قالتْ لي و نحن نتمددُ على الورقِ الأصفر :
هل كنتَ تحبني وقد كنا نتمددُ في المكان ذاته
قبل عشرين سنة؟
قلتُ ماسكاً يدها بجهل:
لكن الورق لم يكنْ نفسه،
السماء لم تكن تلك السماء التي نعاصرها الآن،
أهلنا كانوا أحياء يتعشون معاً و يخسرون،
يدك تلك كانتْ أصغر
يدي أيضاً ،
عندئذ انتبه كلُّ واحدٍ منّا ليدهِ
آه كم تكبرُ يد الإنسانِ عندما يحبُّ
كأنَّها تتدبرُ قدرتَها على التَّلويح !
▪︎▪︎▪︎
أنتِ مظلومة أيتها الأرضُ
أنت متزوجة ، زانية، ساحرة مطاردة،
مثلومة مثل كلمة بفم طفل مرتعد،
و إضافةً الى ذلك
إننا سنهجركِ
كما تهجرُ الفتاة حكايتها ،
سيصنّع لنا العالم الدمع أيضاً
ما هذه الرثاثة
كبرتْ الطفلةُ
فيما ظلتْ حكايتها القديمة تزدهرُ بالجنيّات !
▪︎▪︎▪︎
وضعَ الإنسانُ خطة لحياة مستقرة
و لترتيب مواعيده
أيضاً ،
حبيبات و تسوق و تجوال
المكتبة بعيدة
الحجر الصحي بعيد
مقاعد الخشب الفارغة تلاشت
فقد بدأت المدن
تستبدل الخشبَ بالمعدن
لكن الموسيقى تشتغل على الدوام
أثناء النوم
في الأكل
و في تجربة شيء بدلاً من شيء آخر
أما مع مطلع القرن القادم
فستختفي الألفة بين الأصدقاء ،
سيعيشون بعجالة
كما لو أنهم
ينتمون للآلهة التي باركت إختراع الساعات!
▪︎▪︎▪︎
رأيت جسدي يتقلبُ على الأرض
كما تتقلب نحلة مصابة .
قلتُ هذا ليس جسدي
أو أنني لم أقل ذلك
فبالتأكيد لحظة ما يخرج المرء عن جسده
لا يمكنه أن يقول شيئا
لكنه سيواصل النظر باستمرار..
النظرة الوطيدة
لا الكلمة
هي ما تمنح الأرض الخربة المزيدَ من الدفء!
▪︎▪︎▪︎
الجرح يلتئمُ كبيتٍ يغلق بابه
ننسى عندئذ
القليلَ من الألم
إلا أنَّ أثراً يتبقى
فاتحاً بين لحظة و أخرى
حديثاً باهظاً عما يفعله المرء
إن سلمه الله بيتاً في الجنة
و لم يهبهُ نسخة من المفاتيح !
▪︎▪︎▪︎
لا يلام الإنسان لأن يدهُ اتسخت
يلام لأنه أحب
ففي الحب هواء عال
لا يجفف الأخطاء
و مياه سريعة
نستخدمها لتغيير وجهة الأشياء..
يلام الإنسان لأنه استيقظ
مشوشاً
فما الذي سيتغير في سماء المدن
إن أحبَّ قيس بثينة
و أنهى جميل مشواره الصغير مع ليلى؟
▪︎▪︎▪︎
لا نريدك أيتها المعلومة المفيدة
عن النهر
لا نود أن نعبر و نحن نعرف ما الذي يحدث
في الضفة البعيدة
لا نود أن نعرف هاجس الغرق
غير أن يموت العابر
بيدين مفتوحتين
تلك ميتة الطيور
نريد مثالاً يليق ببشريتنا الأليمة
كأن يضع أحدنا كملك منفعلٍ
ساقاً على ساق
و يموت !
▪︎▪︎▪︎
تتأسفين لأن الرداءة بدلَ الحس
سوء الطالع بدل الطمأنينة
الإنتفاخ بدل الإمتلاء
الرحمة بدل الإنصاف
السلام بدل المواجهة
التضحية بالوقت بدل النوم
الوطن بدل أنْ يذهب المرء مع صديقته إلى البيت !
▪︎▪︎▪︎
هذا ليس مكاني
لأن ذلك ليس مكانك
عندما لا يكون الحب موجوداً في العالم
نرتبكُ
فيجلس المسافر إلى حلب
بمكان المسافر إلى الشام !
▪︎▪︎▪︎
بحذرٍ
بجفاء
بنصف ورع
بربع جرأة
بقليل من الكفاية
بأقل قدر من السمو
قلتُ لكِ أحبكِ
دون أسف إذا كنتُ قد قلت الكلمة
بعد فناء المنزل تماماً ،
بعد تعذر السفن عن الوصول ،
لكن ما صلة السفن
بمشاعرنا الآن ؟
لا توجد صلة بينهما
إلا أننا ملزمون بأنْ نجعلَ الحبَّ قريباً من البحر !
