النواجي شمس الدين - قسماً بلؤلؤ ثغرها المكنون

قسماً بلؤلؤ ثغرها المكنون = وبحاجب لي بالمنى مقرون
وبواو صدغ نحو مشقة حاجب = عطفت فأكد فعله بالنون
لأنزهنّ نواظري من وجهها = ولحاظها في روضة وعيون
ولأكثرن تمنعي بالوصل في = جنات وجنتها بحور عين
هيفاء مائسة القوام إذا بدت = أبدت محاسنها فنون فنون
تعطو كسالفة الغزال وإن رنت = فتكت لواحظها بليث عرين
سكن الفؤاد لها فسكن حبها = روعي وحرك للغرام سكوني
يا تاليا عذلي بسيف جفونها = مالي وللمكروه في المسنون
لم أعش عن ذكر الحبيب فلا يرم = شيطان نصحك أن يكون قريني
هي في الهوى ديني فلا يقل العدا = أني فتنت بحبها عن ديني
من نهدها الحالي بعنبر خاله = أنا مقسم بالتين والزيتون
سبحان من أنشا وعدل قدّها = غصنا وأبدع خلقه من طين
يا كعبة الحسن التي قد اذهبت = نسكي وهاجت لوعتي وشجوني
آها لقلبي أن يزور حماك أو = بالميل الاخضر لو كحلت جفوني
صيرتني في الوصل كالألف التي = سقطت وعند الوقف كالتنوين
يروي حديث صبابتي بك عروة = ومدامعي تملي على ابن معين
ووعدت صبك بالأبيرق شربة = لعسى تبرد لوعة المحزون
وأخذت قلبي يوم كاظمة بها = رهناً فما وفيت بعض ديوني
لا تأسفي إن بعت روحي باللقا = اللّه يربح صفقة المغبون
لي حرف مد من قوامك فاعطفي = يا قامة الغصن الرطيب وليني
وأداة تنفيس لقلبي لم تزل = أبدا تلوح بطرة كالسين
بحياة حسنك يا مليكة عصرها = لا تبدليني في الغرام بدوني
زحفت طلائع حاجيك لمهجتي = وكميّ لحظك منذر بكمين
إن كنت أطمع في سواك بنظرة = يوما فلا قرّت بذاك عيوني
ها قد مددت يدي إليك فساعدني = وخذي بحقك في الهوى يميني
أفدي الذين ترحلوا سحرا ولم = يرثوا لشجوى بعدهم وحنيني
ودعت روحي عندما ودعتهم = ورجعت مالي غير رجع أنيني
فمدامعي غسلي غداة تيّموا = وثياب سقمي للبلى تكفيني
يا نفس لا تخشي لهيب جهنم = وتباشري إن حلّ ريب منوني
ظني إذا ما زرت قبر محمد = سيجيرتي من حرّها ويقيني
المصطفى الهادي البشير الطاهر ال = طهر الشفيع الصادق المأمون
هو روح توحيدي وعين حقيقتي = وكمال معرفتي وعصمة ديني
وبه ملاذي في المعاد وعدتي = عند الإله ومنجدي ومعيني
شرفت بمولده جبال تهامة = وقباب رامة والصفا وحجون
ومجوس فارس أخمدت نيرانها = وقصور بصرى أبصرت بعيون
وببعثه كسي الزمان محاسنا = ببيانها تغني عن التبين
كم قام في دين الإله مؤيدا = من ربه بالنصر والتمكين
وأتى بقرآن لديه مفصل = حكم عن الحق المبين مبين
فمحا بشرعته الضلال ووجهه = كالبدر يشرق في الليالي الجون
كسر الأكاسرة الذين تجبروا = وأذاق عزّهم عذاب الهون
وأحلّ أمته محلّ الصدق من = علياه في حصن لديه حصين
سألت قريش أن يريهم آية = كبرى فأظهرها لهم في الحين
وأشار للبدر المنير فشقّ في = كبد السماء وعاد كالعرجون
أسرى به الروح الأمين لربّه = بمقام صدق لا ينال مكين
وحباه رؤيته تعالى جل عن = كيف وعن جهة وعن تعين
وعليه قد فرض الإله صلاته = خمسا تحوز فضيلة الخمسين
من مثله واللّه أقسم باسمه = طه وأنزل مدحه في نون
ولكم له من آية تتلى على = صفحات أيام ومرّ سنين
يا خير من شرف القريض بذكره = لما تبرّك باسمه الميمون
وإذا غنيت بمدحه عن كل ما = في الكائنات بفضله يغنيني
وإذا ظمئت إلى نداه فقطرةٌ = من فيض كوثر بحره يرويني
وإذا فنيت إلى لقاه فنفحة = من عرف حضرة قدسه تحييني
يعطي الجزاف من اللآلىء كلما = حرّرت نظم مديحه الموزون
لا غرو صغت قلائداً فيه وما = فرّطت في عقد لديّ ثمين
ورويّ فكري غاص بحر نواله = فظفرت منه بجوهر مكنون
وقصدته بقصائد شتّى فما = ضاعت ولا خابت لديه ظنوني
وقصور أبيات بديع طباقها = أرجو به غرفا بعليّين
ما زلت في الديوان ينشىء مدحهُ = قلمي وبارع وصفه يمليني
لعسى يوقّع لي بمسموح الرضى = وعلى عوائد فضله يجريني
كن لي شفيعا يوم لا يغنى الورى = فيه شفاعة صاحب وخدين
وإذا دعوت اللّه خشية زلّة = فأجب دعائي منك بالتأمين
يا رب وامنحني رضاك وعافني = من عظم داء في الضلوع دفين
من سجن دنياين الدنية نجنى = كرما وفي أخراي من سجّين
وأدم صلاتك والسلام عليه ما = هتفت حمام الأيك فوق غصون
وترنّم الحادي بطيبة معلنا = فشجى الفؤاد بمعرب التلحين
أعلى