لطالما نظرنا للربيع فصلاً ليقظة الجسد قبل الشعور. صحوة الفكر بعد خمول القراطيس وعُطل المعاجم وفتنة التواريخ. ونستطيع أن نضيف الى هاتين اليقظتين، يقظة الطبيعة المتسيّدة صفحةً جديدة في كتاب الوباء الأسطوري. وليس في هذا الزفاف، المساق دورياً، غير استعادة محض من أجل استكمال أركان هويةٍ مُضعضَعة، لليلى، العليلة في العراق!
ليس المرض وكتابته من منطق الطبيعة المسالم، ولا من سلامة النظرية التي تستلهم الطبيعةَ وتأمَن تقلّبها بين السلم والحرب والوباء والطوفان. فالربيع/ شقيق المرض، يقظةُ هويةٍ طال خمولها فانتبهت الى طاقتها الكامنة، لتقع في سطوة الانتروبيا (ظاهرة استقرار نظامٍ بالتحول العشوائي لأجزائه) وبهجتِها العارمة بوجودٍ يتحدى الأعراف والحدود؛ كتابةٍ مساوية لطاقة اجتياحٍ أهوج غير مهادن.
هنا يأتي النصُّ المتحسِس بقايا إذلالٍ وتبعاتٍ يومية متراكمة، يتنفس الحشرجات في الصدور المحتشية برئات ضيقة، ثم يعطس كعاصفة خجول!
الكتابة برفقة الربيع، ثورةٌ برسمِ الحرية القاهرة والمقهورة، كما الوجود الفيزيائي في الكون بقدرة انتروبيا الطاقة المهدورة.
الجسد يُرخي إزارَه، كما في لوحة رقصة الربيع لبوتشيللي، ليتشمّس النورَ الطافح بالبهجة، فيدهمه المرضُ بالصمت، إذ يشير الى فضيلة الركون حتى ارتفاع سمت الكلام. الكلام يناور اللغةَ العاقلة ويشتاق الى هذيانه، فيكبحه الوهمُ ويتغلب على حقيقته. الحقيقة تراود واقعَها، وتفتح زيقَها، وتتبرّج بما لديها وما ليس بملكِها، فيردّها المرضُ الى صوابها. الفقرُ سترُ الكتابة، والكلامُ عهرُ اللسان. والطبيعةُ قاضٍ جبار. الربيعُ خانسٌ في بستانه المطوَّق بحساسيات الهوية المريضة، قبل أن يذكّره المنظورُ المكسور في لوحة لبيكاسو بحقيقته الانتروبية، طاقته على الانتشار كقطرة حبر في كأس ماء.
الربيع حلقةٌ في سلسلة تفككات الطبيعة، اختيالها وتمركزها في وعي الانسان. وجهٌ متبرّجٌ على نبعٍ نرسيسيّ مُغوىً بالكبرياء. الكتابةُ سبيلٌ الى شقّ هذا التمركز والاختيال وتسمية الأشياء من جديد. البدءُ بقدر الاستطاعة، للوصول الى درجة الرضا العميق عن النور المكبوت في قارورة الأكاسير البروميثية!
الطبيعة وهي تنقلب على نظريتها، تناطح الوجهَ النرسيسي المتمرّد، التوّاق الى التوحّد بهويته المستيقظة على المرض، كأيّلِ الجبال المُقرِن.
الاسم المريض بحدّ ذاته حيران، متنكّر بصفاتٍ لا تدلّ إلا على هويته المضعضَعة.
الهوية التي لا تُسمّى إلا بربيعها، يمدُّ لها هذا لسانَ السخرية والنكران.. يطردها من ملكوته وبهجته وكلامه.. يمدّ لها لسانَ الثرثرة. يبيع لها أوراقاً لا صدق فيها ولا عرفان.
الهوية اللامسمّاة، المغيَّبة عن الحضور وسطَ الشدة والقهر، تستعين بانتروبيا النصوص اللامجنّسة، الأسماء المصلوبة في الشمس، الرايات الممزقة، الساحات المكسورة، الأوطان المغتصَبة، العرفان المنكَر!
في وطنٍ شاحبِ الربيع، تخطر الهويةُ الكاتبةُ كعروس القرابين الى حتفها في ممالك المعتوهين، وقصور السحرة، بينما يحرسها ألفُ عبدٍ من عبيد عشتار ذات الأسماء الفتّاكة، حتى مضجعها.