#عامر الطيب
هل كنتَ تحبني وقد كنا نتمددُ في المكان ذاته
قبل عشرين سنة؟
قلتُ ماسكاً يدها بجهل:
لكن الورق لم يكنْ نفسه،
السماء لم تكن تلك السماء التي نعاصرها الآن،
أهلنا كانوا أحياء يتعشون معاً و يخسرون،
يدك تلك كانتْ أصغر
يدي أيضاً ،
عندئذ انتبه كلُّ واحدٍ منّا ليدهِ
آه كم تكبرُ يد الإنسانِ عندما يحبُّ
كأنَّها تتدبرُ قدرتَها على التَّلويح !
▪︎▪︎▪︎
أنتِ مظلومة أيتها الأرضُ
أنت متزوجة ، زانية، ساحرة مطاردة،
مثلومة مثل كلمة بفم طفل مرتعد،
و إضافةً الى ذلك
إننا سنهجركِ
كما تهجرُ الفتاة حكايتها ،
سيصنّع لنا العالم الدمع أيضاً
ما هذه الرثاثة
كبرتْ الطفلةُ
فيما ظلتْ حكايتها القديمة تزدهرُ بالجنيّات !
▪︎▪︎▪︎
وضعَ الإنسانُ خطة لحياة مستقرة
و لترتيب مواعيده
أيضاً ،
حبيبات و تسوق و تجوال
المكتبة بعيدة
الحجر الصحي بعيد
مقاعد الخشب الفارغة تلاشت
فقد بدأت المدن
تستبدل الخشبَ بالمعدن
لكن الموسيقى تشتغل على الدوام
أثناء النوم
في الأكل
و في تجربة شيء بدلاً من شيء آخر
أما مع مطلع القرن القادم
فستختفي الألفة بين الأصدقاء ،
سيعيشون بعجالة
كما لو أنهم
ينتمون للآلهة التي باركت إختراع الساعات!
▪︎▪︎▪︎
رأيت جسدي يتقلبُ على الأرض
كما تتقلب نحلة مصابة .
قلتُ هذا ليس جسدي
أو أنني لم أقل ذلك
فبالتأكيد لحظة ما يخرج المرء عن جسده
لا يمكنه أن يقول شيئا
لكنه سيواصل النظر باستمرار..
النظرة الوطيدة
لا الكلمة
هي ما تمنح الأرض الخربة المزيدَ من الدفء!
▪︎▪︎▪︎
الجرح يلتئمُ كبيتٍ يغلق بابه
ننسى عندئذ
القليلَ من الألم
إلا أنَّ أثراً يتبقى
فاتحاً بين لحظة و أخرى
حديثاً باهظاً عما يفعله المرء
إن سلمه الله بيتاً في الجنة
و لم يهبهُ نسخة من المفاتيح !
▪︎▪︎▪︎
لا يلام الإنسان لأن يدهُ اتسخت
يلام لأنه أحب
ففي الحب هواء عال
لا يجفف الأخطاء
و مياه سريعة
نستخدمها لتغيير وجهة الأشياء..
يلام الإنسان لأنه استيقظ
مشوشاً
فما الذي سيتغير في سماء المدن
إن أحبَّ قيس بثينة
و أنهى جميل مشواره الصغير مع ليلى؟
▪︎▪︎▪︎
لا نريدك أيتها المعلومة المفيدة
عن النهر
لا نود أن نعبر و نحن نعرف ما الذي يحدث
في الضفة البعيدة
لا نود أن نعرف هاجس الغرق
غير أن يموت العابر
بيدين مفتوحتين
تلك ميتة الطيور
نريد مثالاً يليق ببشريتنا الأليمة
كأن يضع أحدنا كملك منفعلٍ
ساقاً على ساق
و يموت !
▪︎▪︎▪︎
تتأسفين لأن الرداءة بدلَ الحس
سوء الطالع بدل الطمأنينة
الإنتفاخ بدل الإمتلاء
الرحمة بدل الإنصاف
السلام بدل المواجهة
التضحية بالوقت بدل النوم
الوطن بدل أنْ يذهب المرء مع صديقته إلى البيت !
▪︎▪︎▪︎
هذا ليس مكاني
لأن ذلك ليس مكانك
عندما لا يكون الحب موجوداً في العالم
نرتبكُ
فيجلس المسافر إلى حلب
بمكان المسافر إلى الشام !
▪︎▪︎▪︎
بحذرٍ
بجفاء
بنصف ورع
بربع جرأة
بقليل من الكفاية
بأقل قدر من السمو
قلتُ لكِ أحبكِ
دون أسف إذا كنتُ قد قلت الكلمة
بعد فناء المنزل تماماً ،
بعد تعذر السفن عن الوصول ،
لكن ما صلة السفن
بمشاعرنا الآن ؟
لا توجد صلة بينهما
إلا أننا ملزمون بأنْ نجعلَ الحبَّ قريباً من البحر !
#عامر الطيب