أنمار مردان - لا ظل في جوف الماء.. شعر

إلى / حسين المرياني

قبل أن يشم َ الغرق َ أو يشتهيه
وقبل أن تصافح َ يدُه ُ رصاصهَم وتطول ُ بالدعاء ِ
وقبل أن يرى النهر َ عصيَّ الدمع ِ
وقبل أن تقع َ الطيور ُ على أشكالِها ليصاب َ الوقت ُ بالطاعون ِ
وقبل أن يشد َ آزر َ العباءات ِ الملونة ِ لتكون أمَه ُ
المسافة َ الوحيدة َ
وقبل أن يسمح َ لعلامات ِ الاستفهام بالاستطالة ِ
كان دوما ً
يدون ُشراء َ رأسِه ِ كبرتقالة ٍ ناضجة ٍ ويضحك ُ.
رغم إنه ُ حاول َ
أن يلفظ َ وجهَه ُ كمنديل ٍ نازح ٍ من عاشقين
أصابتُهما لعنة ُ القُبل ِ المتلاحقة ِ
وحاول َ السقوط َ من الشجرة ِ
لكنه ُ لم يهرب حين باعَه ُ البقال ُ إلى رجل ٍ يصلي
ولا حين بدأ بتقشير أسمَه بلغة ٍ طويلة ٍ .
كان بين قوسين أو أكبر من الرؤيا
لا يبوح َ للقصيدة ِ بما يراه
فكانت تراه
كان يعاني من تلف ِ الشوارع ِ المزمن ِ
لذا هو الوحيد ُ يغني كابوسه ُ صباحا ً
حين ينقطع ُ الوطن ُ عن التدخين ..
كان يقرأ ُ نصف َ قرن ٍ من الموتى
فالراكضون في مخيلتِهِ أشباح ٌ لقرى ً قادمة ٍ
والواقفون في منتصف ِ ابتسامتِه ِ حبال ٌ
تُمدُ إلى جوع ِ الأرض ِ
ولم يمد َ له ُ أحد ٌ حبلَه ُ
والساجدون لله رغم كثرتهِم
يفرغون كؤوس َ الخمر ِ من نباحِها
وهو لا يبالي حين يجره ُ غرابهُم إلى السؤال .
قلبُهُ مثل خميرة ِ خبز ٍ
أو بالونة ٍ
تنتفخ ُفي أول ِ ضفيرة ٍ
أو موعد ٍ لم يحن إلى الآن
فإلى متى يلبس ُ عمر َ الحرب ِ
متحاشيا ً التعري أمام السعير ؟.
التفاعلات: ياسين الخراساني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...