالظلم الباطن، قال سيدنا علي بن ابي طالب يتبرأ من الظلم «والله لأن أبيت على حسك السعدان، مسهداً أو أجر في الأغلال مصفداً، أحب الى من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، غاصباً لشيء من الحطام ــ وكيف أظلم احداً ــ لنفس يسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها».
من أبعاد هذا الفهم وإثاره تلجأ النفوس الى قلعة الكآبة مدفوعة إلى زمن اللامعقول في المعقول في الزمن الذي يبارك ثرثارة، ويبحث الأعمى في الضياء عن الضياء.
إنه لون من تعزية مأزوم، توقف حسه النبطي ينفعل في لحظات يقظة حس فجائي، مدفوعاً بأمواج اللاوعي، مضطرب الحركة الحسية، يعاوده الحنين لتلك المرافئ الجميلة، إبحاراً في يقين الخيال الذي سده الحال، وطوقه عقده المحال، مات حيتياً، لم يتحرر من مكابداته يبحث عن شيء ذاهب، ولا يسأل عن شيء آتٍ، لا يحيى ولا يموت، العيون مشيدة بالعشق، تفتقد الرأفة والخضرة والحنان، كأنهم يؤجلون انتماءهم لليوم المدان، إنه أعمال الآخر الرديء.
«لم يتمتع الآخرون بعذاب سواهم
لماذا تثار حفائظهم عندما يذكر الحب
ماذا يبغضهم في الجمال
ولماذا يخالون أن التسلط والبربرية
والعنف أحلى صفات الرجال
ولماذا
ولكنه أدرك أن الجحيم
هم الآخرون.»
إن التساكن والتعايش السلمي الاجتماعي، يقومان على تلقائية وجدانية متراضية، وحوارات مفتوحة، ما دون ذلك مخرجات ثقافية، أحادية المعنى والهدف، لحظية تفتقد الحس الإنساني، لأنها شكلية البعد ــ مهرجانية الإطار، أكثر منها ثقافة تأسيس، لوعي قيم فوقية المظهر والتخلف الإنتاجي لأن الفهم يدور في رحى ماضوي قاصد، وأن بدر ما يعني تصالحاً، هذا لا يعني غير مجرد أزياء أو ملصقات تزيفية يختفي وراءها لوعي التخلف والاغتراب والشك المقيم، والهدف الاستراتيجي.
من ذلك الفهم الحصري البالغ التعقيد التردي، والذي نتاجه فرار المرء من شخصه ورسمه، وهو محاصر بمعطيات الوجوه الكالحة، والزيف العام، والحب المغشوش.
في زمن ينمو البؤس في الليل اليائس
وتنمو الآه بضلع الآه
ويهجر حتى الضوء مداه
ويحشو القلب على مثواه
هذه حقائق حصاد الزمن المر، لذا يحترق المبدع بوحدانية الوجع، يتجاوز ذاته، للأنين الجمعي، يحيل القفر اليباب خضرة ــ يتوهج يتألق ــ رغماً عن ضربات القدر ــ لا يكف عن الإنتاج والإضاءة لأنه مسكون إلى وجدانه بالقلب العظيم، يمتلك نقاط النقاء، وخيوط اقتران بشخصنة حركية الحياة، من دوران الوجع والتقاطعات والطلق الأليم، يبدو في تلك اللحظات أكثر جسارة وثوباً، مقدراً له أن يصفو ويتجوهر ــ ليغدو شفيغاً ووجدانياً يتمدد حياتياً ــ كالشمعة الخرساء أعصاب رقاق تنعصر ــ هو خاضع في وجوده ــ لعمليات إبداعية جبرية، تنبع من تفاعلات العمق الداخل ــ وتتصل مشيمياً بإسقاطات مخرجات مبدعة. ويأتي هذا لتشكيل حد أدنى من تلك العلاقة، والتكافؤ بينه والوجود.
بهذا يجسد المعنى الداخلي ــ داخل إطاره أو سياجه ــ ليعطي معنى للحياة والانتصار.
المبدع ــ مع الحياة وللحياة واللاسكون، يتقبل الآخر على الاقل ــ كإضافة للعنصر الجماعي، الآخر هو من سلالة الميراث النفسي ــ الذي لا يستطيع العزوف عنه ــ لأنه الغذاء المتبادل، والأمل المرتجى، أنه الصوت بأمل الهدى. الأمل يصبح من الميل الى الميل الى الرضاء من الوعي الى الايمان، من الدهشة بالتجربة الى هيئة الشعور الشخصي بما هو عام وشامل ــ إنه المبدع الذي يصالح بيتنا وأنفسنا والكون.
في هذه الأجواء يطوح الإحساس بالبعض الى القيعان، لأن بعض قوى الوجود النخبوية، ومراكز قوى المعرفة، المعبرة عن الفئات المستقلة، تحاول استحداث ترميمات استفزازية (تاكتيك) ليس هناك تحديث حقيقي كمنتج إبداعي، ما لم تتم بنية جذرية في المناهج الحياتية والمفاهيم المغروسة في شرايين الأنظمة والمجتمع، ونظافة المتراكمات المعرفية، ذات المعاني والتوجهات الأحادية. إذن لا بد أن نختار، فالحياة في هذا المدار احتراق، لا بد من آليات ذات طبيعة واعية، ودرجة استشعار ذات ثقافة ثابتة، لربط السلوك الثقافي ــ بجراح الواقع الحي ــ ربطاً معرفياً، عدلياً، لتغيير الواقع من صلب الواقع ــ وإعادة ترتيب الوضع الإنساني.