يوماً ما، دورة سحيقة، كتبَ دموزي اعترافاً بغدر الربيع العشتاريّ، واكتفى برقيم من الطين، كسّرته أيدي المتطفلين على مر الزمان. منذئذ والرقيم يخترع ربيعَه البكر بأسماء شتى.
بيدي ربيعي الكسير، هويتي العليلة، وقد استبدلتْ ليلى بعشتار!
ليس المرض وكتابته من منطق الطبيعة المسالم، ولا من سلامة النظرية التي تستلهم الطبيعةَ وتأمَن تقلّبها بين السلم والحرب والوباء والطوفان. فالربيع/ شقيق المرض، يقظةُ هويةٍ طال خمولها فانتبهت الى طاقتها الكامنة، لتقع في سطوة الانتروبيا (ظاهرة استقرار نظامٍ بالتحول العشوائي لأجزائه) وبهجتِها العارمة بوجودٍ يتحدى الأعراف والحدود؛ كتابةٍ مساوية لطاقة اجتياحٍ أهوج غير مهادن.
هنا يأتي النصُّ المتحسِس بقايا إذلالٍ وتبعاتٍ يومية متراكمة، يتنفس الحشرجات في الصدور المحتشية برئات ضيقة، ثم يعطس كعاصفة خجول!
الكتابة برفقة الربيع، ثورةٌ برسمِ الحرية القاهرة والمقهورة، كما الوجود الفيزيائي في الكون بقدرة انتروبيا الطاقة المهدورة.
الجسد يُرخي إزارَه، كما في لوحة رقصة الربيع لبوتشيللي، ليتشمّس النورَ الطافح بالبهجة، فيدهمه المرضُ بالصمت، إذ يشير الى فضيلة الركون حتى ارتفاع سمت الكلام. الكلام يناور اللغةَ العاقلة ويشتاق الى هذيانه، فيكبحه الوهمُ ويتغلب على حقيقته. الحقيقة تراود واقعَها، وتفتح زيقَها، وتتبرّج بما لديها وما ليس بملكِها، فيردّها المرضُ الى صوابها. الفقرُ سترُ الكتابة، والكلامُ عهرُ اللسان. والطبيعةُ قاضٍ جبار. الربيعُ خانسٌ في بستانه المطوَّق بحساسيات الهوية المريضة، قبل أن يذكّره المنظورُ المكسور في لوحة لبيكاسو بحقيقته الانتروبية، طاقته على الانتشار كقطرة حبر في كأس ماء.
الربيع حلقةٌ في سلسلة تفككات الطبيعة، اختيالها وتمركزها في وعي الانسان. وجهٌ متبرّجٌ على نبعٍ نرسيسيّ مُغوىً بالكبرياء. الكتابةُ سبيلٌ الى شقّ هذا التمركز والاختيال وتسمية الأشياء من جديد. البدءُ بقدر الاستطاعة، للوصول الى درجة الرضا العميق عن النور المكبوت في قارورة الأكاسير البروميثية!
الطبيعة وهي تنقلب على نظريتها، تناطح الوجهَ النرسيسي المتمرّد، التوّاق الى التوحّد بهويته المستيقظة على المرض، كأيّلِ الجبال المُقرِن.
الاسم المريض بحدّ ذاته حيران، متنكّر بصفاتٍ لا تدلّ إلا على هويته المضعضَعة.
الهوية التي لا تُسمّى إلا بربيعها، يمدُّ لها هذا لسانَ السخرية والنكران.. يطردها من ملكوته وبهجته وكلامه.. يمدّ لها لسانَ الثرثرة. يبيع لها أوراقاً لا صدق فيها ولا عرفان.
الهوية اللامسمّاة، المغيَّبة عن الحضور وسطَ الشدة والقهر، تستعين بانتروبيا النصوص اللامجنّسة، الأسماء المصلوبة في الشمس، الرايات الممزقة، الساحات المكسورة، الأوطان المغتصَبة، العرفان المنكَر!
في وطنٍ شاحبِ الربيع، تخطر الهويةُ الكاتبةُ كعروس القرابين الى حتفها في ممالك المعتوهين، وقصور السحرة، بينما يحرسها ألفُ عبدٍ من عبيد عشتار ذات الأسماء الفتّاكة، حتى مضجعها.
يوماً ما، دورة سحيقة، كتبَ دموزي اعترافاً بغدر الربيع العشتاريّ، واكتفى برقيم من الطين، كسّرته أيدي المتطفلين على مر الزمان. منذئذ والرقيم يخترع ربيعَه البكر بأسماء شتى.
بيدي ربيعي الكسير، هويتي العليلة، وقد استبدلتْ ليلى بعشتار!